ما هو المرغرين؟

ما هو المرغرين؟
شذى حوري
شذى حوري

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

لابد أنك سمعت أحد أصدقائك أو أقربائك يتكلم عن المرغرين، وبأنه قد قام باستبدال الزبدة بها، ثم يبدأ شخصٌ آخر بمجادلته بأن الزبدة صحية أكثر، وتساءلت في نفسك عن ماهية المرغرين، وعن سبب اتجاه بعض الأشخاص إلى استخدامها وتفضيلها عن الزبدة، لذلك سأقوم بالشرح المفصل عن المرغرين وأنواعها ومما تتكون، إن كانت صحية أم لا.

المرغرين أو السمن النباتي (Margarine) هو منتج غذائي يتم صنعه بشكل رئيسي من نوع واحد أو أكثر من الدهون أو الزيوت الحيوانية أو النباتية بعد استخلاص الجزء المائي وإضافة منتجات الحليب، سواء كانت هذه الدهون بشكلها الصلب أو السائل، كما يتم إضافة مكونات أخرى مثل العوامل المنكهة لإضافة نكهتها الخاصة، وبعض أصبغة الطعام الصفراء اللون (لتبدو أكثر مثل الزبدة)، والمستحلبات، وبعض الفيتامينات مثل A  وD، والملح، كما تم إضافة حمض خاص يدعى حمض المارجريك (margaric acid)، وباستخدام الحمض السابق استطاعوا صنع بديل للزبدة بعد تبريد الخليط.

حيث تعود هذه الفكرة إلى الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، فقد أراد بديل أرخص من الزبدة مع الاحتفاظ بالشكل والطعمة واللون ذاته، وبذلك أقام تحدي مضمونه صناعة منتج بهذه المواصفات، وفي نهاية الستينات من القرن التاسع عشر، استطاع الكيميائي الفرنسي هيبوليت ميجموريس (Hippolyte Mège-Mouriès) من صنع بديل الزبدة وأطلق عليها اسم أوليومرغرين (oleomargarine)، وقد حاز على براءة اختراع في أروبا وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1873، ويشتق اسم مرغرين من كلمة يونانية تعني اللؤلؤ.

على الرغم من أنها بديل أرخص للزبدة، إلا أنها لم تصبح شائعة على الفور، وذلك بسبب الصراع المستمر مع الزبدة التي قامت صناعة الألبان بدعمها، حيث أقنعت صناعة الألبان العديد من الحكومات بالقيام بفرض ضرائب إضافية على صناعة المرغرين، وذلك جعلها أغلى مما كانت عليه، كما استطاعت بعض المجموعات من إقناع حكومات الدول بفرض الحظر على استخدام الأصبغة الاصطناعية في المرغرين آملين بجعلها أقل قدرة على جذب المستهلكين، ولكن عندما بدأت الحرب، ازدادت شعبية المرغرين بشكل ملحوظ، وتم تغيير الضرائب والقوانين التي ساهمت فيما قبل بتقليل شعبيتها، وحدث ذلك بسبب النقص الكبير في إنتاج الزبدة، أما في يومنا هذا، ستجد المرغرين على رفوف المحلات والمتاجر بشكل كبير إلى جانب الزبدة.


أنواع المرغرين

ويمكن التعديل على مكونات المرغرين بشكل يتناسب مع الطريقة التي سوف يتم استخدامها بها، حيث يمكن أن تصنف بشكل أساسي إلى ثلاث أنواع:

  • المرغرين بشكلها اللزج أو التقليدية(Stick margarine): حيث يتم إضافة ملعقة كبيرة من المرغرين غير المملحة (تزن 14.2 غرام)، وهذا النوع يحتوي على كمية سعرات حرارية أقل من الزبدة، ولا تحتوي على الكربوهيدرات، لكنها تحتوي على كمية من الدهون المشبعة من النوع ترانس.
  • المرغرين المخفف (Light margarine): يحتوي على كمية من الماء تفوق الكمية التي توجد في المرغرين التقليدي، مما يخفف من نسبة السعرات الحرارية والدهون، مع ذلك يمكن أن يحتوي على كمية قليلة من الزيوت المهدرجة بشكل جزئي.
  • المرغرين المضاف إليه الستيرول النباتي (Margarine with phytosterols): حيث أن تركيبة الفايتوستيرول تشبه تركيبة الكوليسترول، مما يؤدي إلى حصول تنافس بينها وبين الكولسترول في الامتصاص على مستوى الأمعاء، وهذا شيء إيجابي لأنها تقلل من امتصاص الكولسترول من قبل الجسم وتنخفض مستوياته في الدم.

إن لكل من الزبدة والمرغرين إيجابيات وسلبيات خاصة بها، حيث أن الزبدة تكون غينة بالدهون المشبعة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صحتك، بالإضافة إلى كميات الكولسترول الكبير، حيث يمكن أن تكون المرغرين أكثر صحية من زبدة، فيجب عليك أن تتحقق من الملصق، واختر المرغرين التي تحتوي على كمية قليلة من الدهون المتحولة (ويفضل أن تختار 0 غرام)، وتأكد من خلوها من الزيت المهدرجة.


صناعة المرغرين

الطريقة الأساسية لصناعتها من خلال استحلاب مزيج من الزيوت النباتية المهدرجة مع الحليب منزوع الدسم وتبريد الخليط لتجميده، والعمل على تحسين القوام. بالعموم فإن الدهون النباتية والحيوانية هي مركبات متشابهة لها نقاط انصهار مختلفة تعرف تلك الدهون التي تكون سائلة في درجة حرارة الغرفة بالزيوت.

وتتم هدرجة الزيوت الطبيعية عن طريق تمرير الهيدروجين عبر الزيت في وجود محفز من النيكل في ظل ظروف خاضعة للرقابة، تؤدي إضافة الهيدروجين إلى الروابط غير المشبعة إلى تحويلها لروابط مشبعة بشكل فعال من نقطة انصهار الزيت وبالتالي يتحول إلى صلب وذلك نتيجة زيادة قوى فان ديرفال بين الجزيئات المشبعة.

نظراً لوجود فوائد صحية محتملة في الحدّ من كمية الدهون المشبعة في النظام الغذائي للإنسان، يتم التحكم في العملية بحيث يتم هدرجة مايكفي فقط من الروابط لإعطاء القوام المطلوب.


القيمة الغذائية للمرغرين

تدور الكثير من النقاشات حول القيمة الغذائية للمرغرين من حيث الكمية الإجمالية للدهون وأنواع الدهون، حيث بدأت المنظمات الصحية الحكومية بالترويج بشكل كبير لنظام غذائي قليل الدسم وعالي الكربوهيدرات في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وينظر إلى المرغرين أنها بديل صحي للدهون المشبعة كالزبدة، لكن لا تدع علامة الاختيار الخاصة بصحة القلب على العبوات تخدعك، فالمرغرين ليست أفضل من الزبدة، بل قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية للأسباب التالية:

  • أجسامنا لا تتعرف على الزيوت الصناعية كغذاء: والمرغرين مصنوع من الزيوت النباتية ومسخنة ومعالجة باستخدام مذيب البترول وإزالة الشمع والتكرير الكاوية والهدرجة وعدد من الخطوات الأخرى المخيفة، فأثبتت الدراسات التي أجريت على من يتناولون المرغرين مقارنة بغيرهم ممن لايتناولونها ، أن المرغرين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
  • المارغرين مؤيدة للالتهابات: تحتاج أجسامنا إلى أحماض الاوميغا 3، والاوميغا 6، بنسبة 1:1 لسوء الحظ أننا نتناول الكثير منهم على شكل المرغرين، والمعروف أن تناول كميات كبيرة من هذه الأحماض الدهنية يؤدي إلى زيادة الأمراض الالتهابية.
  • تحتوي المرغرين على مواد كيميائية وصناعية: كجميع الأطعمة المصنعة تعبأ المرغرين بمواد صناعية تحوي مضادات الأكسدة التي ترتبط بمشاكل الكبد والغدة الدرقية وتصنف على أنها مواد مسرطنة للإنسان بالإضافة إلى الألوان الصناعية فالللون الرمادي الطبيعي لن يكون فاتحاً للشهية.
  • تعتبر المارغرين اليوم منتج بحد ذاته وليست بديلاً للزبدة، كما يتم تسويق أنواع مختلفة منها تختلف في موادها الخام ونسبة الدهون المتعددة غير المشبعة وخصائص الانتشار والتعبئة وغيرها، ويمكن أن تلتقط المرغرين التلوث إذا تم تخزينها بشكل غير صحيح ، وتتراوح مدة تخزينها من 3 إلى 5 درجات مئوية.

ورغم كلّ أضرار المرغرين، تبقى بشكل أو آخر أقل خطراً على الصحة من الدهون الأخرى، ويبقى علينا اختيار النوع الأقل هدرجة من غيره.

هل أعجبك المقال؟