ما هي نقطة الأوج
يُلاحظ في مجموعتنا الشمسية أنّ كل كوكبٍ يدور حول الشمس على مسافةٍ ثابتةٍ، في شكلٍ بيضاويٍّ تقريبًا، وهو ما يُسمى بالمدار، لكن هذه المدارات يكون بها جزءٌ قريبٌ للشمس وآخر بعيد، فقد اتضح أنّ هذه المدارات ليست دائريةٍ، كما هو مألوفٌ لدى البعض ولكنها بيضاوية الشكل، والجزء القريب يُسمى الحضيض الشمسي، والجزء البعيد يُسمى بـ نقطة الأوج وهو محور مقالنا.
الأوج (aphelion) كلمة أصلها كلمتين يونانيتين، وهما (Apo) والتي تعني بعيد، وكلمة (Helion) وهو إلهٌ يونانيٌّ للشمس وإتحاد الكلمتين يعطي معنى شئ بعيد عن الشمس، كذلك كلمة (perihelion) والتي تعني الحضيض الشمسي، فكلمة (Peri) تعني قريب، وكلمة (Helion) تعني الشمس، أيضًا إتحاد الكلمتين يعطي معنى قريب من الشمس.
ما هي نقطة الأوج
هي عبارةٌ عن أبعد نقطةٍ تبعد عن الشمس في مدار الكوكب أو المذنب أو أي جسمٍ سماويٍّ يدور حول الشمس في مداره.
مثال على حالة الأوج، تدخل الأرض في نقطة الأوج في مدارها على مسافةٍ تقدر بحوالي 152.6 مليون كيلومتر، في شهر يوليو وهي مسافةٌ بعيدةٌ للغاية، وتُعد أبعد نقطة للأرض في مدارها عن الشمس، على الرغم من أنها تكون في مدارها على مسافة 147.5 مليون كيلومتر مربع في شهر يناير، في منطقةٍ تسمى الحضيض الشمسي، وهي أقرب منطقةٍ للشمس على المدار الخاص بالأرض، إنه فرقٌ كبيرٌ يصل لحوالي 5 مليون كيلومتر تقريبًا.
هل للأوج أو الحضيض علاقة بالمناخ
هناك اعتقادٌ سائدٌ بين الناس بأنّ الحضيض والأوج يؤثران على المناخ، ولكن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا تمامًا، فكيف يؤثرا على المناخ وتصل الأرض للأوج - أبعد نقطة عن الشمس - في شهر يوليو (فصل الصيف) وأيضًا تصل للحضيض - أقرب نقطة للشمس - في شهر يناير (فصل الشتاء) فإذا كان الحضيض أو الأوج مسؤولان حقًا عن المناخ لكانت الأرض أكثر دفئًا في شهر يناير، وأكثر بردًا في شهر يوليو، لكن هذا لا يحدث، بل العكس، فشهر يناير يعد أشهر الشهور الشتوية، وكذلك شهر يوليو من الشهور الصيفية.
إذن ما الذي يؤثر على المناخ، ويغير الفصول؟ هذا يحدث بسبب إمالة محور الأرض، مما يؤدي إلى حدوث تغيرٍ في مواسم الأرض، وليس للبعد أو القرب من الشمس أثناء الأوج أو الحضيض أي علاقةٍ بالمناخ إلا بالمدة.
لقد وجد العلماء أيضًا أنه عند وصول الأرض أو أي مذنبٍ إلى نقطة الأوج فإنّ سرعته تتباطئ، ولكنها تكون سريعةً عند الحضيض الشمسي، وهذا بدوره يؤثر على مدى الفصل الشتوي أو الصيفي، فمثلًا عندما تكون الأرض في نقطة الأوج والتي تحدث أثناء فصل الصيف في شهر يوليو ( شهر صيفي ) فإن سرعة الأرض تتباطئ، مما يُطيل مدة الانقلاب الصيفي للخريف حيث تكون مدة الصيف حوالي 92 يومًا، وتطول تلك المدة بسبب بطء حركة الأرض.
أما عن فصل الشتاء ففي شهر يناير تصل الأرض إلى نقطة الحضيض الشمسي، وهذا يحدث في فصل يناير الشتوي، وعند نقطة الحضيض الشمسي تصبح حركة الأرض سريعةً، فتقل مدة الشتاء مقارنةً بمدة الصيف التي قد تصل إلى 89 يومًا، حيث أنّ الانقلاب الشتاءي للربيع غير طويلٍ مقارنةً بالانقلاب الصيفي الخريفي، وذلك بسبب سرعة حركة الأرض في الشتاء، وهنا يتمثل تأثير نقطة الأوج ونقطة الحشيش الشمسي على الفصول المناخية.
أما عن المدارات فقد يجهل الكثيرون أنها بيضاويةٌ وليست دائريةً، ولها العامل الأكبر في الأوج أو الحضيض، لكن أكثر المدارات غرابةً هو مدار كوكب بلوتو فمن المعروف أن ذلك الكوكب بعيدًا جدًا عن الشمس، حتى أنه تم استبعاده من قبل من كواكب المجموعة الشمسية، إلا أنهم وجدوا أن مداره غريبٌ جدًا فهو طويلٌ جدًا ونحيفٌ، مما يجعل مداره غريبًا عن المدارات الأخرى وذلك لأن مداره ممتدًا جدًا.
متى نستخدم مصطلح نقطة الأوج والحضيض الشمسي
تُستخدم هذه المصطلحات في حالة الشمس فقط، لكن في حالة إذا كان هناك أجسامٌ أخرى تدور حول أي جسمٍ غير الشمس فلا تحصل على مصطلحات الأوج او الحضيض الشمسي، فمثلًا القمر يدور في مدار حول الشمس وعند وصوله لأبعد نقطةٍ يطلق عليه (apogee) وعند وصوله لأقرب نقطة (perigee) يُطلق عليه هذا المصطلح.