تريند 🔥

📱هواتف
ما قصة لما اشتد ساعده رماني؟

ما قصة لما اشتد ساعده رماني؟

مروة عمران
مروة عمران

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

3 د

أعلمه الرماية كل يومٍ، ولما اشتدَّ ساعده رماني، هو من الأبيات المشهورة التي يضرب بها المثل فيمن ينكر إحسان من أحسن إليه، ويرد الإحسان بالإساءة، ولهذا البيت قصةٌ تذكر، فماهي قصته؟

 “فلما اشتد ساعده رماني”، مثل عربي مطروق على آذاننا كثيراً والقليل منا يعرف قصته الحقيقية، إذ يحكى عادةً لوصف الشخص الجحود الذي تنكر للجميل وأساء لمن أحسن إليه، أما عن أصل تلك الجملة فهي مأخوذة من أبيات لقصيدة مالك بن فهم الأزدي وهو يشكي ابنه الذي غدر به.

تحكي القصة عن حياة مالك بن فهم الأرزي مع أولاده العشرة وعشيرته، فقد جاء مع عشيرته يومًا إلى اليمن إلى إحدى المناطق الموجودة في عمان، وكان بهذا مالك أول المهاجرين إلى اليمن بعد سيل العرم، فما أن ثبتت قدماه في أراضي عمان حتى اصطدم بالفرس الذين أتوا لبسط سيطرتهم على المنطقة، إلا أن مالك وجيشه قد هزموا جيش الفرس العتيد بالرغم من قلة تعدادهم بالنسبة للفرس، واستطاع السيطرة على المنطقة بعد معركتين هُزم بواحدة واستجمع قواه بعدها ليهزمهم بالأخرى.


قصة سليمة وكيف قتل أباه بسهم

بعد أن توالت الأيام، قرر مالك أن يجعل أبناءه يتناوبون على حراسة المدينة، حيث كان كل واحد منهم يقوم بالحراسة ليلًا، وكان أقرب أولاده إلى قلبه أصغرهم (سليمة) الذي كان ابنه الوحيد من زوجته الجديدة ابنة ملك عمان حينها (عثمان بن عمران)، حيث كان يدربه في صغره فنون القتال واستخدام السيف والرمح، حتى تعلّم وأصبح رجلًا واشتد قوامه وانضم لإخوته في حراسة المدينة، حيث كان قد خُصص له يومًا كأخوته للحراسة.

إلا أن حب الأب لسليمة وتفضيله على أخوته، أشعل نار الحسد داخلهم، وقرروا أن يشوهوا سمعة أخيهم ويخبروا مالك أن سليمة ينام في ليالي حراسته، ويغفل عن الجنود الفرسان إلا أنه لم يصدق أقاويلهم من شدة ثقته به، إلى أن دخل الشك قلبه يوماً وقرر أن يقطع الشك باليقين.

ذهب مالك على خيله ليلاً ليراقب ابنه في تلك الليلة متخفياً، لكن سليمة بشدة انتباهه وتيقظه للخطر أحس بوجوده وظنه جنديًا من العدو، فما كان له إلا أن رماه بسهمه فورًا دون أن يتعرف على هويته، وكان مالك يحذره من بعيد ويقول أنا أبوك يا بني، فلم يكد أن ينطقها حتى كان سهم سليمة في قلبه، ليتفوه مالك بكلماته الأخيرة التي بقيت حتى يومنا هذا مضرباً للمثل، حيث كانت تلك القصيدة آخر ما تفوه به مالك بن فهم الأزدي، فقال:

فَيا عَجباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً   أُلَقِّمُه بأَطراف البَنانِ

جزاهُ اللَه من وَلَدٍ جزاءً    سُلَيمَةَ إِنَّهُ شراً جزاني

أُعَلِّمه الرمايَة كُلَّ يَومٍ    فَلَما اشتدَّ ساعِدهُ رَماني

وَكَم علمتُه نظمَ القوافي    فلما قال قافيةً هجاني

أَعلّمه الفُتوَّة كل وَقتٍ    فَلَما طَرَّ شارِبه جَفاني

رَمى عَيني بِسَهمٍ أَشقَذيٍّ    حَديدٍ شَفرتَاهُ لهذَمانِ

توخّاني بِقَدح شَكَّ قَلبي    دَقيق قد بَرَته الراحَتان

فأَهوى سهمه كالبَرقِ حَتىّ    أَصاب به الفؤادَ وما أَتَّقاني

فَلا ظَفَرتِ يَداه حينَ يَرمي    وَشُلّت منه حامِلةُ البَنانِ

فابَكوا يا بَنيّ عليَّ حَولا    ورَثّوني وَجازوا من رَماني.

إلا أن هناك رواية أخرى تقول أن صاحب هذه الأبيات هو أوس بن معن، وهو أحد شعراء الجاهلية الذي كان له ابن أخت ربّاه كابنه وعلّمه دروس الحياة الكثيرة، كما علمه الرماية وفنون القتال، فلما كبر الولد تنكّر له ومال لأهل أبيه ضد خاله أوس بن معن، فما كان من أوس إلا أن هجاه بتلك الأبيات السابقة.

هل أعجبك المقال؟