ما هي فوبيا الدم (هيموفوبيا)
في حال كنت من الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر عند رؤية جرح ينزف أمامك أو تشعر بالغثيان عند مشاهدة فيلم دموي، فأنت تعاني من فوبيا الدم (الهيموفوبيا) أو الخوف الشديد من الدم، وهو فوبيا رهاب شائع يندرج في الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي ضمن فئة “الرهاب المحدد” كجزء من رهاب “إصابات حقن الدم”.
تعريف رهاب الدم
رهاب الدم أو الهيموفوبيا Hemophobia، هو الخوف الشديد غير العقلاني من الدم، يحدث عادة بسبب رؤية دم شخص أو حيوان أو حتى تخيلات وأفكار عن الدم، ويعود ذلك لحدوث صدمة أو موقف مروع في مرحلة ما من الطفولة أو المراهقة المبكرة، وهو رهاب شائع جدًا، وكلمة هيموفوبيا مشتقة من الكلمة اليونانية haima والتي تعني الدم، وكلمة phobos والتي تعني الخوف، أمّا في اللغة الإنجليزية فإن كلمة haima تعني الهيموغلوبين وهو أحد مكونات الدم الذي يعمل على نقل الأكسجين من الرئتين إلى أجزاء الجسم المختلفة، أو لها معنى آخر وهو غسيل الكلى أي إزالة الشوائب من الدم.
أعراض فوبيا الدم
يعاني الشخص الذي تظهر عليه عوارض الهيموفوبيا من أعراض جسدية ونفسية متشابهة تتمثل في:
- الأعراض الجسدية:
- شعور بالضيق وآلام في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- تسارع في دقات القلب وزيادة ضغط الدم.
- شحوب في الوجه.
- قشعريرة ورجفان في الجسم.
- شعور بالدوار والغثيان.
- تعرق مفرط ونوبات ساخنة أو باردة.
- الأعراض النفسية:
- الشعور بالحاجة للهروب والاختباء.
- نوبات من القلق والذعر الشديدين.
- فقدان السيطرة على النفس.
- الانفصال عن الذات.
- العجز والخوف.
- الخوف من الموت.
- في بعض حالات فوبيا الدم قد يغمى على المريض.
كيف يمكن علاج رهاب الدم
في الحقيقة، لا توجد ضرورة ملحة لعلاج بعض أنواع فوبيا الدم، وخاصة إذا لم تكن تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية، على سبيل المثال يعاني بعض الأشخاص من فوبيا الثعابين لكن من غير المرجح أن يواجه الثعابين ضمن حياته ونشاطاته اليومية، لذلك فهذا النوع من الرهاب لا يستدعى العلاج المكثف لدى بعض المرضى، كما أن الخوف من رؤية الدم هو أمر منطقي ورد فعل طبيعي عند معظم البشر، لذلك نجد العديد من أفلام الرعب التي تستغل هذا الخوف الشائع عند البشر في إنتاج أفلام دموية أكثر، لكن في حال كنت تعاني من الأعراض السابقة في كل مرة تشاهد فيها قطرة دماء فمن المهم جدًا معالجتها لأنها بالتأكيد ستؤثر على حياتك اليومية وخاصة فيما يتعلق بالذهاب إلى الطبيب أو إجراء الفحوصات والعلاجات المخبرية، وكما هو الحال مع جميع أنواع الرهاب، يمكن استعمال أحد الطرق التالية:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): وهو نوع من العلاج النفسي يساعد المرضى على تعلم كيفية السيطرة على ردود أفعالهم وتغيير أنماط التفكير المزعجة والسلبية الضارة، وبالتالي سيساعدك في التغلب على خوفك والسيطرة على مشاعر القلق والتوتر.
- العلاج بالمواجهة والتعرض: يشمل هذا النوع من العلاج مجموعة من التقنيات والأساليب التي تستهدف العواطف والأفكار، حيث تحث الشخص على التعرض لمخاوفه بشكل مستمر، عن طريق ممارسة تمارين التخيل والتعامل مع الخوف من الدم بشكل مباشر وجهًا لوجه، كما يعتبر أحد أنجح أساليب العلاج ويمكنك من التخلص من فوبيا الدم ضمن جلسة أو جلستين فقط.
- تمارين اليوغا: تساعد تقنيات التنفس العميق وتصفية الذهن إلى التخفيف من التوتر والقلق الناتج عن الرهاب، كما تساعد في الاسترخاء والتقليل من الأعراض الجسدية المرافقة.
- وصف الأدوية: في بعض الحالات المستعصية والشديدة يمكن للأدوية أن تقلل من الأعراض والتوتر، لكنها ليست دائمًا علاجًا مناسبًا لأنواع معينة من الرهاب، لذلك استشر طبيبك قبل أي شيء.
- الطرق البديلة: يوجد بعض الطرق البديلة مثل العلاج بالكلام أو التنويم المغناطيسي، أو بعض التمارين التطبيقية التي تساهم في التقليل من آثار الرهاب وتكمن في شد عضلات الذراعين والساقين والجذع لمدة زمنية معينة حتى تشعر باحمرار وتدفق الدم لوجهك، تشير بعض الدراسات إلى أنّ هذه التقنية قد ساعدت بعض المرضى في مشاهدة مقطع فديو مدته 30 دقيقة لعملية جراحية تتضمن دمًا بدون حدوث إغماء للمريض.
يجب ألا تشعر بالخجل وألا تتردد وتتحدث إلى طبيبك في حال كنت تعاني من مخاوف حول هذا الرهاب، وخاصة إذا بدأ بالسيطرة على حياتك ومنعك من إجراء فحوصاتك الدورية، لأن هذا قد يهدد حياتك يومًا ما ويمنعك من علاج أمراض مستعصية لديك قد تحتاج فيها إلى أبر وتحاليل، ليس هذا وحسب، بل إن مواجهتك مخاوفك اليوم قد تساعدك في منع إصابة أطفالك مستقبلًا بمرض الهيموفوبيا، لأن الدراسات تقول إن هذا المرض يمكن أن يكون وراثيًا أيضًا.