ما هي مصادر الماء

سمر سليم
سمر سليم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

قبل الحديث عن مصادر الماء المختلفة، لا بد أن نعرّف الماء بكلماتٍ بسيطةٍ. الماء هو المادة التي تتمحور حولها كافة أشكال الحياة على كوكب الأرض، مادةٌ طبيعيةٌ فريدة لتواجدها في كافة الحالات الفيزيائية، السائلة والصلبة والغازية في درجات الحرارة الاعتيادية للأرض.

يغطي الماء حوالي 71% من سطح الأرض، وبفعل دورة المياه، تنتقل المياه على كوكبنا باستمرارٍ من مكانٍ إلى آخر ومن شكلٍ إلى آخر، مما يضمن تجدد الحياة على الكوكب باستمرارٍ..

تعتبر الأرض نظامًا مغلقًا، أي أن القليل جدًا من المادة - بما في ذلك الماء - يخرج أو يدخل الغلاف الجوي للكوكب، وبالتالي، فإن المياه التي تجري الآن على الأرض هي ذاتها التي كانت موجودةً منذ ملايين السنين، تتحرك في إطار حركةٍ طبيعيةٍ فيما يسمى الدورة المائية (التبخر فالتكاثف فهطول الأمطار والثلوج وهكذا...).

مصادر الماء - الدورة المائية (الهيدرولوجية) في الطبيعة

الدورة المائية (الهيدرولوجية) في الطبيعة

مصادر الماء

تمثل الموارد المائية المياه الطبيعية الموجودة على سطح الأرض، بغض النظر عن حالتها سواء كانت بخارًا أو سائلًا أو صلبًا، والتي يمكن للإنسان استخدامها. إليك أهم مصادر الماء:


المياه الجوفية (Groundwater Resources)

تمثل المياه الجوفية ما يصل إلى 98% من المياه العذبة السائلة، يتوضع جزءٌ كبيرٌ منها على أعماق كبيرة، ما يجعل تكاليف ضخها والاستفادة منها مرتفعةً إلى حدٍّ كبيرٍ.

المياه الجوفية هي المياه الموجودة تحت سطح الأرض في ظروف تشبع بنسبة 100%، وفي حال كانت النسبة أقل من 100% من التشبع، يسمى الماء عندها "رطوبة التربة". يمكن العثور على المياه الجوفية في طبقات المياه الجوفية، وهي كتلةٌ من الرواسب أو الصخور المشبعة بالمياه، والتي يمكن للماء أن يتحرك فيها بسهولةٍ.

تنتقل المياه الموجودة في الأرض عبر المسام الموجودة في التربة والصخور، وفي الشقوق، وتحدد كل من النفاذية (القدرة على الانتقال عبر الصخور أو التربة)، والمسامية (مساحة المسام الموجودة في الصخور والتربة) كمية المياه التي يمكن أن تتدفق عبر الوسط. تعني قيمة المسامية والنفاذية "العالية" أن الماء يمكن أن ينتقل بسرعةٍ.

تسهم مياه الأمطار وذوبان الثلوج التي تتسرب عبر الشقوق، في تجديد المياه الجوفية، وفي المقابل، تغذي المياه الجوفية الينابيع بشكلٍ طبيعيٍّ ويمكن تصريفها في البحيرات والجداول، كما يتم استخراجها من خلال حفر الآبار في طبقة المياه الجوفية، حيث يمكن استخراج هذه المياه إلى السطح بواسطة المضخات. بعض الآبار، والتي تسمى الآبار الارتوازية، لا تحتاج إلى مضخةٍ بسبب الضغوط الطبيعية التي تدفع المياه إلى الصعود والخروج من البئر.

تتعرض المياه الجوفية لمخاطر كبيرة حول العالم:

  • يتم استخدامها بشكلٍ أسرع مما يتم تجديده بشكلٍ طبيعيٍّ، في الواقع تواجه بعض المناطق في العالم نقصًا شديدًا بسبب استنزافها.
  • تتعرض المياه الجوفية للتلوث بالأنشطة البشرية المختلفة. في المناطق التي تكون فيها المواد الموجودة فوق الخزان الجوفي نفوذة، تتسرب الملوثات الناجمة عن مدافن القمامة، وخزانات الصرف الصحي، والإفراط في استخدام الأسمدة والمبيدات وغيرها، مما يجعل المياه الجوفية ملوثةً وبالتالي غير آمنةٍ للشرب..

المياه السطحية (Surface Waters)

المياه السطحية هي المياه الموجودة على سطح الأرض، تشمل المحيطات وبحار الأرض وهي المياه المالحة، والبحيرات والأنهار والجداول وهي المياه العذبة.


المياه السطحية العذبة

تشكل المياه العذبة 2.5% فقط من مصادر الماء على الأرض، ومعظم المياه العذبة (ما يصل إلى 69%) متجمد في الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي، ويتركز الجزء غير المتجمد بنسبة 30% كمياهٍ جوفيةٍ، في حين أن 0.27% منها سطحية..

المياه السطحية العذبة هي الجداول والبحيرات، يرتبط هذا المورد بشكلٍ أساسيٍّ بالنشاط البشري، كمياه الشرب، والري، والصناعة، وتربية الماشية، والنقل وتوليد الطاقة الكهرومائية، إذ تسهم المياه السطحية في حوالي 63% من إمدادات المياه العامة، وتؤمن 58% من مياه الري، أما الصناعة، فتحصل على ما يقارب 98% من مياهها من أنظمة المياه السطحية..

يعتبر الحفاظ على هذا المصدر وجودته أهمية قصوى، فمع النمو المستمر والمتزايد للسكان، وتوسع الأنشطة البشرية، تزايدَ الطلب على المياه السطحية، وتتزايد المخاوف حول استدامة هذه الموارد، حيث يتم استخدامها بأقصى طاقتها في مناطقَ مختلفةٍ من العالم.

كما تتعرض جودة المياه السطحية للتدهور التدريجي لأسباب مختلفة أهمها:

  • الاستخدام المفرط.
  • تسرب الأسمدة المعدنية والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب إليها، مما جعلها غير صالحةٍ للاستهلاك البشري وتسبب باضطراب النظم البيئية المائية.
  • التخلص غير السليم من مياه الصرف الصحي، وتصريف النفايات الصناعية غير المعالجة التي تحتوي موادًّا سامةً، كثنائي الفينيل متعدد الكلور وغيره.
  • تصريف المياه المستخدمة لتبريد محطات الطاقة النووية، والمرافق الصناعية الأخرى فيها، مما ينتج عنه في التلوث الحراري..
تلوث البحيرات بمياه الصرف الصحي وعوادم المعامل

تلوث البحيرات بمياه الصرف الصحي وعوادم المعامل

المياه المالحة

تشكل المحيطات، وهي أكبر مصادر الماء السطحية، ما يقارب 97% من المياه السطحية للأرض، إلا أنها ذات ملوحةٍ عاليةٍ، ويستفاد منها في:

  • عمليات التعدين والصناعة وتوليد الطاقة.
  • تلعب المحيطات دورًا حيويًّا في الدورة الهيدرولوجية، وفي تنظيم المناخ العالمي، وفي توفير الموائل لآلاف الأنواع البحرية.
  • تبقى الاستفادة منها محدودةً في تأمين المياه الصالحة للشرب نظرًا لارتفاع تكاليف تحليتها.

مياه الصرف الصحي

يبدو مستغربًا للوهلة الأولى اعتبار مياه الصرف الصحي مصدرًا من مصادر الماء .. في الواقع، تعتبر المياه المستخدمة في الأنشطة البشرية المنزلية والتصنيعية والزراعية؛ ويتم التخلص منها من خلال المصارف وأنظمة الصرف الصحي، من مصادر المياه في العالم.

وبهدف الاستفادة منها مجددًا، تحتاج هذه المياه لإعادة تدوير للتخلص من العناصر السامة التي قد تحملها نتيجة الاستخدام، وهي من الممارسات الشائعة في العديد من الدول، ورغم ذلك، لا تزال معظم مياه الصرف الصحي تُلقى في المياه السطحية كالبحيرات والأنهار مسببةً تلوثها، ويتم توجيه الجهود لمنع المعامل والمنشآت من التخلص من مياه الصرف الصحي في البحيرات والأنهار، للمحافظة على المياه التي نعيش منها..


توزع مصادر الماء على الأرض

مياه المحيطات%97.2
الأنهار الجليدية والجليد%2.15
المياه الجوفية%0.61
بحيرات المياه العذبة%0.009
البحار الداخلية%0.008
رطوبة التربة%0.005
الغلاف الجوي%0.001
الأنهار%0.0001
نسب توزع المياه على كوكب الأرض
هل أعجبك المقال؟