ما هو الكاولين؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
يُعتبر الكاولين -أو كما هو معروف باسم الصلصال الصيني- مكونًا أساسيًا ورئيسيًا في مختلف الصناعات مثل البورسلان والمطاط والورق ومنتجات الطلاء والدهان وغيرها الكثير، وسمي الكاولين بهذا الاسم نسبة لاسم المكان الذي استخرج منه أول مرة، وهذا المكان هو عبارة عن تل في الصين يدعى “كاو لينغ”، والجدير بالذكر بأن أول عينة كاولين خرجت ووصلت إلى أوروبا كانت في عام 1700 وذلك عن طريق مستكشف ومستبشر فرنسي، وفي لاحق الأيام بدأت دول أخرى في العالم باستخراجه مثل فرنسا وانكلترا والتشيك وبوهيميا وفي الولايات الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة.
وهو صلصال أبيض ناعم يستخدم في صناعة الخزف الصيني والبورسلين والورق والمطاط والدهانات. ويظهر عند النظر إليه عبر المجهر الإلكتروني كبلورات سداسية الشكل يتراوح حجم الواحدة بين 0.1 و10 ميكرومتر.
تشكيل الكاولين
يتألف الكاولين بشكل أساسي من معدن الكاولينيت، وهو عبارة عن مسحوق أبيض ناعم؛ أما بالنسبة للبنية البلوريّة لهذا المعدن فهي سداسية الشكل في أغلب الأحيان ومن المُمكن أن تأخذ اشكالًا أخرى مثل الشكل الدودي أو الشكل المايكروسكوبي الصغير جداً، ويتراوح حجم هذه البلورات بين 0.1 إلى 10 ميكرومتر أو أكبر قليلاً وذلك تبعًا لبنيتها البلوريّة، ومن المُمكن رؤية ذلك الشكل تحت المجهر الإلكتروني.
يحتوي الكاولين على معادن أخرى غير الكاولينيت منها المسكوفيت والكوارتز والفلسبار والأناتاز. أحيانًا يحوي الكاولين على صبغة صفراء من هيدروكسيد الحديد، يلزم إزالتها عند استخدامه في الصناعة، كما يلزم غسل الكاولين بالماء للتخلص من المعادن الأخرى المصاحبة له. عند خلط الكاولين بالماء حتى كمية معينة يصبح بلاستيكيًا ومع زيادة كمية الماء يصبح الكاولين طينيًا أو يكون معلقًا. يتوقف تأثير الماء على الكاولين على حجم بلورات الكاولينيت وعلى المعادن الأخرى الموجودة في الكاولين.
يتواجد في الطبيعة بحالته الطبيعيّة على شكل مسحوق أبيض ناعم، ويدخل في تركيبه العديد من المعادن بنسب متفاوتة ومُختلفة مثل المسكوفيت والكوارتز والفلدسبار والاناتاز، ولكن يبقى المكون الرئيسي والذي يشكل النسبة الغالبية في تركيبه هو معدن الكاولينيت.
الخواص الفيزيائية للكاولين
أبرز ما يميز الكاولين هو خواصه الفيزيائيّة العديدة التي تجعله مكونًا رئيسيًا في غاية الأهمية للكثير من الصناعات والاستخدامات في حياة الإنسان، حيث يستخدم بشكل كبير في صناعة السيراميك نظراً لامتلاكه خواص انصهار واحتراق مناسبة لصناعة السيراميك، بالإضافة إلى عدم وجود أي مكون قلوي في تركيب جزيئات الكاولين، الأمر الذي يجعله مكونًا مرغوبًا ومهمًا في الصناعة الخزفية والأدوات الحرارية المنزلية في المطبخ. كذلك يدخل الكاولين في صناعة المطاط وذلك لتقويته ودعمه وزيادة قدرته على الامتطاط، ولا يقتصر استخدامه على هذا فقط، فهو يدخل في تركيب العديد من الصناعات الأخرى مثل:
مستحضرات التجميل.
البلاستيك بمختلف انواعه واشكاله.
االدهان والمواد اللاصقة.
الحبر.
من الممكن أن يأخد لونًا محمرًا ناتجًا عن وجود رواسب أكسيد الحديد، أو أن يأخد لونًا أخضرًا ناتجًا عن وجود بعض المواد النباتية المتحللة فيه، كما تساهم جُسيماته صغيرة الحجم في حصوله على اللون الأبيض من خلال ظاهرة تشتت الضوء. ويتكون الكاولين بشكل أساسي من الكاولينيت المعدني، وسيليكات الألمنيوم المائي.
طريقة تحضير الكاولين
يمكن تحضيره تجاريًا من أجل الاستخدامات الصناعية العديدة في المخبر بشكل سهل نوعًا ما، وذلك عن طريق خلطه بالماء، وتختلف نسبة الماء باختلاف القوام المراد الحصول عليه وباختلاف نوع الصناعة او الاستخدام الذي سوف يتم استخدام وتوظيف الكاولين بها، فمثلًا عندما يخلط بنسبة تتراوح بين الـ 20 إلى 35 بالمئة من الماء، يتم الحصول على الشكل البلاستيكي، مع العلم بأن الكاولين يتشكل تحت الضغط، ويحتفظ بشكله البلاستيكي بعد إزالة الضغظ، أما في حال خلطه بنسبة اكبر من الماء يتحول إلى شكل اكثر لزوجة ولدونة، وتختلف نسبة الخلط أيضًا باختلاف حجم جزيئاته وشكل البنية البلورية لهذه الجزيئات.
أين ينتشر الكاولين؟
توجد أكبر احتياطيات الكاولين في العالم في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد في ولاية جورجيا، وفي البرازيل على ضفاف نهر جاري (Rio Jari) في الأمازون، وفي المملكة المتحدة. يستخرج الكاولين في دول أخرى منها فرنسا وإنجلترا وألمانيا والتشيك. وصل الكاولين أوروبا أول مرة عبر بعثة تبشيرية فرنسية أرسلت إلى الصين نحو سنة 1700 ميلادية، وقتها بالتأكيد لم يكن قد استخرج من الأراضي الأوروبية بعد.
أهم استخدامات الكاولين
- تستخدم نسبة تصل إلى 40% من الكاولين المستخرج حول العالم في صناعة الورق، حيث تخلط بألياف السليلوز لإنتاج الورق. بعد ذلك يستخدم الكاولين في طلاء الورق لإكسابه اللون واللمعان مع قابلية الطباعة عليه. يستخدم الكاولين في صناعة السيراميك والخزف الصيني والبورسلين، حيث يتميز بدرجة انصهار عالية.
- افتقار الكاولين للحديد والمركبات القلوية يكسبه الخصائص المناسبة لصناعة الخزف والسيراميك. يمزج الكاولين بمعادن أخرى في عملية تصنيع الخزف، هذه المعادن هي السليكا والفلسبار وأحيانًا كمية قليلة من نوع ثاني من الصلصال يعرف بالطين الكروي (Ball Clay). الهدف من عملية المزج هذه الوصول إلى الخصائص المناسبة لعملية تشكيل الخزف وتعريضه للنار للحصول على المنتج النهائي. يستخدم الكاولين وحيدًا دون إضافات في صناعة المواد الحرارية (Refractory) التي تمتاز بقدرتها على تحمل درجات حرارة عالية.
- يملأ المطاط بالكولين بغرض زيادة قوته ومقاومته للتآكل. الكاولين المستخدم في هذه العملية يجب أن يكون من الكاولينيت الخام دون وجود أية شوائب أو مواد إضافية. يستخدم الكاولين كذلك في صناعة الدهانات والحبر والبلاستيك وبعض مستحضرات التجميل.
- للكاولين استخدامات طبية، حيث يوضع على الجروح لإيقاف النزيف، ويستخدم في تجفيف الجلد وتليينه. يستعمل الكاولين مضافًا لمركبات أخرى لعلاج الإسهال والألم والتورمات الموجودة بالفم كنتيجة للعلاج الإشعاعي.
- تستخدم بعض هذه المركبات في علاج القروح والتورمات في الأمعاء الغليظة. يستخدم كذلك في تجفيف الجروح الناتجة عن اللبلاب السام والبلوط السام والسماق السام. أخيرًا يستعمل كعلاج مؤقت لتهدئة التهيجات في الشرج والمستقيم أو التهيجات الناتجة عن ارتداء الحفاضات بالنسبة للأطفال.
- يستخدم الكاولين في صناعة مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة، فهو منظف قوي لكل أنواع البشرة، إذ أنه مفيد لاستخراج الشوائب، وامتصاص الزيت الزائد دون ترك أي آثار التهاب أو حتى احمرار، فعند خلطه بالماء يتحول إلى عجينة ناعمة تساعد في تقشير البشرة، وتطهيرها من السموم، مما يجعلها أكثر نعومة وإشراق، كما أنه يستخدم في معالجة حب الشباب، ويحد من ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة.
- كما يدخل في صناعة المطاط، والطلاء، وعزل الكابلات، والأسمدة، وما زالت الدراسات مستمرة في سبيل اكتشاف المزيد من الاستخدامات لهذا المكون الطبيعي، مما يضمن استمرارية الطلب عليه.
رغم كونه آمنًا إلا أن للكاولين بعض الآثار الجانبية البسيطة منها أنه يسبب الإمساك عند تناوله عن طريق الفم، أما عند استنشاقه قد يسبب مشاكل للرئة. يمكن للنساء الحوامل أو المرضعات تناول الكاولين حيث لا توجد له آثار سلبية معروفة، لكن يفضل الابتعاد عنه نظرًا لقلة المعلومات المتوفرة عن تأثيره على الصحة أثناء الرضاعة بالخصوص.