ما هو الديناميت
ما هو الديناميت ومما يتكون؟ قبل الإجابة وبالعودة لأصل كلمة الديناميت نجد أنها مأخوذةٌ من الكلمة اليونانية dynamis وتعني القوة، استخدمها العالم السويدي الشهير ألفرد نوبل كاسمٍ لمادةٍ كيميائيةٍ توصل لها بعد تجارب لسنواتٍ عديدةٍ.
تعريف الديناميت Dynamite
هو مادةٌ كيمائيةٌ شديدة الانفجار تتكون أساسًا من سائل النيتروغليسيرين ذو الخواص المتفجرة مضافًا إليه بعض المواد الأخرى لإتاحة التعامل معه بشكلٍ آمن، حيث يُصنع الديناميت على شكل أصابعٍ أو أسطواناتٍ مختلفة الحجم غالبًا ما تكون بطول 20 سنتيمترًا وقطر حوالي 2,5 سنتيمتر، وأول استخداماته كانت لأغراض البناء والهدم والتنقيب في المناجم، ثم اعتُمد عليه لاحقًا في إجراء انفجاراتٍ في قاع البحار.
اختراع الديناميت
في عام 1846 اكتشف الكيميائي الإيطالي أسكاريو سوبريرو مادة النيتروغليسيرين Nitroglycerin وهي عبارةٌ عن سائلٍ غير مُستقرٍ شديد الانفجار يَصعُب التعامل معه بسبب حساسيته للصدمات، فلم يتمكَّن من الاستفادة منه في صنع المتفجرات، حتى عام 1862 عندما بدأ العالم السويدي ألفريد نويل بإجراء تجاربٍَ على تلك المادة أودت إحداها بحياة شقيقه إميل، لكنها لم تُثنهِ عمَّا عقد العزم عليه، فتابع تجاربه على ظهر قاربٍ يطفو على سطح إحدى البحيرات قبل أن ينتقل للعمل في أحد المصانع.
بعد تجاربَ استمرت حوالي 4 سنوات وتحديدًا عام 1866 توصَّل ألفريد إلى إمكانية جعل مادة النيتروغليسيرين مادةً مستقرةً مع زيادة قدرتها الانفجارية عن طريق مزجها مع التراب النُّقاعي أو الدياتوميت diatomaceous Earth ليحصل على مادةٍ جافةٍ وماصةٍ مُشبعة بالنيتروغليسيرين أُطلق عليها اسم الديناميت.
طريقة تفجير الديناميت
نتيجةً لمزج النيتروغليسيرين مع التراب النقاعي سيحتاج لشرارةٍ صغيرةٍ حتى يتمكن من الانفجار، لذلك يُصنع الديناميت على شكل أصابعَ ويُثبَّت عليها جهاز تفجيرٍ أو كما يدعوه البعض بالصاعق، يتصل به فتيلٌ طويلٌ قابلٌ للاشتعال، فما إن يُضاء الفتيل حتى تتجه الشرارة الناتجة عنه إلى الصاعق الذي يولد انفجارًا صغيرًا يكون سببًا في انفجار مادة النيتروغليسيرين بشكلٍ كبيرٍ؛ فالانفجار يحتاج لشرارةٍ صغيرةٍ يُعطيها جهاز التفجير أو الصاعق، بينما يُستخدم الفتيل حتى يتمكن الشخص من إجراء التفجير من مكانٍ بعيدٍ وآمنٍ.
طريقة تصنيع الديناميت
يدخل في صناعة الديناميت مادة النيتروغليسيرين ومادةٌ مُثبَّطةٌ عادةً تكون التراب النُّقاعي، إضافةً لمضادٍ للحمض، وتُتَّبع الخطوات التالية:
مزج المادة المشتعلة
تُضاف مادة النيتروغليسيرين بحذرٍ إلى جهاز المزج، حيث تمتصها المادة
المثبطة وهي التراب النقاعي؛ وقد يستعاض عنها بنشارة الخشب أو الدقيق أو النشاء
وبعض المواد الأخرى.
تعديل الحموضة
يضاف حوالي 1% من مضاد الحمض لتعديل أي حموضةٍ موجودةٍ في التراب النُّقاعي، وعادةً ما يُستخدم لذلك كربونات الكالسيوم أو أكسيد الزنك، ثم يُراقب المزيج بحذرٍ شديدٍ حتى يصل إلى المستوى المطلوب ليتحول إلى مادةٍ أخرى ذات قوامٍ مختلفٍ تدعى الديناميت الصَّرف أو الخالص كون المادة المثبطة لا تساهم في زيادة قوة الانفجار، لذلك يُضاف أحيانًا نترات الصوديوم مع المادة المثبطة لتزيد من قوة الانفجار.
تشكيل الديناميت
بعد ذلك يُضغط المزيج ضمن أنبوبٍ ورقيٍّ مُغلقٍ من أحد طرفيه بالشَّمع النفطي المعروف باسم البارفين لحمايته من الرطوبة وكونه مادةً قابلةً للاشتعال تُساعد في حدوث الانفجار، وبذلك يُصبح الديناميت على شكل أصابعَ مُختلفة الأحجام، إضافةً لإمكانية صناعته على شكلِ أكياسٍ مملوءةٍ بمسحوقه، أو مادةٍ هلامية القوام لاستخدامها تحت الماء.
نواتج الانفجار
كغيرها من التفاعلات الكيميائية ينتج عن صناعة الديناميت واستخدامه موادٌ ضارةٌ، حيث يتشكل عند تحضير النتروغليسيرين نواتجٌ ثانويةٌ سامةٌ كالمواد الحمضية والكاوية إضافةً للزيوت المليئة بشوائبَ من المعادن الثقيلة، والتي يمكن التخلص منها باتباع طرقٍ محددةٍ كإجراء تفاعلات التعادل أو تحويلها إلى موادٍ مستقرةٍ غير نشطةٍ قبل نقلها إلى مكب النفايات المُخصَّص للمواد الخطرة، كما تنتشر كمياتٌ كبيرةٌ من الغبار والجسيمات المعلقة في الغلاف الجوي عند انفجاره إضافةً لبعض المواد شديدة الخطورة على حياة الكائنات الحية كالأسبستوس والرصاص.
استخدامات الديناميت
منذ اكتشاف الديناميت انحصر استخدامه على عمليات البناء والهدم وبشكلٍ أكبر في عمليات التنقيب في المناجم فمثلًا يُمكن من خلاله تفجير منطقةٍ مليئةٍ بالصخور لتسويتها وجعلها صالحةً لإنشاء الأبنية عليها مع مراعاة مساحة المكان والكمية اللازمة لعمل انفجارٍ يُغطي المساحة فقط، لكن فيما بعد أصبح أداةً هامةً من أدوات القتل والدمار أثناء الحروب.