ما هو الانقراض

غياث عبد الملك
غياث عبد الملك

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تعلمنا في المدرسة وفي مراحلَ مبكرةٍ حتى أن هناك حيواناتٍ عملاقةً عاشت على كرتنا الأرضية هي الديناصورات وأن هذه الكائنات لم تعد موجودةً اليوم بسبب الانقراض.

ولكن ما المقصود بالانقراض وكيف يحدث وهل هو خاصٌ بالحيوانات فقط أم أنه قد يشمل النباتات أو حتى بعض المواد والموارد الطبيعية؟


تعريف الانقراض

يحدث الانقِراض عندما يختفي نوعٌ أو صنف من النباتات أو الحيوانات بشكلٍ كاملٍ من الطبيعة ولا يوجد في أي منطقةٍ من العالم عندها نقول أن نوع النبات أو الحيوان هذا قد انقرض.

يمكن للانقراض أن يحدث بشكلٍ تدريجيٍّ ويكون جزءًا طبيعيًا من دورة الحياة كما يمكن أن يحدث بشكلٍ سريعٍ ومفاجئٍ مثل انقراض الديناصورات الذي حصل في نهاية العصر الطباشيري قبل 65 مليون عام بسبب ظروف بيئية ومناخية أصابت كوكب الأرض.


أمثلة على حوادث انقراض جماعية

ربما يكون انقراض الديناصورات المثال الأشهر لحوادث الانقراض الجماعي في التاريخ إلا أنه ليس الوحيد وإليك بعض الأمثلة.

  • الانقراض الأوردوفيشي The Ordovician  Extinction

حدث هذا الانقراض قبل حوالي أربعمائة وأربعون مليون سنة ويعتقد أن السبب الرئيسي لهذا الانقِراض هو انجراف القارات وتباعدها عن بعضها البعض الذي أدى لتغييراتٍ مناخيةٍ على الكوكب.

يعتقد العلماء أن هذا الانقراض حصل على مرحلتين، المرحلة الأولى هي العصر الجليدي الذي عم كامل سطح الكوكب وبالتالي موت كل الأصناف والأنواع التي لم تستطع التكييف مع درجات الحرارة شديدة الانخفاض.

وحدثت المرحلة الثانية عند ذوبان الثلوج مما أدى لغمر معظم المناطق بالمياه وقضت على ما يقارب 85% من الأنواع الحية حينها.

  • الانقراض الديفوني The Devonian Extinction

وقد حدث هذا الانقراض منذ حوالي 375 مليون عام ويرجع العلماء أسباب الانقِراض لعدة عواملَ ممكنةٍ منها:

  1. انخفاض مستويات الأكسجين في المحيطات.
  2. انخفاض درجة حرارة الهواء.
  3. الانفجارات البركانية .
  4. نيازك أصابت الأرض.

قضى هذا الانقراض على ما يقارب من 80 % من الأحياء البري والمائية.

  • الانقراض البرمي The Permian Extinction

حصل هذا الانقراض قبل مائتين وخمسين مليون سنة ويطلق عليه أيضًا اسم الموت العظيم حيث أدى لفناء ما يزيد على 96% من الأنواع الحية حينذاك.

وقد عزيت أسباب هذا الانقِراض إلى تصادم الكويكبات والنيازك بالكرة الأرضية أو إلى نشاطاتٍ بركانيةٍ عظيمةٍ حصلت حينها.

  • الانقراض الترياسي الجوراسي The Triassic-Jurassic Extinction

حصل هذا الانقراض قبل حوالي 200 مليون عام وتسبب بموت وزوال ما يقارب خمسون في المائة 50% من الأصناف والأنواع الحية في ذلك الوقت، ويعتقد العلماء أن هذا الانقِراض جاء تتويجًا لسلسلةٍ طويلةٍ من الانقراضات الصغيرة التي استمرت على مدى ثمانية عشر مليون سنة قبل وقع الانقراض الجماعي.

كما يعتقد العلماء أن سبب هذا الانقِراض هو النشاط البركاني الكبير بالإضافة للفيضانات وبعض التغييرات المناخية التي أصابت الأرض حينها مثل تغيير درجة الحموضة وتغيير مستويات الماء في البحار.

  • الانقراض K-T

حصل هذا الانقراض قبل حوالي 65 مليون سنة وأدى إلى اختفاء ما يقارب خمسة وسبعون في المائة 75% من الأصناف الحية حينذاك.

يعزى سبب هذا الانقراض إلى ظاهرةٍ تسمى بالشتاء المضطرب التي أدت إلى تغييرٍ جذريٍّ للمناخ على كوكب الأرض.


الانقراض والبشر

رغم أن الانقراض في كل الأمثلة والحالات التي ذكرناها في الأعلى كان بسبب عوامل ومسببات طبيعية، إلا أن هذا النوع من الانقِراض يحدث خلال فتراتٍ وأزمنةٍ سحيقة البعد لدرجة أننا نجد صعوبةً في تخيل كل تلك الملايين من السنين!، إلا أن الإنسان يلعب دورًا هامًّا وسلبيًّا للأسف في حالات الانقِراض السريعة وذلك بسبب الصيد وإساءته للبيئة من حوله.

فقد انقرضت العديد من الأنواع الحية بسبب الصيد والإفراط في قطع الأشجار لتحويل الأراضي الرطبة والغابات إلى أراضي زراعيةٍ بهدف الإنتاج الزراعي، كما أن التلوث الذي يحدثه الإنسان والمواد السامة التي تطلقها المعامل أدت لتدمير أنماط معينة من البيئة وانقراض بعض أصناف الحيوانات.

في الواقع يقدر علماء الأحياء أن معدلات الانقراض الحالية التي يسببها الإنسان أكبر بحوالي 1000 مرةً عن معدلات الانقِراض الطبيعية السابقة مما دفع بعض العلماء إلى تسمية عصرنا الحديث بعصر الانقِراض الجماعي السادس the sixth mass extinction.

ويعزى هذا المعدل المخيف للانقراض إلى النمو السكاني الهائل حيث ارتفع عدد البشر من حوالي 1 مليار في عام 1850 إلى 2 مليار في عام 1930 وأكثر من 7.7 مليار في عام 2019 !.

بسبب هذه الزيادة المطردة في أعداد البشر فإن مساحاتٍ أكبر من الغابات ستتحول لمزارعَ للإنتاج الزراعي أو ربما مدن لسكن البشر وبالتالي ستنقرض المزيد من الكائنات الحية في تلك الغابات.

في الحقيقة يعتبر الانقراض ظاهرةً مخيفةً ويجب التعامل معها بجدية حيث يقدر الاتحاد العالمي لحماية البيئة (the International Union for Conservation of Nature) أن ثلاثة وعشرون في المائة من الثديات و اثنا عشر في المائة من الطيور مهددة بشكلٍ جديٍّ بالانقراض ما لم تتخذ إجراءات لحمايتها ورعايتها.

هل أعجبك المقال؟