ما معنى فايكنغ ومن أين أتت التسمية؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
الفايكنغ هم شعوب البحار وهم أجداد سكان الدول الاسكندنافية حاليًا، ما أصل هذه التسمية؟
الكلمة تعود إلى العصور القديمة المظلمة في القارة الأوروبيّة، وتظهر في الرسومات الجداريّة التي كانت تصنع من أحجارٍ رونيّة في عصر الفايكنج، ومع ذلك فقد تغيّر معناها عبر القرون حتى أصبحت اليوم تعني أشياء مختلفة لأناس مختلفين. وتشير النّقوش الرونيّة إلى أن الفايكنج كانوا رجالاً تركوا أوطنهم للمغامرة والاستكشاف في الخارج، مما يعني ضمناً أنّهم خطّطوا للعودة إلى الوطن بثرواتهم وشهرتهم المكتسبة.
وقد استخدمت الكلمة في شكلها كاسم وكفعل لتدلّ على ما يطلق على السفر والمغامرة وكفعل السّفر من أجل المغامرة؛ وربما تمّ تطبيق الاسم لأنّ أوّل مغيري الفايكنج كانوا من فيكين، أو ربما لأن المهاجمين انتظروا في الخلجان المحمية لصدّ المعتدين.
تخبرنا كثير من الحكايات والأساطير القديمة أن الفايكينغ هم مجموعة من الرجال الأشرار الأقوياء، بما في ذلك Þórólfr bægifótr (ثورولف ذو القدم)، الذي لم يكن مثيراً للمشاكل أثناء حياته فحسب، بل بعد وفاته أيضاً، فقد ظلّ شبحه يعذّب ويقتل أهل المنطقة بعد وفاته. وفي وقت لاحق، فقدت الكلمة إحساس المغامر وأصبحت تعني الناس الأشرار. ثمّ اندثرت الكلمة فبالكاد تم استخدامها في فترات العصور الوسطى وعصر النهضة.
أين عاش الفايكنج؟
أطلقت تسمية الفايكنج على الشعوب الهمجيين ذوي السمعة السيئة، الذين جاؤوا من اسكندنافيا؛ والتي تتألف اليوم من ثلاث بلدان وهي النرويج والدنمارك والسويد، بين القرنين الثامن والحادي عشر، كما أُطلق عليهم لقب النورسيين أو الشماليين (أهل الشمال). تشير بعض المصادر أنه تعني كلمة الفايكنج “قرصان” أو “رايدر”، وهي على أي حال مشتقة من كلمة باللغة النوردية القديمة. أُعيد إحياء كلمة فايكنج (Viking) باللغة الإنكليزية في القرن التاسع عشر، حيث استخدمها الكاتب المسرحي والشاعر الاسكتلندي والتر سكوت كاستعارة من اللغات الاسكندنافية.
في لغة النورسيين القدماء، أي الاسكندنافيين الذين يتحدثون النوردية القديمة، كانت هناك تسميتان للفايكنج وهما “فايكنجر víkingr” وتعني شخص، و”في كينج víking” وتعني نشاط. تقول مصادر أخرى أن فايكنجر كانت تعني شخصٌ يذهب في رحلات استكشافية غالبًا عن طريق البحر، ولم يكن يشير هذ الاسم إلى عِرق معين وكان مصطلحًا محايدًا إلى حدٍّ ما.
بدأ المعنى التحقيري والسيء لكلمة الفايكنج في العصور الوسطى أثناء الملحمات الآيسلندية والمكتوبة في قرنين أو ثلاثة قرون، حيث كانوا شعوب مفترسة سيئة النوايا، يجوبون الدول الاسكندنافية والبلطيق والجزر البريطانية.
هل الفايكنج قراصنة؟
الفايكينغ أو “نورثمان”: هم مجموعة من المحاربين القدماء والبَحارة الذين عاشوا في الدول الاسكندنافية، حيث يعتقد البعض أنهم جاؤوا من “فيكن” في النرويج، واحتلوا مناطق واسعة من أوروبا حيث خلَّفوا الكثير من الدمار في المناطق التي احتلوها. لطالما كان الفايكينغ غزاة ومحاربين أشداء وبحارةً بارعين، حيث جابوا جميع الدول الاسكندنافية وسيطروا على الكثير من مناطق أوروبا وخارج أوروبا.
مازال أصل كلمة “فايكينغ” إلى يومنا هذا غير معروفٍ بشكلٍ دقيقٍ، ولكن يعتقد بعض العلماء أن الكلمة يعود أصلها إلى كلمة فاينكنغر(víkingr) وتعني “القرصان “، استخدمت هذه الكلمة غالبًا مابين القرن الثاني عشر والرابع عشر، حيث يعتقد العلماء أن هذه الكلمة اشتُقت من كلمةٍ باللغة الاسكندنافية القديمة في حقبةٍ معاصرةٍ للفايكينغ، وهنالك أيضًا دلالاتٌ أخرى لكلمة فايكينغ، وهي تأتي بمعنى فعل”القيام بغارةٍ على مكانٍ بالخارج” فلا يشمل شعب الفايكينغ جميع القبائل التي عاشت في الدول الاسكندنافية، إنما تشمل الكلمة جميع الرجال الذين قاموا بممارسات عنيفةٍ. وبسبب غزو رجال الفايكينغ لعدة مناطقٍ في أوروبا، فقد انتشر مصطلح عصر الفايكينغ من القرن الثامن وحتى القرن الحادي عشر.
كما يعتقد بعض الناس أن كلمة فايكينغ هي كلمةٌ مشتقةٌ من كلمة ”فيك” والتي تعني “مضيق” أو ”خليج” فقد ساد اعتقادٌ أن الفايكينغ قد كانوا ينتظرون السفن والمراكب البحرية في الخلجان لكي ينقضوا عليها.
وفي اللغة الاسكندنافية التي كانت سائدة في العصور الوسطى، كانت كلمة الفايكنغر تعني القرصان، وهو الشخص الذي يشن هجومًا على السفن التجارية على السواحل الأجنبية أو المتواجدة في أعماق البحار بهدف سرقتها وجمع ثروة، أمّا مصدر الكلمة وهو Viking الذي يعني حرفيًا “فعل الذهاب إلى الخارج”، لذا كانت الكلمة تنطبق فقط على الرجال الذين يشاركون فعليًا في تلك الملاحقات العنيفة ولا يجب استخدامها لوصف أي مزارع أو تاجر أو مستوطن أو حرفي اسكندنافي، وحتى لا يجب استخدامها لوصف المحاربين الذين يقاتلون في الحروب التي يشركهم بها أسيادهم أو في نزاعاتهم الخاصة.
عصر الفايكنج
بسبب الغزوات العديدة من قبلهم على أوروبا في عصرهم فقد شاع استخدام المصطلح “عصر الفايكنغ” على الفترة من التاريخ الاسكندنافي التي امتدت من تسعينيات القرن السابع عشر، من تاريخ أول غارة مسجل على أوروبا الغربية، إلى أحد حقبات القرن الحادي عشر، عندما توقف الغزو على أوروبا وتحولت المستوطنات الخارجية لهم إلى مستوطنات محلية اندمج سكانها مع السكان الأصليين.
ليصبح المصطلح فيما بعد دلالة على الثقافة المميزة لهم، فأصبح الجميع يتغنى بسفن الفايكنغ، وأسلحة الفايكنغ، وفنون الفايكنغ، ومنازلهم وزراعتهم وكل ما ميزهم.
أمّا عن موطن الفايكنغ الأصلي، فتشير الكثير من الدراسات إلى أنّهم قدموا من منطقة Viken الموجودة في النرويج بالقرب من Oslofjord، لكن أشارت دراسات كثيرة أخرى أنّهم قدموا من منطقة أخرى تحمل اسم مشابه هي VIK، وكان يُعتقد أنّها هي التي اشتق منها اسم الفايكنغ.