ما هي التكنولوجيا الكيميائية؟

ما هي التكنولوجيا الكيميائية؟
سارة علي
سارة علي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

الكيمياء هي أحد أفرع العلوم والتي تعنى بدراسة كلّ ما هو حولنا ذلك لأنّ كلّ شيء حولنا مصنوعٌ من الكيمياء حتّى أنفسنا! وهي من أكثر أنواع العلوم ارتباطًا بالأنواع الأخرى كالبيولوجيا والفيزياء والرياضيات والجيولوجيا، كان الغرض الأساسي منها هو التحويل، أي تحويل المواد إلى أخرى بواسطة التفاعلات الكيميائيّة.

أمّا التكنولوجيا فهي تعني توظيف التطبيقات والمعارف المُكتشفة لأهداف وغايات معيّنة في المجال الصناعي، لذا تعدّ التكنولوجيا الكيميائيّة أحد أهمّ أنواع التكنولوجيا في يومنا لكثرة ما نتطرّق إليها في حياتنا اليوميّة وبكافّة المجالات، لكن يخطئ الكثيرون باعتبار التكنولوجيا الكيمائيّة أحد مرادفات الهندسة الكيميائيّة وهو ليس صحيحًا، فالتكنولوجيا الكيميائيّة هي خليطٌ بين المعارف الكيمائيّة الأساسيّة والأدوات الهندسيّة، ينتج عنها مواد ووسائل جديدة تخدم المخابر والأسواق والصناعات.


ما هي التكنولوجيا الكيميائية؟

عندما نقول تكنولوجيا كيميائيّة قد يتبادر لذهنك تطبيقات واستخدامات المواد والعناصر والمركبات الكيميائيّة المختلفة وحسب، لكن ليس هذا كلّ ما في الأمر، فدور هذا النوع من التكنولوجيا أكبر بكثير ويشمل:

  • ابتكار تصاميم وطرق خلّاقة للتفاعلات والمركبّات وغيرها، معززّة الحالة الإبداعيّة في هذا المجال.
  • إنشاء معدّات وآلات وتشغيلها بواسطة الكيمياء.
  • إيجاد طرق جديدة لابتكار منتجات من المواد الخام بتوظيف التكنولوجيا.
  • جعل مراحل التصنيع أقلّ كلفةً وأكثر رفقًا بالبيئة، وهي من الأمور التي يتمّ التركيز عليها كثيرًا في هذا المجال.
  • تطوير المنتجات التجاريّة ومراقبتها، والقيام بالأبحاث والإشراف عليها لتحديد مستوى كفاءتها.
  • فحص الآلات وتطويرها في مصانع ومعامل الإنتاج للمواد الكيميائيّة والبتروكيميائيّة.

كيف تعمل في التكنولوجيا الكيميائية؟

لكي تكون اختصاصيًا في تكنولوجيا الكيمياء أي Chemical technologist يتطلّب الأمر إلى جانب إلمامك الواسع بالمعارف الكيميائيّة معرفتك بالعلوم الرياضيّة والتقنيّات والحواسيب، وهو ليس بالأمر الصعب لوجود العديد من الجامعات العريقة والمعتمدة التي تقدّم لك مجموعة مناهج دراسيّة تؤهلك لتصبح اختصاصيًا في تكنولوجيا الكيمياء بحيث لا تتجاوز فترة الدراسة عن العامين أو الثلاثة أعوام، يمكنك بعدها العمل في المختبرات العلميّة لمساعدة الكيميائيين والعلماء والمهندسين وفي المواقع الصناعيّة والتكنولوجيّة والبيئيّة وغيرها، وفي مجال الطب الشرعي والبتروكيمياء ومكافحة التلوث وتطوير الأدوية إلخ، لكن العمل الأكثر شيوعًا لهم هي أبحاث التطوير والإشراف للمنتجات والمركبات في البيئات المخبريّة تحت إشراف علماء ومهندسين كيميائيين، ولأن الكيمياء لن تتضاءل في الأهميّة كما هو الحال بالنسبة للتكنولوجيا تشكل المهن المرتبطة بها مسارًا وظيفيًا واعدًا.

ترتبط تكنولوجيا الكيمياء بالاقتصاد الكيميائي، وإعداد المواد الخام الداخلة في الصناعات واختبار نتائجها والإشراف عليها وتطويرها، كما يعنى بتخزينها وتحديد المتطلّبات اللازمة لتصميم وبناء المصانع الكيميائيّة، وتشمل التكنولوجيا الكيميائيّة عددًا كبيرًا من المنتجات التي لا يمكن الاستغناء عنها اليوم مثل: المنظفات، والأدوية، والألبسة والمنسوجات، والحافظات الغذائيّة، والطلاء، والمتفجرات، والملوّنات أو المنكهات الغذائيّة، والبلاستيك، والوقود، والبطاريّات وغيرها؛ فهي تسعى لتشمل كلّ شيء، وبالإمكان تتبّع تطبيقات تكنولوجيا الكيمياء العمليّة إلى عصور ما قبل التاريخ التي تتجلّى بالمعادن البدائيّة، وتحضير الطعام، والطب فهي ليست بالأمر الجديد لكنّها اليوم أكثر حضورًا وفاعليّة وتعدنا بمستقبلٍ أفضل تعدّ هي من أبرز ركائزه.


ما هي تطبيقات التكنولوجيا الكيميائية؟

يلعب المتخصصون في التكنولوجيا الكيميائية دورًا حيويًا مهمًا من خلال عملهم مع المهندسين والكيميائيين وذلك لتصنيع واختبار وتطوير المنتجات الكيميائية وهؤلاء العاملون يكونون ذوي مهارات عالية وهم أعضاء أساسيون في الفرق العلمية التي تقوم بأعمال أو أبحاث كيميائية أو غير كيميائية.

يعمل المتخصصون في التكنولوجيا الكيميائية ضمن المختبرات أو خارجها حيث بالإضافة لانهم عادة ما يأتون بالحلول الكيميائية لمعظم المشاكل الصناعية إلا انهم يشرفون أيضا على عمليات التصنيع لكي تتم بأمان وفعالية من حيث الكلفة والجودة وفقا لأعلى المعايير المهنية، ومن البحوث الأساسية التي تتجلى فيها التكنولوجيا الكيميائية هي إدارة النفايات الخطرة التي تكون ناتجة عن معالجة مخلفات المصانع أو المعامل النووية، بالإضافة إلى ذلك يعمل المتخصصون في التكنولوجيا الكيميائية على مراقبة خطوط الإنتاج من حيث الجودة والاختبار البيئي.

ويمكن التعرّف على التكنولوجيا الكيميائية عن طريق معرفة تطبيقاتها واستخداماتها في حياتنا اليومية ومن أهم هذه التطبيقات هي:


إنتاج وتطوير الوقود الحيوي أو الديزل

فمن خلال التكنولوجيا الكيميائية تحديداً عن طريق الأسترة التبادلية، ويستخدم الوقود الحيوي على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي غالبية هذا الوقود من مخلفات المحاصيل الزراعية وحبوبها كزيت النخيل أو فول الصويا بالإضافة إلى أنّه خلال السنوات الأخيرة وعبر التكنولوجيا الكيميائية تم اقتراح استخدام المخلفات الدهنية الحيوانية والزيوت النباتية كمواد بديلة مناسبة لإنتاج الوقود الحيوي.

والوقود الحيوي هذا الناتج عن بقايا الزيوت النباتية وشحوم اللحوم ودهون الدواجن بل ورسوبيات الصرف الصحي أظهر تأثيرات بيئية أقل بكثير من حيث التأثير على الاحتباس الحراري واستنفاد طبقة الأوزون وعمليات التحمض الناتجة عن انبعاثات الاحتراق وذلك مقارنة بالوقود التقليدي المصنوع من النفط المكرر، عن طريق التكنولوجيا الكيميائية تمكنا من خفض نسب التلوث الناتجة عن احتراق الوقود النفطي بحوالي 60% وذلك يعتبر إنجازا كبيرا للنظام البيئي خصوصا أن نواتج احتراق الوقود هي أحد الملوثات الأساسية في يومنا هذا.التكنولوجيا الكيميائية


الصناعات الدوائية

 تعتمد اعتمادًا مباشرًا على التكنولوجيا الكيميائية وذلك من حيث الأبحاث التي تقوم بها المعامل والمخابر الدوائية لاكتشاف أدوية وعقاقير جديدة بالإضافة إلى اختبارات الأدوية المتوافرة من حيث تأثيرها على صحة الإنسان والبيئة.


مستحضرات التجميل

 ورغم أن الأمر سيبدو غريبًا في البداية ولكن بعض صناعات مستحضرات التجميل تعتمد على التكنولوجيا الكيميائية في تصنيع الخلطات أو السواغات (السواغات هي المواد المضافة إلى المادة الفعالة لكي تكسبها شكلها أو طبيعتها فمثلا الغليسيرين يستعمل كسواغ لمعظم المراهم والكريمات) بالإضافة إلى صبغات الشعر.


تحويل المعادن

كانت تعني الكيمياء قديمًا تحويل مادة من شكل إلى آخر خصوصًا الذهب ولازالت حتى يومنا هذا تهتم التكنولوجيا الكيميائية في مجالات صناعة المجوهرات والحلي وبفضلها تم التوصل لخلطات من الفضة والحديد الذي لا يصدأ إضافة إلى خلطات الذهب القابلة للأكل التي تباع في المطاعم الفاخرة.

وبهذا فإنه قد لا يوجد تعريف دقيق وصريح لمصطلح التكنولوجيا الكيميائية فهي تشمل العديد من المجالات الواسعة ويمكن تعريف كل مجال منها على أنّه علم منفصل بحد ذاته، ولكن تجتمع كل هذه العلوم سويًا تحت غطاء واحد وهو الاعتماد على الأسس الكيميائية فيها، وتأتي بعدها التكنولوجيا لتضيف لهذه العلوم الفعالية اللازمة لجعلها تواكب قطار التطور السريع الذي يحصل وبفضلها مازالت الكيمياء أحد أهم العلوم وأكثرها بحثاً حتى يومنا هذا وأصبحت التكنولوجيا الكيميائية من أهم أنواع التكنولوجيا.

هل أعجبك المقال؟