إجراءات الأمن والسلامة المتبعة داخل المنشآت النووية
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
بغض النظر عن الأسباب، تُسارع مختلف الدول إلى امتلاك منشآتٍ نوويةٍ يتعامل العاملون فيها مع موادَ مشعة عالية الخطورة؛ ونظرًا لحساسيتها وأثرها الكارثي كان لا بدّ من رفع مستوى إجراءات الأمن والسلامة المتبعة داخل المنشآت النووية، والتأكد من إمكانية احتواء أيّ طارئٍ قد يحدث خلال مراحل العمل المختلفة؛ فإن كنت ترغب بمعرفة ما هي إجراءات الأمن والسلامة المتبعة داخل المنشآت النووية، عليك قراءة السطور التالية.
إجراءات الأمن والسلامة ضمن المفاعل النووي
تُراعى شروط السلامة لحماية العاملين بالدرجة الأولى والمعدات بالدرجة الثانية في المنشآت النووية من خلال إجراءاتٍ مُحددةٍ.
الحد من النشاط الإشعاعي
ينتج عن التفاعلات النووية ضمن المفاعل النووي نشاطٌ إشعاعيٌّ يُشكل خطرًا على العاملين ضمن المنشأة، حيث تنقسم نواة المادة المُشعة كاليورانيوم وتنطلق جزيئاتٌ مُشعّةٌ عند تحرر النيوترون، لذلك تُستخدم قُضبانٌ قادرةٌ على امتصاص النيوترون والتقليل منه لتخفيف النشاط الإشعاعي الناتج.
إجراء صيانة دورية لنظام التبريد
من أهم إجراءات الأمن والسلامة التأكد من عمل أنظمة التبريد المُتبعة لإبقاء درجة الحرارة مُنخفضة في المفاعل النووي، وغالبًا ما يُستخدم لذلك الماء أما إن تعذر وجود الماء يُمكن الاعتماد على الصوديوم أو أملاح الصوديوم.
التأكد من سلامة الحواجز المانعة لتسرّب الإشعاع
لا بد من إجراء صيانةٍ دوريةٍ للتأكد من سلامة الحواجز التي تُحيط بالنواة المُشعّة لمنع تسرب النشاط الإشعاعي إلى المكان المُحيط، حيث تستخدم المنشآت النووية حواجزَ خرسانيةً قد تصل سماكتها إلى قرابة 1.8 متر؛ أما لحماية العاملين المتواجدين بالقرب من النواة المُشعّة تُستخدم جدرانٌ داخليةٌ خرسانيةٌ أيضًا، إضافةً لإنشاء بناء تفريغ متصل مع البناء المتواجد به المفاعل، بحيث إن حدث أيّ تسريبٍ بالإشعاع يُمتص داخل مبنى التفريغ قبل أن يصل إلى الخارج.
إجراءات الأمن والسلامة المتبعة داخل المنشآت النووية للحد من التعرض للإشعاع
من أهم الدوافع وراء اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة داخل المنشآت النووية حماية العاملين فيها والبيئة المحيطة بها من التعرض إلى النشاط الإشعاعي أو الحدّ منه وإبقائه ضمن المستوى المسموح به، ولهذا تتبع الجهات المسؤولة عن إدارة أيّ منشأةٍ نوويةٍ إجراءاتٍ متعددةً.
- استخدام معدات الحماية في المنشأة.
- اتباع تعليمات التشغيل وإجراء الصيانة بشكلٍ دوريٍّ.
- استخدام تقنية التحكم عن بعد بالمعدات الموجودة بالقرب من المفاعل.
- ارتداء الدروع الواقية من المواد المشعة.
- تحديد الوقت المخصص للعامل للبقاء في الأماكن ذات النشاط الإشعاعي المُرتفع.
- إخضاع كافة العاملين في المنشأة لدوراتٍ تدريبةٍ حول الخطوات الضرورية لحماية أنفسهم أثناء التعامل مع المواد المشعة.
- دراسة كافة الاحتمالات الممكنة عند تنفيذ أيّ عملٍ وإعطاء الإذن للسماح بالبدء بناءً على مقدار الإشعاع المتوقع أن يتعرض له العامل خلال فترة العمل.
إجراءات الأمن والسلامة المتبعة عند التعامل مع المواد المشعة
خلال العمل ضمن إحدى المنشآت النووية يكون العامل على تماسٍ مع المواد المشعة ذات الخطورة العالية، ما دفع المختصين إلى إيجادِ طرقٍ تُتيح التعامل مع تلك المواد دون أي ضررٍ.
- استخدام المعدات المخصصة للتعامل مع المادة المشعة كاليورانيوم مثلًا، والتي تسمح بنقلها وتحريكها وتخزينها والتخلص من النفايات المشعة الناتجة عنها دون أن يُشكل أي خطرٍ على الإنسان والبيئة.
- تدريب العاملين على طرق التعامل مع المواد المُشعة وكيفية التصرّف معها في حال حدوث أي طارئٍ بحيث يُمكن السيطرة على الوضع دون إلحاق الضرر بأحدٍ ما.
إجراءات الأمن والسلامة المتبعة في حالات الطوارئ
يُولي الخبراء اهتمامًا كبيرًا للتدابير والإجراءات المُتبعة لضمان سلامة المنشآت النووية والعاملين فيها والبيئة المحيطة بها أيضًا خلال حدوث حالاتٍ طارئةٍ، كالزلازل أو موجات التسونامي نظرًا لما قد تُخلّفه من نتائجَ كارثيةٍ، وهذا ما تُرجم عمليًّا من خلال عددٍ من الخطوات لرفع مستوى الأمان في تلك المنشآت.
- تزويد المنشآت النووية بمصادرَ بديلةٍ للطاقة الكهربائية التي قد تحتاجها لتشغيل معدّات الطوارئ كمحركات الإطفاء مثلًا.
- تدريب العاملين في المنشأة على كيفية التصرف في الحالات الطارئة، وتوزيع كتيّباتٍ تتضمن التدابير التي يتعيّن على كلّ عاملٍ القيام بها بحسب مكان عمله في المنشأة.
- استخدام نظام اتصالاتٍ متطور لا يتأثر بحالات الكوارث.
- ارتداء العاملين في المنشأة ملابس واقية مُخصصة لحماية الجسم من خطر التعرض للإشعاع، بحيث يُمكنه التنقل في أيّ مكانٍ يتطلب منه التواجد فيه في الحالات الطارئة.
مراقبة تأثير النشاط الإشعاعي في البيئة المحيطة بالمنشأة
تعمل كافة الجهات المسؤولة عن المنشآت النووية على ضمان حماية وسلامة البيئة المحيطة بالمكان من حدوث أيّ تلوثٍ بالمواد المُشعة، ولذلك تُجرى اختباراتٌ متعددةٌ بشكلٍ دوريٍّ لعيناتٍ مأخوذةٍ من المياه والتربة وحتى المزروعات المتواجدة ضمن نطاق المنشأة النووية، للتأكد من عدم وصول أيّ موادٍ مُشعةٍ إليها ناتجة عن تسريبٍ من المنشأة، كما تُقاس نسبة الإشعاع الموجودة في الهواء باستخدام أنظمةٍ مُخصصةٍ لذلك.