ما هي التربة البركانية؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
التربة البركانية والتي تُسمَّى أيضًا Andisols، وهي التربة الموجودة حيث يوجد نشاط كبير للبراكين، وتمتاز بخصائص مميزة، فهي غالبًا ما تكون غنية جدًا بالمغذيات كالحديد والعديد من العناصر الأخرى، وتحتفظ بالمياه جيدًا بسبب محتواها من الرماد البركاني، وتكون التربة المعروفة باسم البركانية أساسها البازلت، حيث تكون البلورات صغيرة وحمضية اعتمادًا على نوع البركان الذي أتت منه، وبالتالي تتحلل وتذوب بسرعة إلى حد ما، وتتأثر التربة البركانية حول خط الاستواء بشكل جيد جدًا، ويمكن أن تفقد بعض عناصرها الغذائية ما لم يكن هناك ثوران آخر.
كيف تتكون التربة البركانية؟
تعتمد الحياة في كوكبنا على مجموعة من العناصر الرئيسيّة أبرزها التربة، فالترب بأنواعها تغطّي سطح الأرض وتحافظ على استمراريّة الوجود الحيويّ فيها، تحوي التربة على المعادن والمواد العضويّة بالإضافة إلى الهواء والماء وتختلف خواصّ التربة الفيزيائيّة والكيميائيّة وفقًا لنوعها الذي يحددّه مصدر تشكّل هذه الترب، أمّا أسباب تشكّل التربة فهي عديدة تشمل المناخ وعوامل الحت والتعرية والمدّة الزمنيّة وأنشطة القشرة الأرضيّة من زلازل وبراكين، كما يمكن أن تحدث بشكل طبيعي أو صناعي أو تتفتّت كيميائيًا.
تُشتق التربة من الانهيار الكيميائي والفيزيائي للصخور، بما في ذلك المقذوفات من البراكين التي قد تكون موجودة في شكل الحمم البازلتية، إن الرماد نفسه الذي يشكل خطرًا كبيرًا على البشر وسبل عيشهم ويعد من أسباب تلف المحاصيل، سيتحول على المدى الطويل إلى طمي، وفي النهاية يتحول إلى التربة الأكثر إنتاجية في العالم.
إن نشأة التربة هي مسألة وقت وأنواع المواد تعتمد على البراكين نفسها، ولكن عمومًا تكون التربة غنية بالمعادن كالحديد والمغنيسيوم والبوتاسيوم والتي عند مزجها بالمواد العضوية، يمكن أن تُشكِل تربة خصبة للغاية، ولكون وجود البراكين بالقرب يجعل موضوع الزراعة صعب.
أمثلة عالمية عن التربة البركانية
أحد الأمثلة على تأثير البراكين على الأراضي الزراعية موجود في إيطاليا، فالجنوب الإيطالي معروف بافتقاره للزراعة، وذلك لأن الحجر الجيري يشكل صخور القاع والتربة فقيرة بشكل عام، لكن المنطقة المحيطة بنابولي، والتي تضم جبل فيزوف، تعد منطقة زراعية حيث أنها تمتاز بتربة خصبة للزراعة، والسبب ثوران بركانين منذ 35000 و 12000 عام تركا المنطقة مغطاة برواسب كثيفة وغنية جدًا، إن الأرض مزروعة بالكروم أو الخضار أو الزهور. وتُستخدم كل قدم مربع من هذه التربة الغنية. على سبيل المثال ، حتى مزرعة العنب الصغيرة ستحتوي، بالإضافة إلى العنب والفاصوليا والقرنبيط والبصل بين صفوف التعريشة، وحافة الكرم مغطاة بأشجار البرتقال والليمون والأعشاب والزهور. كما أنها منطقة ضخمة لزراعة الطماطم.
كما أن الروعة الخضراء والخصوبة للعديد من الأراضي الزراعية في الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا تقع في تربة بركانية، وهي رواسب بركانية قديمة منذ 40.000 سنة في منطقتي وايكاتو وخليج بلنتي، فإلى جانب موسم الأمطار الوفير والصيف الدافئ والشتاء المعتدل، تنتج هذه المناطق محاصيل وفيرة، بما في ذلك فاكهة الكيوي الموجودة في جميع أنحاء العالم.
بعد ثوران جبل سانت هيلين في عام 1980، كان الناس بحالة قلق مستمرة، وذلك بسبب الخوف من الرماد البركاني المُتساقط الذي سيكون ضارًا بالأراضي الزراعية في شرق واشنطن، إلا أن هذه المخاوف وُجِهَت من قبل مجموعة من علماء الأرض، الذين اعتبروا أن الرماد البركاني هذا بمثابة كبسولة زمنية غنية بالعناصر الغذائية.
نسبة وجود التربة البركانية على كوكب الأرض
التربة البركانيّة هي أحد أنواع الترب الـ 12، وتسمّى باللغة الإنكليزيّة Andisols، وانطلاقًا من اسمها فهي تتكّون في المناطق التي تكثر بها الأنشطة البركانيّة وتنشأ من رمادها والحمم التي تندفع منها وما يختلط بها في طريقها، يعرف هذا النوع من التربة بخواصّه الكيميائيّة الفريدة وغناه بالعناصر المغذيّة للنبات، من الأمور التي تميّز التربة البركانيّة إلى جانب خصوبتها العالية اختلاف تراكيبها المعدنيّة والكيميائيّة اختلافًا طفيفًا وفقًا لمنشئها البركاني أي تبعًا للبركان التي تشكّلت منه ولك أن تتخيّل هذا العدد الكبير من البراكين الذي يرافقه تنوّع أكبر مع كلّ تربة بركانيّة، رغم ذلك تشكّل نسبةً أقلّ من 1% من مجموع الترب التي تغطّي قارّات الأرض دون القطبيّة تعدّ اليابان وإندونيسيا أكثر الدول التي تغطيّها التربة البركانيّة.
وتتوزّع النسبة الكبرى من التربة البركانيّة على طول منطقة “الحزام الناري” ذات النشاط البركاني الكبير، وهي المنطقة التي تمتدّ من مرتفعات الأنديز إلى اليابان وإندونيسيا وصولًا لنيوزلندا، وفي وادي Rift الأفريقي، ومناطق الأنشطة البركانيّة في الأراضي المتوسطيّة (المطلّة على البحر الأبيض المتوسط)، من الملحوظ انتشار الغابات والغطاء النباتي الكثيف في مناطق البراكين والمناطق القريبة منها التي يصلها الهواء المحمّل بالرماد البركاني إثر اندفاعه، فعلى الرغم من الدمار الذي يتسبب به البركان وقدرته على تدمير أي نظام بيئي في طريقه تعيد الترب البركانيّة تجديد الغطاء النباتي لأكثر البيئات تضررًا بسرعة غير اعتيادية من الناحيّة الجيولوجيّة.
مميزات التربة البركانية
لعلّ الجانب الإيجابيّ البيئي الأهمّ من اندفاع البراكين هي التربة البركانيّة التي تتشكّل منها والتي تتكوّن من رواسب الحمم والرماد بركاني الذي يحوي معادن غاية في الأهميّة بالنسبة لنموّ النبات كالفوسفور، وكلّما كان نوع الرماد البركاني أجود كلّما كانت معادنه قابلة للتفكك والاختلاط بالمواد العضويّة بسرعة وسهولة أكبر، لذا نجد العديد من الأشخاص القاطنين في مناطق الأنشطة البركانيّة الخطيرة يعملون بتجميع وبيع هذه الترب لاسيما في إندونيسيا، إلى جانب عملهم بالزراعة في المزارع التي يصنّف بعضها الأغنى على الأرض.
وخصوبة التربة البركانيّة تقلّ تدريجيًا مع الزمن كما أنّ الاستخدام غير السليم لها قد يؤدّي لتدهور خصائصها الغنيّة، وهو أمر بالإمكان معالجته من خلال إضافة المواد العضوية والأسمدة إلى جانب الإدارة الفعّالة لاستخدام التربة، لكنّ خواصها الفيزيائيّة الممتازة مثل نفاذيّة الهواء وقدرتها على احتباس الماء وسهولة الحرث ثابتة لكنّها ذو حدّين فهي خفيفة وسهلة الانتقال مع الريح وهي غنيّة بالفرغات لذا لا يجب حرثها كثيرًا للمحافظة على وصوليّة المياه إلى الطبقات السطحيّة لها كي لا يحدث انقطاع إثر الانتقال السطحي للمياه من باطن الأرض.