ما معنى اسم سنار؟
يوجد بحرٌ من الأسماء الجميلة التي تُعدُّ غريبةً ونادرةً، ولا شكّ بأنه سينتابك فضولٌ شديدٌ لمعرفة معناها وسبب التسمية بها عند ترددها على مسمعك، ويُعتبر اسم “سِنَّار” واحداً من هذه الأسماء، وفي الحقيقة عند البحث عن معنى هذا الاسم في المعاجم العربية ستجدُ القليل مما كُتب عنه والكثير مما كُتِب عن “سنّور”.
ما معنى اسم سنار في المعجم؟
وستجد في معجم الرائد أنّ اسم “سنار” من الألفاظ القريبة في الأحرف والمعنى من “سنّور” وهو يحمل معنى الهرّ أو القط والذي يُمثِّل حيوانًا أليفًا من الفصيلة السِّنورية، والجمع من اللفظتين هو “سنانير” الذي يُمكن أن يعني رؤساء القبيلة بالإضافة إلى أنه يحمل عدة معانٍ حسب مُفرده؛ فقد يعني جمعاً للأداة المعدنية معقوفة الرأس التي تُستخدم في صيد السمك والتي تُدعى “سِنَّارة”.
وبالإضافة لذكره في معاجم اللغة العربية يمكنك أن تجده أيضاً في اللغة الكردية حيث يحمل معنى موعد شروق الشمس كما يُمكن أن يُطلق على نوعٍ من أنواع الورود ونوعٍ من أنواع الطيور، ويُقالُ أنه يعني باللغة التركية الإنسان العاشق المُحبّ، وتشيع تسمية الإناث باسم “سنار” أكثر من الذكور، كما أن السَنّور هو جملة السلاح وملابس من يسير في الحرب كالدرع.
ما مدى انتشار اسم سنار؟
ولا تستغرب إن أخبرتك أن اسم “سنار” لا يقتصرُ على كونه اسم علمٍ بل إنه لقبٌ لعدة عائلاتٍ أيضاً؛ حيثُ أَجرَت إحدى المواقع إحصائياتٍ في عام 2015 م وأظهرت نتيجتها بأنه بلغ مُعدّل استخدام اسم “سنار” كاسمٍ أولٍ بما يُقارب 11 % وفي المُقابل كان مُعدّل استخدامه كاسمٍ ثانٍ أي كلقبٍ حوالي 89 %، وكدليلٍ على نُدرة التسمية به فقد عَثَرَ نفس الموقع على 21 شخصًا يحملون هذا الاسم في 9 دولٍ مُختلفةٍ، ووَجَدَ 167 شخصًا يحملون لقب “سنار” في 10 دولٍ.
ومن الجدير بالذكر بأن هذا الاسم يُكتب في اللُّغة الإنكليزية بأكثر من شكلٍ كـ: Snar ،Sennar ،Senar.
ولاية سنار وعلاقتها بالاسم
ولعلّ أكثر ما يُميِّز هذا الاسم هو وجود ولاية سنار التي تُعتبرُ مركزاً اقتصاديًا وزراعيًا وسُكانيًا مُهمًا في السودان، حيثُ تُعدُّ هذه الولاية حالياً من أكثر مناطق السودان نموّاً من حيث عدد السُّكّان، وتتمتعُ بموقعٍ مركزيٍّ تتلاقى فيه السكك الحديدية بالإضافة إلى كونها تخدم معظم المناطق السودانية باعتبارها مُلتقىً للطرق البرية التي تصل الولاية بمساحاتٍ واسعةٍ من البلد.
وتضم سنار العديد من الملامح السياحيّة التي تجعلها مقصد للكثير من السياح، كما تزدهر الزراعة والصناعة في المدينة بسبب وفرة المياه والأراضي الزراعية والمواد الخام للصناعات، كما أنها تعتبر صلة وصل بين نهر النيل والعديد من المدن الداخليّة.
أمّا فيما يخصُّ أصل تسمية هذه الولاية لاحظتُ خلال بحثي اختلاف الآراء والأساطير؛ حيثُ يُقال أن أصله قديمٌ يعود إلى اللغة النوبية القديمة التي تُعطيه معنى العاصفة المطرية.
كما يُشير إلى قطعة الأرض التي تُشبه شبه جزيرةٍ، ويقول البعض أن مدينة سنار كانت قريةً صغيرةً اختصَّت بتعليم القرآن الكريم وأتى الاسم من دمج اللفظتين “سن” و”نار” بعد إدغام إحدى النونين واستبدالها بالشَّدَّة لتنتج لفظةٌ واحدٌ تعني “اللهب” للإشارة إلى النار التي كانت تُضيءُ حلقات تعليم القرآن الكريم في ليالي هذه القرية، كما يُقالُ بأنها سُميت أُسوةً بامرأةٍ تُدعى “سن النار” ولكن لا يوجدُ دليلٌ يؤكّدُ هذه الأقاويل المحلية.
وقد ظهرت العديد من القصائد حول هذه المدينة والاشتياق إليها، حيث قال الشاعر محمد عبد الحي:
سأعود اليوم، يا سنار، حيث الرمز خيط
من بريق أسود بين الذرى والسفح
والغابة والصحراء والثمر الناضج والجذر القديم
لغتي أنت وعرق الذهب المبرق في صخرتي الزرقاء
والنار التي فيها تجاسرت على الحب العظيم
صفات حامل اسم سنار
وانطلاقًا من القول: “لكلّ امرئٍ من اسمه نصيبٌ” فيُمكن القول أن أغلب من يحملون هذا الاسم يتمتعون بعدة صفاتٍ جميلةٍ ومُشتركةٍ؛ مثل:
- يتميزون بالذكاء والدهاء والرغبة في إثبات الذات والقدرات وصقل المهارات.
- الشخصية المُحبّة والمحبوبة هي أكثر ما يُميِّزهم.
- إن الغموض والأسرار تلفُّ حاملي هذا الاسم مما يجعلهم يُثيرون فضول واهتمام من حولهم.
- محبّين للتغيير والتجديد، فسنار شخص غير قادر على العيش بروتين متواصل، ويقوم بتغييرات بسيطة كل فترة على كما أنه يحب الرحلات واكتشاف الأماكن الجديدة ويكره البقاء في المكان ذاته لفترة طويلة.
ويمكن تسمية الاسم لفتاة فسوف تكون:
- حريصة وغير متهوّرة، فهي فتاة تحسب خطواتها بدقّة وتدرس قراراتها بحذر قبل اتخاذها، تكره التهوّر في الحياة، وتعتبر أن تحقيق أهدافها متعلّق بكيفية السعي إليها بشكل منظم ومدروس.
- كريمة، فسنار فتاة تحب العطاء وتقدّم العون لمن يحتاجه وتتبرع بأموالها إلى الجمعيات الخيرية، فهي تحبّ فعل الخير وتستمتع به.
- مبدعة وغير تقليديّة، فهي تعشق الفن وتبدع فيه، فأعمالها الفنيّة تحمل أفكاراً جديدة وغير مطروقة كما أنها تعكس فكرها الفريد وجمالها الداخلي.
- نشيطة ومقبلة على الحياة، فهي تحب أن تعيش حياتها بكامل تفاصيلها وتستغل كل لحظة سعادة ممكنة، وتعتبر الحياة السعيدة فرصةً للأذكياء فقط.
- محظوظة في الحياة، فعندما تريد الحصول على شيء تجتمع الظروف لتحققه لها، ويقف الحظ دائماً إلى صفّها.
- مزاجية، فسنار فتاة تتأثر بأدق تفاصيل حياتها، ويتغير مزاجها بسبب أشياءٍ بسيطة، لكنها قادرة على ضبطه أمام الآخرين وإخفاء تغيراتها المزاجية.
- صاحبة ذاكرة قويّة، فهي تتذكر أبسط المواقف التي تمرّ بها، وتتذكر من وقف إلى جانبها ومن ضايقها، ولا ترتاح حتى تزعج من أزعجها أي أنها تسير على مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
وفي النهاية فإن لكل إنسان طابعه الخاص في هذه الحياة حيث تختلف الأذواق في الطعام والشراب والملبس والاهتمامات والهوايات، وبشكل مشابه يفضل بعض الناس الأسماء القصيرة البسيطة، بينما قد يجد بعضهم الآخر هذه الأسماء خفيفة وغير مهيوبة ويفضلون الأسماء ذات المعنى العميق والأحرف القويّة.