ما معنى مازوخي؟
إن مفهوم المازوخية يعبر عن الاضطراب النفسي الجنسي، ولكن قد يستخدم المصطلح لوصف حالاتٍ أخرى غير جنسيةٍ، فما معنى “مازوخي”؟
من الطبيعي أن يشعر الشخص السوي بالاعتزاز بالنفس ورفض أي إهانة لفظية كانت أم جسدية، لكن كما غيرها من الحالات الشاذة قد يحدث ما يخالف الطبيعة البشرية فيصبح الشخص محبًا لتلقي التعنيف والإهانة والضرب والتعذيب الجنسي وهذا ما يدعوه علماء النفس باضطراب المازوخية أو المازوشية.
ما معنى مازوخي؟
فكل من يقال له مازوخي يعاني من اضطرابات جنسية ونفسية تدفعه إلى البحث عن الإحساس بالألم والتعذيب والتلذذ به خاصة إن كان من شريك يحبه، وهنا لابد أن يكون ذلك الشريك ساديًا وهي الصفة التي تقال للشخص المريض جنسيًا والمحب لإلحاق الأذى الجنسي بشريكه، فالشخصيتين تكملان بعضهما في هذه العلاقة الشاذة.
وهنا لابد من الإشارة إلى أن أصل مصطلح المازوخية يعود للروائي النمساوي ليوبولد مازوخ الذي عانى من تلك الاضطرابات وكتب عنها في رواية من رواياته، فأصبح اسمه “مازوخ” مصطلحًا يدل على كل من يعاني من هذا الشذوذ الجنسي.
في بعض الأحيان قد لا يحتاج الشخص المازوخي وجود شريك جنسي ليحصل على المتعة واللذة بل يتكفل بنفسه بذلك من خلال ضرب نفسه أو الجلد أو الجرح بأدوات حادة، كل ذلك في سبيل الإحساس بالألم.
فالمازوخي هو الشخص الذي يستمتع بتعذيب وإيذاء ذاته بطرق مختلفة سواء كان على وعي بهذا الإيذاء العمدي أم كان دون وعي منه، وتم إطلاق هذا اللفظ على تلك الحالة لارتباطها بالكاتب النمساوي ليوبولد فون زاخر مازوخ والذي كان أول من استعرض اللذة التي يشعر لها من الضرب والقهر. وارتبط المصطلح أكثر بالاضطراب النفسي الجنسي والذي يستمتع فيه الشخص بالألم لدرجة الشعور باللذة أو لا يصل إلى الإشباع إلا من خلال ممارسته الجنس مع شخص سادي يستمتع بتعذيب الآخرين، ولكن في هذه الحالة يكون المازوخي على وعي إلى حد كبير بأنه يؤذي نفسه وبأنه يستمتع بهذا الألم.
حالات من المازوخية دون ارتباط جنسي
وهناك حالات أخرى غير جنسية يمكن فيها للشخص أن يكون على أبواب المازوخية ربما حتى دون أن يشعر وذلك مثل:
- الانهماك في العمل القاسي والشديد دون هوادة، واستنزاف الطاقة النفسية والجسدية.
- رفض الشخص لأي مساعدات يتم تقديمها له سواء للعلاج أو حل المشكلات أو أي أمر آخر مع عدم قيامه في المقايل بأي مجهود للحل، فهو هنا يعتبر نفسه ضحية ظروف ولكن في الواقع أقرب للمازوخية.
- الشعور بالدونية وعدم القدرة على إظهار المشاعر الحقيقية هو أيضًا نوع من المازوخية.
- كما أن الانجذاب الدائم لأشخاص سيئين يستمرون في إهانته وإذلاله سواء أصدقاء أو زملاء عمل أو في العلاقات الشخصية والتي لا ترتكز فقط على الممارسات الجنسية الفظة ولكن أيضًا على الإهانة والتقليل من الشأن ولا يحاول المازوخي وقف الأمر وإنهاء سلسلة الإهانات.
- وجود الكثير من مسببات الألم النفسي والمشاكل في حياة المريض، وشكوته المستمرة، لكنه غير قادر على أي تغييرٍ في حياته، ولا يتقبل أي مساعدة.
أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بالمازوخية
- المرور بتجارب صعبة وقاسية في مرحلة الطفولة أو مرحلة المراهقة، كالاعتداء الجنسي أو الضرب والتعنيف، مما يؤدي بالشخص لأزمات نفسية.
- تعرض الشخص للكبت الجنسي والقمع مما يؤدي به إلى ردة فعل عكسية ليصبح لديه رغبة قوية بالتخيل الجنسي مقرون بالاستمتاع بالقمع، بحيث يصل إلى حالة من الإثارة والمتعة.
- محاولة لهروب الشخص من الواقع يكون أشد قسوة وإيلام من هذه الممارسة.
أعراض المازوخية وطريقة العلاج
تبدأ أعراضه مبكرة وفي أغلب الأحيان في فترة المراهقة، حيث يتميز المازوخي بتجنب التجارب الممتعة، وقد يتورط بمواقف تسبب له الإيذاء النفسي، ويتسبب المازوخي لنفسه بالجروح والحروق والكدمات التي توصله للمتعة الجنسية، كما يلجأ المازوخي في أغلب الأحيان لشخص سادي يستمتع بتعذيبه وجلده واغتصابه.
ويشخّص هذا الاضطراب في حال استمر الشخص بهذه الممارسات العنيف لعدد من المرات على مدى ستة أشهر، عندها لا بد من اللجوء لطبيب نفسي لمعرفة أسباب هذا السلوك وتصحيحه، وتدريب الشخص على تقدير ذاته، كما يلجأ الطبيب للعلاج المعرفي السلوكي، وفي حالات كثيرة يعطى أدوية لتخفيض مستوى التستوسترون ومضادات اكتئاب، بالإضافة لبعض المهدئات و المثبطات الجنسية.
وبما أنه اضطرابٌ نفسي؛ فإن العلاج النفسي هو العلاج الأنفع للمريض، فالمازوخية إذا عبارة عن اضطراب نفسي بشكل عام، وبعض الدراسات تعتبره اضطراب نفسي جنسي، فهي الاستمتاع بالألم وإيذاء الذات، وتؤكد بعض الدراسات أن المازوخي يمكن أن يكون سادي بحالات عديدة، أي يحمل النقيضين بشخصيته.