ما هو كاشف الميثيل البرتقالي؟
كثيرًا ما نسمع عن الكواشف الكيميائية وأهميتها في أغلب فروع الكيمياء وتطبيقاتها؛ فالكواشف هي موادٌّ تُستخدم للكشف عن وجود مادةٍ أخرى وتحديد هويتها، ولها عدَّةُ أنواعٍ وتُعتبرُ الكواشف اللونية أهمَّها؛ لأنها بسيطةٌ وغيرُ مكلفةٍ وحساسةٌ وفعالةٌ في الحصول على نتيجةٍ جيدةٍ، ويمكن استخدامها في المعايرات اللونية البسيطة وملاحظة تغير اللون، وفي المعايرات الطيفية أيضًا لحساب تركيز المادة المُعايَرة بعد قياس شدةِ اللون.
وسأُطلِعُكَ الآن على أهمّ المعلومات عن كاشف الميثيل البرتقالي:
إنَّ C14H14N3NaO3S هي صيغته الكيميائية، ويُعرف علميًا باسم Sodium 4-(4-dimethylaminophenylazo) benzenesulphonate، وله العديد من الأسماء الأخرى مثل Orange III- Helianthine- Gold Orange- Eniamethyl Orange- Methyloranz- NSC9416، ويُرمز له بالرقم 3143 حسب UN و 208-925-3.
الصيغة الكيميائية كاشف الميثيل البرتقالي
ويبلغ وزنه الجزيئي 327.34 g/mol، ويتميز بأنه مركبٌ أيونيٌّ غير متطايرٍ في الدرجة العادية من الحرارة، و يتواجد عندها بشكل مسحوقٍ بلوريٍّ بلونٍ برتقاليٍّ أو أصفرَ ويتحول إلى اللون الأحمر في الوسط الحامضي أما في الوسط القاعدي فيُعطي اللون الأصفر.
ما هو كاشف الميثيل البرتقالي؟
يُستخدم برتقالي الميثيل للكشف عن موادَ هامةٍ مثل البروم، كما يُستخدم في العمليات التحليلية كمؤشرٍ لدرجة الحموضة، وأثناء عمليات المعايرة لمعظم الأحماض والقواعد القوية لتحديد نقطة نهاية المعايرة، ولتقدير قلوية المياه، ولكن ليس له أهميةٌ في المعايرة والكشف عن الحموض العضوية.
وقد اُستخدمَ أحيانًا لصبغ الصوف والحرير في حمامٍ حمضيٍّ.
يتم تصنيعه من تفاعل حمض السلفانيليك مع نتريت الصوديوم ودي ميثيل أنيلين.
الآثار الصحية للتعامل مع كاشف الميثيل البرتقالي
يجب التعامل بحذرٍ مع هذا الكاشف، واستخدامه بكمياتٍ بسيطةٍ جدًا لأنه ينتمي لمركبات الآزوت شديدة السمية، وقد يكون قاتلًا إذا تم استنشاقه بكميةٍ كبيرةٍ نسبيًا، وهو مادةٌ غير قابلةٍ للاحتراق ولكن قد تتحلّلُ عند التسخين لإنتاج أبخرةٍ أكَّالةٍ و/أو سامّةٍ، وقد تنفجرُ عبواته تحت ظروفٍ معينةٍ، ويجب الانتباه لعدم خلطه مع الألدهيدات والكربامات والسيانيد والفلوريد غير العضوي والأميدات والمواد العضوية غير المُهلجنة والإيزوسيانات والكيتونات والمعادن والبيروكسيدات والإيبوكسيدات؛ لأن النتيجة ستكون غازاتٍ سامةً وعواقبَ كارثيةً. وعند خلطها مع الفلزات القلوية يُمكن أن تنتج غازاتٌ قابلةٌ للاشتعال، كما يُمكنُ أن تحصل على مزيجٍ مُتفجرٍ عند خلطه مع العوامل المُؤكسدة القوية والأملاح المعدنية والبيروكسيدات والكبريتيدات.
ويُعدُّ كاشف الميثيل البرتقالي مقاومًا للتحلل البيولوجي الهوائي حيث لم يتغير عند تركه لمدة خمسة أيامٍ في ظروفٍ عاديةٍ؛ مما يزيد خطر تراكمه في التربة أو داخل أجسام الكائنات المائية أو الامتزاز على الأسطح الطينية والمعدنية بسبب طبيعته الأيونية وخاصةً عندما يتمّ التخلص منه بالدفن أو الرمي في المسطحات المائية.
ويمكن أن يحدث التسمم به عند التعرض المهني خلال عمليات تصنيعه أو التعامل معه في مخابر التحليل ومخابر الجامعات، وإذا حدث وتعرض أحدٌ للتسمم بواسطة هذه المادة يجب أن تُجرى الخطوات التالية كإسعافاتٍ أوليةٍ، وتختلف هذه الخطوات حسب مكان التعرض:
إذا تعرضت العيون لهذا المركب أو إحدى أبخرته فيجب إزالة العدسات اللاصقة مباشرةً إن وُجِدَت، وغسل العيون بالماء أو بمحلولٍ ملحيٍّ عاديٍّ لمدة 20 إلى 30 دقيقةٍ، ولا يجوزُ وضع أي أدويةٍ في العين قبل الاتصال بطبيبٍ مُختصٍّ ويفضل النقل إلى أقرب مستشفىً مُباشرةً بعد الحادث حتى لو لم تظهر عليه أعراضٌ كالتهيج أو الاحمرار.
أما إذا كان الجلد هو مكان التعرض فيجب أن تُزيلَ الملابس المُلوَّثة بالمادة عن المريض وتغسل المنطقة المصابة بالماء العادي بلطفٍ وإذا ظهرت أعراض تهيجٍ واحمرارٍ يجب الاتصال بطبيبٍ مُختصٍ.
أما إذا اُستنشق مسحوق المادة أو أبخرتها الناتجة عن التسخين يجب تهوية الغرفة جيدًا ومغادرتها بسرعةٍ لاستنشاق هواءٍ نقيٍّ، وإذا ظهرت أعراضٌ مثل الصفير أو السعال أو ضيق التنفس أو حرقٍ في الفم أو الحلق أو الصدر فيجب نقل المريض إلى أقرب مستشفىً بسرعةٍ.
ولكن إذا تم بلع المادة فيجب عدم تحريض التقيّؤ لأنه سيزيد الأمر سوءًا وقد يُسبب حروقًا زائدةً في المريء والبلعوم، وإذا كان المريض واعيًا وغير مُتشنجٍ فعليه أن يشرب الكثير من الماء لتخفيف تركيز المادة في المعدة وتحريض الإدرار للتخلص منها والاتصال مباشرةً بمستشفىً، أما إذا كان فاقدًا للوعي أو مُتشنجًا فيُمنع إعطاءهُ أي شيءٍ عبر الفم لأنه قد يُسبِّب الاختناق وتأكَّد من أن مجرى الهواء لديه مفتوحٌ ثمَّ ضعه على جانبيه ورأسه باتجاه الأسفل ثم انقله لأقرب مستشفىً.
لماذا يُستخدم كاشف الميثيل البرتقالي؟
يتم استخدام الكواشف في معظم التطبيقات الكيميائية وخاصة في المعايرة، حيث تعتبر هذه الطريقة فعَّالة وسريعة، كما أنها غير مكلفة، وتعتمد على استخدام الكاشف مع مادة أخرى لتحديد نوعها وهويتها حسب النتيجة اللونية، ومن بين هذه الكواشف الكيميائية كاشف الميثيل البرتقالي الذي يعتبر مؤشر حساس للأس الهيدروجيني، بسبب قدرته على إعطاء ألوان مختلفة وواضحة عند تغير الوسط من حمضي إلى أساسي وبالعكس.
خصائص كاشف الميثيل البرتقالي
- هو مسحوق برتقالي اللون، عديم الرائحة، وقابل للذوبان في الماء الساخن (غير قابل للذوبان في الكحول)، يبلغ وزنه الجزيئي حوالي 327.33 g/mol، كما ينتمي لمركبات الآزوت شديدة السُّمية، لذلك ينصح بالتعامل معه بحذر.
- يتغير لون هذا الكاشف حسب درجة الأس الهيدروجيني للوسط، في حال كان PH المحلول المراد اكتشافه 2.3 أو أقل، فإن هذا الكاشف يتلون باللون الأحمر وهو مايدل على أن الوسط حمضي، بينما في حال كان PH الخاص بالمحلول أكثر أو يساوي 4.4 فإن المحلول يتلون باللون الأصفر وبالتالي يدلنا على أن الوسط أساسي (قلوي).
- يعتبر الميثيل البرتقالي مركب أيوني، ويجب التخلص منه بحذر لأنه مقاوم للتحلل البيولوجي الهوائي، ويتراكم بسرعة في التربة وأجسام الكائنات الحية وخصوصًا الكائنات المائية عندما يتم التخلص منه في مياه الصرف الصناعي التي تصب في الأنهار أو المحيطات.
- يستخدم على نطاق واسع في العديد من الصناعات المختلفة، مثل الصناعات الورقية، والنسيجية،والغذائية والطباعة، كما يستخدم في التطبيقات الأخرى مثل أمراض الدم، وعلم الأنسجة، والمعايرة.
- الميثيل البرتقالي المعدل، يتكون من محلول ميثيل برتقالي مع محلول زيلين سيانول، والذي يستخدم لنفس السبب لكنه يعطي لون رمادي بنفسجي في الحمض، ولون أخضر في المحاليل القلوية.
وبهذا نكون تعرفنا على ما هو كاشف الميثيل البرتقالي؟ وخصائصه والمخاطر الصحية عند التعرض له، فإذا كان لديك أي استفسار فلا تتردد في إرساله.