ما هو تعريف البيئة
تُمثّل البيئة الوسط الذي توجد فيه العوامل الحية مثل البشر والنباتات والحيوانات والميكروبات، والعوامل غير الحية كضوء الشمس والهواء والماء والتربة والتضاريس، تخضع البيئة لتغيراتٍ مستمرةٍ بفعل العناصر المكونة لها، وتتأثر بما يصطنعه الإنسان ويحدثه فيها من تغييرٍ، فما هو تعريف البيئة وماهي مكوناتها وأنواعها؟
المعنى الدقيق لتعريف البيئة
البيئة (Environment) بمعناها الأوسع هي محيطنا وكل ما نراه ونشعر به من حولنا، وعلى وجه التحديد يتم تعريف البيئة على أنها العوامل الحيوية والفيزيائية والكيميائية التي تحكم نمط حياة الكائن أو مجموعة الكائنات وإمكانية بقائها بمرور الوقت. .
كثيرًا ما يتم الخلط بين مفهومي البيئة والنظام البيئي (Ecosystem) الذي يمثل المجتمع الذي يعمل بشكلٍ متسقٍ، وتتفاعل فيه الكائنات الحية مع بعضها البعض ومع البيئة المحيطة بها، ويؤدي كل مكوّنٍ من مكوناته دوره الطبيعي مما يحافظ على التوازن والاستقرار. يتباين حجم النظام البيئي؛ فقد يكون ضخمًا كالمحيطات، أو صغيرًا كمستنقعٍ.
لذا، في الوقت الذي تمثل فيه البيئة الموطن الذي تقطنه الكائنات الحية، فإن المجتمع الذي يعيش فيها يمثّل النظام البيئي، بما في ذلك العلاقة المتبادلة بين مكونات المجتمع وهذه البيئة..
مكونات البيئة
تتكوّن البيئة من أربعة نظمٍ متداخلة، ومتغيرة باستمرارٍ، تتأثر بالأنشطة البشرية المختلفة، وهي:
- الغلاف المائي (Hydrosphere): يضم المسطحات المائية باختلاف أشكالها، من بحيراتٍ وبركٍ وأنهارٍ وجداولَ ومحيطاتٍ.
- الغلاف الصخري (Lithosphere): يُمثل الغطاء الصخري الصلب، الذي يشكل القشرة الأرضية، ويتكون من التربة والصخور الأرضية والمرتفعات الجبلية.
- الغلاف الجوي (Atmosphere): طبقةٌ رقيقةٌ تحيط بالأرض، تحتوي على غازاتٍ مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وغيرها، توفر الحماية للأرض والكائنات الحية من الأشعة الشمسية فوق البنفسجية الضارة، ويتألف من خمس طبقاتٍ، هي:
- التروبوسفير (Troposphere).
- الستراتوسفير (Stratosphere).
- الميزوسفير (Mesosphere).
- الثيرموسفير (Thermosphere).
- الإكسوسفير (Exosphere).
- الغلاف الحيوي (Biosphere): يُعرف أيضًا بمسمّى "طبقة الحياة"، ويمثل جميع الكائنات الحية على الكرة الأرضية، بدءًا من أصغر الكائنات المجهرية وصولًا إلى أكبر الحيتان في البحر. يرتبط غنى المحيط الحيوي بالأحياء بالعوامل الجغرافية والمناخية..
أنواع البيئة
البيئة الجغرافية (Geographical Environment)
يمكن تسميتها أيضًا بالبيئة الطبيعية؛ فهي تضم كافة المكونات الطبيعية من الجبال، والسهول، والأرض، والمياه، والصحارى، والعواصف، والأعاصير، والبراكين، والمحيطات، والموارد الطبيعية، والعوامل المناخية والعوامل البيولوجية المرتبطة بالنباتات والحيوانات.
البيئة الحضرية (Man-made Environment)
اصطنعها الإنسان لنفسه للتحكم ببعض الظروف البيئية المحيطة به، ولها نمطان؛ داخلي، وخارجي:
- البيئة الداخلية (Inner Environment): بيئةٌ اجتماعيةٌ يرتبط وجودها بوجود مجتمعٍ معينٍ، وتشمل العادات والتقاليد والثقافة التي تطبع أي مجموعةٍ بشريةٍ، أو ما يُعرف بالتراث الاجتماعي.
- البيئة الخارجية (Outer Environment): سعى الإنسان إلى تحسين بيئته المادية وتسخيرها لمصلحته من إشادة المنازل والمدن والبنى التحتية الحديثة، وسائل الاتصال والنقل، الصناعات على اختلاف أنواعها، وكل ما ساهم في نهاية المطاف لتحقيق المزيد من التحضر..
العلوم البيئية والحاجة لها
هي دراساتٌ منهجيةٌ للبيئة وعواملها الفيزيائية والبيولوجية والاجتماعية والثقافية، وطبيعة العلاقة المتبادلة مابين الإنسان والبيئة، وهي دراسةٌ متنوعةُ المجالات تقترن بالعديد من العلوم الأخرى مثل الكيمياء الحيوية، وعلم السموم والجغرافيا والجيولوجيا والأرصاد الجوية وعلم الاجتماع.
قبل ازدهار الصناعة كانت البيئة الطبيعية متوائمةً مع النمو السكاني وقادرةً على تعويض الخسائر في مواردها، التي كانت محدودةً للغاية قياسًا بالوقت الحاضر.
مع التطور الحضاري للإنسان، بدأت بيئته بالتدهور تدريجيًّا وباتت غير قادرةٍ على تعويض مواردها الطبيعية التي استنزفتها الأنشطة البشرية، لذا سعى علماء الجغرافيا والبيئة وعلماء الأحياء على المستوى الدولي بلا هوادة لإنقاذ البيئة، وإيجاد حلول مستدامة للقضايا المتعلقة بها. كان لا بدّ من نشر الوعي بالمفاهيم البيئية الحديثة مثل كيفية الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي، وسن قوانين لحماية البيئات من التلوث، مع التركيز على الإدارة البيئية السليمة وإعادة تدوير المواد غير القابلة للتحلل، والاستخدام المُرشد للموارد الطبيعية لضمان استدامتها على المدى البعيد.