🎞️ Netflix

ما معنى فلقة وأين أتت التسمية وهل جربتها؟

ما معنى فلقة وأين أتت التسمية وهل جربتها؟
ليال شيخ حيدر
ليال شيخ حيدر

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

بمجرد سماعنا لكلمة “فلقة” ترتعد أجسامنا خوفًا! لكن هل تعلم ما معنى فلقة؟ ومن أين أتت التسمية؟ وهل جربتها؟

الفلقة طريقة بالعقاب والتعذيب تعتبر من أقدم وسائل التعذيب، كان يعاقب بها الفتية في حال مخالفتهم لقوانين المدرسية أو الأسرية، وتعتبر إحدى أساليب التحقيق لانتزاع اعترافات أو معلومات من المتهمين والمجرمين، واُستخدمت قديمًا في المدارس من قبل بعض المدرسين لمعاقبة التلاميذ الذين لا يتقيدون بقواعد المدرسة ولا يلتزمون بواجباتهم المدرسية، ويتم فيها تثبيت الشخص المعاقب على ظهره ورفع قدميه حافيتين نحو الأعلى، وقد يتم تثبيتهما إما من خلال ربطهما بعصا يمسكها من كل طرف شخص، أو يتم ربط القدمين على طاولة أو على كرسي، ومن ثم جلد القدمين إما بحزام جلدي أو سوط أو عصا خشبية، وفي أحيان كثيرة بقضيب حديد، أو كبل كهربائي مجدول.

ربما يعود سبب تسميتها بالفلقة إلى فعل فلق أي شطر نصفين، أي شعور المعاقب بها وكأن قدميه انفلقت نصفين لشدة الألم، وبشكل عام تعتبر نوع من العقاب البسيط التأديبي، فلا يخفى عنك وجود وسائل تعذيب أكثر وحشية في السجون.


طريقة العقاب بالفلقة

الفلقة أو “الفلكة” هي عندما يثبّت الشّخص بقدمين عاريتين بين لوحين خشبيّين متوازيين بينهما فتحتين للأرجل (كما في الصّورة)، ثمّ إمّا أن يترك المراد تعذيبه معلّقًا بهما بوضعيّة غير مريحة لساعات أو حتّى أيّام، أو أن يضرب على قدميه بسوط أو عصا. من الجدير بالذّكر أن أسفل القدمين من أكثر مناطق الجسم غنىً بالخلايا العصبيّة الحسيّة، مما يفسّر الألم الكبير المرافق للضرب فوقهما.

استخدمت هذه الوسيلة ولا زالت في سياق التحقيقات لإجبار المتّهمين على الاعتراف بجرائم معيّنة أو لتأديب السّجناء المترّدين في السّجون، كما تستخدم في العديد من البلدان العربيّة من قبل المدرّسين لتأديب الطلّاب المتخاذلين والمهملين.

ورغم استخدامها على نطاق واسع في سياقات هزليّة وكوميديّة، إلّا أن الفلقة وسيلة عقاب وتعذيب قديمة ومسيئة جدًا ومؤلمة استخدمتها العديد من شعوب العالم. فرغم شيوعها الكبير في منطقة الشّرق -بلادنا العربيّة بشكل خاص- إلّا أنّها اتبّعت على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا خلال العصور الوسطى وحتى بدايات القرن التاسع عشر الميلادي.

وعن سبب تسميتها على هذا الشّكل؛ فهي مشتقّة في اللغة العربيّة من الفعل “فَلَقَ” بمعنى شقّ وقَسَمَ، وربّما استخدمت مجازًا “فلقة” ككناية لتوصيف الألم الناتج عن الضرب أسفل القدمين والشّعور بهما تنقسمان من شدّة الألم.


ثقافة وليست عقابًا

أثبتت الدراسات التي أجريت أن الفلقة تعد ثقافة وليست مجرد عقاب، حيث يمتهن البعض من التابعين لجهات مستبدة، وهذا الأسلوب لقهر الآخرين أو كطريقة للتعبير عن بعض النفسيات المكبوتة التي كانت تعيش ذات يوم على الهامش ثم أصبحوا فجأة في موقع القوة. ويعود أول استخدام لهذا الأسلوب القمعي إلى الصين حيث تم توثيق أول استخدام لعقوبة الفلقة في عام 960 ميلادي، ثم في أوروبا عام 1537 ميلادي، كما تم الإشارة لاستخدامها في مقاطع من الإنجيل المقدس.

لكن لطالما ارتبطت عقوبة جلد القدمين أو الفلقة بأمم الشرق الأوسط والشرق الأقصى، حيث يتم تنفيذ هذا العقاب على مرأى من الناس، مع ذلك لايمكن إنكار أن النازية استخدمتها كعقوبة في السجون والمدارس الإصلاحية وكممارسة تأديبية بشكل عام.

وبهذا نكون عرفنا أن الفلقة هي أن يتم تثبيت شخص ثم إلقاؤه على ظهره ورفع قدميه حافياً، ثم تثبيت القدمين على طاولة أو كرسي أو يتم ربطهما على عصا يمسك بها شخصين. ويتم جلد القدمين بواسطة حزام أوقضيب حديدي أو عصا خشبية أو سلك معدني مغلف بالبلاستيك. واستخدم هذا الأسلوب منذ زمن بعيد كوسيلة للعقاب أو كطريقة لاخضاع متمردين أومخالفين أو ثوار أو لتعذيب المعارضين للاستبداد، بعدها استخدم المعلمون هذا الأسلوب لعقاب الطلاب المقصرين.

بالحقيقة لم أجربها ولم أشاهد أحد تعرض لها أمامي لحسن الحظ، ربما لأنني أنتمي لجيل خففت فيه العقوبات الجسدية في المدارس، ولكن سمعت عنها ومدى انتشارها سابقًا في المدارس من روايات المدرسين والطلاب القدامى.

هل أعجبك المقال؟