ما هي ادوات التحليل المالي
التحليل المالي أو تحليل البيانات محاسبيًا (Financial Analysis)، هو استخدام البيانات المالية وتحليلها وتبويبها باستخدام الطرق والأدوات المناسبة؛ لتقييم أداء الشركة من جميع الجوانب، ومحاولة اكتشاف الثغرات ومواطن الضعف في المركز المالي، وإيجاد الحلول المناسبة لها وتحسينها في المستقبل، أو محاولة تحسين الاستثمار أو تغييره إلى مسارٍ آخر، وكذلك تقديم المعلومات اللازمة للمهتمين من أجل اتخاذ القرارات الإدارية اللازمة. مقالُنا اليوم عن ادوات التحليل المالي إذ يعتبر تحليل القوائم المالية من أهم الوسائل التي يتم بموجبها عرض نتائج الأعمال عن إدارة الشركة؛ أيّ يبين مدى كفاءتها في أداء واجباتها ووظائفها.
يمكننا القول أنّ التحليل المالي هو “أداة التخطيط السليم” للمنشأة، يقوم المحللون الماليون بأداء عملهم من خلال جداولَ بياناتٍ وقوائمَ ماليةٍ لتحليل البيانات، وترتيبها، وتنظيمها، كتنظيم تاريخ وقوعها بالإضافة إلى التوقعات التي قدّ تتعرض لها المنشأة مستقبلًا، وأيضًا بهدف إظهار أسباب نجاح أو فشل المنشأة، حيث يتم تطبيق جميع هذه الإجراءات على برامجَ معينةٍ مثل برنامج الإكسل (Excel).
.
الأطراف المهتمة بالتحليل المالي
يَعتبرُ التحليل المالي عمليةً مهمةً جدًا بالنسبة لعدة فئاتٍ، بحيث تسعى كل واحدةٍ منها إلى تحقيق أهدافها، وذلك بالحصول على أجوبةٍ للتساؤلات التي تمس مصالحها، عن طريق تحليل القوائم المالية وتفسير نتائجها باستخدام ادوات التحليل المالي ولكن، قبل التطرق إلى الأدوات، يجب أن نذكر أهم الأطراف التي تهتم بالتحليل المالي:
- المستثمرون: يَهتم المستثمرون بالتحليل المالي لعدة أغراضٍ، ومنها معرفة قدرة المنشأة على تحقيق الأرباح في المستقبل، ومعرفة درجة السيولة لدى المنشأة وقدرتها على توفير الأمان للمنظمة عند وقوعها في عسرٍ أو عوزٍ ماليٍّ، وأيضًا تسمح للمستثمرين اكتشاف فُرص استثمارٍ أخرى.
- المُقرضون أو الدائنون: يَقوم المُقرضون أصحاب الديون القصيرة الأجل بتحليل وضع البيان المالي للشركة لمعرفة درجة السيولة، أمّا عن درجة الربحية، تُصبح مَحط اهتمام المقرضين أصحاب الديون طويلة الأجل.
- المساهمون: هَدف المساهمين من تحليل القوائم المالية هو مَعرفة ربحية الشركة؛ فالربحية مهمةٌ لإظهار إمكانيات نمو المنظمة وسلامة استثمار المساهمين.
- إدارة المنشأة ومُلاكها: تَقوم الإدارة بأعمال التحليل المالي لتحديد سيولة وربحية المنشأة، وتقييم كفاءتها وإدارة أصولها وخصومها، واكتشاف الانحرافات السلبية وحلّها.
- الحكومة: تَهتم الحكومة بالتحليل المالي لأغراض احتساب ضريبة الدخل المستحقة على الشركة.
- كما تهتم مكاتب التحليل المالي والسمسرة، والمصارف وشركات التأمين أيضًا بالتحليل المالي.
ادوات التحليل المالي
يتم استخدام تقنياتٍ وأدواتٍ مختلفة لتحليل البيانات المالية، حيث يتم استخدام كلّ نوعٍ استنادًا لوضع الشركة الراهن. ومن بين ادوات التحليل المالي الأكثر استخدامًا لدينا:
.
التحليل الرأسي أو العمودي (Vertical Analysis)
وهو طريقةٌ لتحليل البيانات المالية التي تخصص لكل بندٍ من بنود المركز المالي نسبة مئوية معينة من الرقم الإجمالي (الأساسي) في البيان. عادةً ما يَعرض السطر الأول من البيان الرقم الأساسي بنسبة 100%، وتُمثل الأسطر التي تليها نسبًا مئويةً لكلٍّ من النسب الباقية.
مثالٌ توضيحي: يمثل كلّ سطرٍ من بيان “الدخل” نسبةً مئويةً من “إجمالي المبيعات”، بينما يمثل كل سطرٍ في بيان “التدفق النقدي”، تدفقات نقدية كنسبةٍ مئويةٍ من إجمالي التدفقات النقدية.
يمكن تطبيق هذه الأداة في بيان الدخل، أو الميزانية العمومية، أو بيان التدفقات النقدية لفهم نسب كل عنصرٍ من عناصر الأسطر بالنسبة إلى الكل، وفهم الاتجاهات الرئيسية التي تحدث مع مرور الزمن، وأيضًا لمقارنة المنشأة مع منافسيها، ولمعرفة العلاقة بين العناصر الفرعية والكلية في القائمة ذاتها. المغزى من هذه المقارنات هو جعل البيانات التي تجمعها المنشأة أكثر جدوى وأسهل للفهم.
.
التحليل الأفقي أو تحليل الاتجاه (Horizontal Analysis)
يستخدم التحليل الأفقي للبيانات المالية للكشف عن التغيرات التي وقعت على عناصر القائمة المالية على مدار فترةٍ زمنيةٍ معينة؛ وذلك لمعرفة التغيرات التي طرأت على البنود بين فترةٍ ماليةٍ وأخرى، ويتم التعبير عن هذا التغيير الحاصل في قيمة البند إمّا على شكل نسبةٍ مئويةٍ، أو بقيمةٍ صريحةٍ (مطلقة) كعرضها بعملة الدولار مثلًا.
يمكن تطبيق التحليل الأفقي على الميزانية العمومية، وبيان الدخل، والجداول الزمنية للموجودات المتداولة والثابتة، وبيان الأرباح المحتجزة.
.
تحليل النسبة (Ratio Analysis)
وتعتبر من أهم ادوات التحليل المالي المستخدمة، وهي طريقةٌ كَميّةٌ لمعرفة سيولة الشركة، وكفاءتها التشغيلية، وربحيتها، وملاءتها المالية؛ وذلك من خلال الاعتماد على النسب المالية لقياس العلاقات بين عناصر القوائم المالية وقيمتها مع مرور الوقت، كما يمكن ربط هذه النسب بمقاييسَ أخرى للحصول على صورةٍ أوضح للصحة المالية للشركة.
يستخدم المحللون الماليون أداة تحليل النسبة لتقييم الوضع المالي للشركات من خلال التدقيق في البيانات المالية السابقة والحالية، كما يمكن لهذه البيانات توضيح أداء الشركة مع مرور الوقت، وكيفية استخدامها لتقدير الأداء في المستقبل.
أمثلة على فئات تحليل النسب:
- نسب السيولة: تشمل نسب السيولة النسبة الحالية، والنسب السريعة، ونسبة رأس المال العامل، حيث تقيس هذه النسبة قدرة الشركة على سداد ديونها قصيرة الأجل عند استحقاقها.
- نسب الملاءة: تقارن هذه النسبب ديون الشركة والتزاماتها مع أصولها، وحقوق الملكية، وأرباحها المحققة؛ وذلك لتقييم احتمالية صمود الشركة وثباتها، والزمن الذي تستطيع فيه الوقوف على قدميها عند سداد ديونها طويلة الأجل، والفوائد المترتبة على تلك الديون. ومن أمثلتها: نسب الدين إلى حقوق الملكية، نسب الدين إلى الأصول، ونسب تغطية الفائدة.
- نسب الربحية: يصبّ هذا النوع كلّ تركيزه على العوائد الماليّة، من خلال عمليات الاستثمار والبيع التي تقوم بها. ومن أمثلتها: هامش الربح، ومعدل العائد على الأصول، والعائد على حقوق الملكية، والعائد على رأس المال المستخدم، ونسبة الهامش الإجمالي.
- نسب الكفاءة أو النشاط: تُقيّم هذه النسب مدى كفاءة استخدام وتوظيف الشركة لموجوداتها ومطاليبها، لتوليد المبيعات وزيادة الأرباح، وتشمل هذه النسب: نسبة الدوران، ودوران المخزون (عائدات قوائم الجرد)، ومبيعات المخزون.
- نسب التغطية: تقيس هذه النسب قدرة الشركة على سداد فوائدها والالتزامات المترتبة عليها، ومن أمثلتها: نسبة تغطية خدمة الدين.
- نسبة توقع السوق: وتعتبر هذه النسب الأكثر استخدامًا وشيوعًا في التحليل المالي، حيث يستخدمها المستثمرون للتنبؤ بالأرباح والأداء، وهي تشمل عائد توزيعات الأرباح، والعائد على الأسهم.
.
أهداف التحليل المالي
يسعى تحليل البيانات المالية إلى تحقيق مجموعةٍ من الأهداف ومن أهمها:
- تقييم الخطط والبرامج التشغيلية المطبقة داخل الشركة؛ لتقييم القدرة على الكسب أو ربحية الشركة.
- الحكم على كفاءة العمل الإداري، ومستوى أنظمة الرقابة المستخدمة.
- التعرف على الوضع الحقيقي للمنشأة.
- بيان قدرة المنشأة على سداد ديونها والقدرة على الاقتراض.
- بيان وضع ومستوى الشركة في القطاع الذي تنتمي إليه، وإجراء المقارنة مع منافسيها.
.