ما هي الفاشية
يرتبط مفهوم الفاشية عادةً بالأنظمة النازية الألمانية والإيطالية التي وصلت للسلطة بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن العديد من البلدان الأخرى شهدت أنظمةً فاشيةً أو عناصر منها.
ما معنى كلمة الفاشية
يعتبر إيجاد تعريفٍ دقيقٍ للفاشية أمرًا صعبًا، إذ تعتمد الفاشية على الخصائص الفردية للبلد الذي تقوم فيه، الأمر الذي يسبب اختلافًا كبيرًا في الأنظمة. لذا يوجد العديد من التعاريف للفاشية، حيث يصفها بعض الناس بأنها مجموعةٌ من الإجراءات السياسية والفلسفية والحركات الجماهيرية. إلا أن معظم هذه التعاريف تتفق حول استبدادية الفاشية.
ويمكن القول إن الفاشية هي نظامٌ حكوميٌّ قوميٌّ استبداديٌّ، تهدف إلى مكافحة الشيوعية ومناهضة الليبرالية. وغالبًا ما تحظى السياسة الفاشية بتأييدٍ واسع النطاق باقتراح فكرة الحاجة إلى ولادةٍ وطنيةٍ جديدةٍ، وتشير هذه الفكرة إلى أن المجتمع الحالي وصل إلى الاضمحلال الأخلاقي وفقد عظمته فوجب تطهيره الآن. ويدفع زعيم الحكومة ومناصريها الشعب إلى الاستجابة لفكرة الحزب الواحد كاستجابةٍ للتهديدات العسكرية والمشاكل الاقتصادية. وعادة ما يكون زعيم الحكومة الفاشية ديكتاتورًا، بينما تتألف إدارته من أفرادٍ عسكريين.
وغالبًا ما يرى اليساريون أن الفاشية حركةٌ يمينيةٌ لأنها شددت على العرق أو الهوية الوطنية. إلا أن بعض المفكرين اليمنيين يصرّون على أنها حركةٌ يساريةٌ لأنها رفضت النزعة الاشتراكية الطبقية ووضعت ضوابطًا للاقتصاد. والحقيقة أن الفاشيين عادةً ما يعرّفون أنفسهم على أنهم مزيجٌ من السياسات التي ساعدت على الوصول للسلطة وتجديد شباب الأمة.
تاريخ الفاشية
بدأت الأفكار والنظريات التي أدت إلى تطور الفاشية في الثمانينيات. إذ جلبت نهاية القرن فكرةً مشتركةً واسعة النطاق مفادها أن المجتمع يعيش أزمةً ويحتاج إلى الخلاص منها. وكانت هذه الحركة معاديةٌ للديمقراطية والعقلانية بشكلٍ كبيرٍ. وهكذا استمرت هذه الأفكار في التطور على مدى العقود الثلاثة التالية حتى بداية الحرب العالمية الأولى التي أدت إلى تأسيس تشكل الحزب الفاشي.
وفي إيطاليا، اختلف أعضاء الحزب الاشتراكي على نهج الحرب، حيث عارض بعض الأعضاء في حين شكك البعض الآخر في ضرورته. وانضم بينيتو موسوليني –أحد الحكام الإيطاليين- إلى حركةٍ معاديةٍ للألمان وأسس مجموعةً خاصةً من الاتباع. وبحلول عام 1915، شكلت هذه المجموعة إيديولوجية تعرف باسم الفاشية واكتسبت مع الوقت الدعم والشعبية. وفي عام 1922، طلب ملك إيطاليا من موسوليني إنشاء حكومةٍ جديدةٍ، وهكذا أصبح موسوليني ديكتاتورًا فاشيًا وأعلن قيام الدولة الفاشية بحلول عام 1925.
وازدادت شعبية هذه الحرة السياسية، بدأت إيطاليا هجماتٍ عسكريةً دوليةً وحملات تطهيرٍ عرقيٍّ، الأمر الذي جذب انتباه الزعيم النازي أدولف هتلر. ومع نمو الحركة النازية، أصبحت الفاشية أكثر شعبيةً في جميع أنحاء أوروبا. وبدأت الاحتجاجات والثورات الفاشية، واعتمدت عدة حكوماتٍ هذا النظام.
إيجابيات وسلبيات الأنظمة الفاشية
إيجابيات الفاشية
- تعطي الأولوية لرفاه البلد: إذ تركز في حقيقتها على تحسين البلاد. فتنفق الحكومة الأموال على زيادة دفاعات البلد وضمان توافر الأسلحة والجنود المدربين والمركبات المسلحة لحماية البلاد ضد الغزاة. كما تنفق الحكومة الأموال على التحسينات الثقافية –كبناء المتاحف والمعالم الوطنية- للحفاظ على ثقافية البلاد.
- المساواة الاجتماعية الاقتصادية: تهدف الفاشية إلى المساواة بين أفراد الشعب والتخلص من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية. فتطالب الحكومة الأغنياء بالتخلي عن ثرواتهم لتوزعها على الفقراء.
- تسريع عملية صنع القرار: يتخذ الديكتاتور القرارات بشأن الحكومة ويتم تنفيذ القرار على الفور.
- تحسين السلام والنظام: لا وجود للجرائم الشائعة كالسرقة والسطو في الحكومات الفاشية. فبما أن الحكومة تملك سيطرةً كاملةً في كل النواحي، لذا يمكن أن تعاقب وبشدةٍ على هذه الجرائم وتثبط الناس عن ارتكابها، وتحافظ على السلام والنظام في البلاد.
سلبيات الفاشية
- إساءة استخدام السلطة: يستلم شخصٌ واحد السيطرة الكاملة على الأمة، الأمر الذي يعد خطيرًا لأنه وبغض النظر عن نية هذا الشخص إلا أن الطبيعة البشرية وحب السلطة قد يدفعانه لاستخدام منصبه لأداء مصالحه الخاصة بعيدًا عن مصلحة الأمة العامة.
- غياب حرية التعبير: لا تتسامح الفاشية مع النقد والمعارضة. ويمكن سجن أو إعدام أولئك الذي ينتقدون ديكتاتورًا أو يعارضون قراراته.
- توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء: من الناحية النظرية، تمهد الفاشية الطريق للمساواة بين الناس. إلا أن الحقيقة أن الأغنياء قد يفعلون أي شيءٍ في سبيل الحفاظ على ثروتهم ومركزهم، وهو الأمر الذي قد يدفعهم إلى عقد صفقاتٍ مع ديكتاتور البلاد للحفاظ على مكانتهم وأموالهم. كما لا يملك الفقراء أيّ خيارٍ للقيام بما يرغبون والسعي إلى مستقبلٍ أفضل، فهم أتباع الحكومة وعليهم الالتزام بما تريده.
- الإضرار باقتصاد البلاد: تثبط حقيقة أن الحكومة لها السيطرة الكاملة على جميع الصناعات الأجانب من الاستثمار وبدء الأعمال التجارية في البلاد، لأنهم يضطرون إلى الخضوع لقوانينٍ صارمةٍ ودفع مبالغٍ كبيرةٍ للحصول على إذن الحكومة للاستثمار. الأمر الذي يضعف اقتصاد الدولة كثيرًا. ونتيجةً لنقص المستثمرين ينفق الديكتاتوريون معظم أموال البلد على الدفاع العسكري مما يستنزف أموال البلاد في جانبٍ واحدٍ.