مراحل البناء

كان البناء والتطور العمراني ولا يزال أحد أهم مظاهر الحضارة الإنسانية، وما الأهرامات والمدرجات الرومانية وغيرها من المباني والمنشآت القديمة التي خلفتها الحضارات السابقة إلا دليلًا على أهمية العمارة بالنسبة للإنسان، فما هي الطرق والمنهجية التي يستخدمها الإنسان في إنشاء الأبنية في القرن الواحد والعشرين؟

في الواقع قد تختلف المشروعات قيد الإنشاء من حيث الحجم وعدد أصحاب المصلحة المعنيين والميزانية وتاريخ التسليم، وغيرها من التفاصيل؛ لكن وبشكلٍ عام تتفق معظم المشاريع الإنشائية بعدد من المراحل والخطوات من البداية حتى النهاية.

يبدأ أي مشروع إنشائي بتحديد الأطر العامة له ودفاتر الشروط المطلوبة التي يرغب بها العميل صاحب المصلحة.

تطول هذه المرحلة أو تقصر حسب إلحاح حاجة صاحب المشروع، فقد تستغرق ما بين بضعة أيام حتى بضعة أشهر أو ربما أكثر.

بعد الاتفاق على الأطر العامة للمشروع والهدف منه وحجم ميزانيته، تبدأ الخطوة العملية الأولى وهي تحديد الموقع وهنا من المفيد تذكر النصيحة القائلة عند اختيارك للمنزل الذي ستسكنه تأكد من ثلاث شروط هي الموقع ثم الموقع ثم الموقع.

تقع مهمة تحديد الموقع على صاحب البناء، ولكن مع وجود ومشورة فريق المهندسين المشرفين على المشروع لتقديم النصائح المعمارية، وكذلك كل ما يتعلق بطبيعة التربة التي سيقوم عليها المشروع.

وبعد اختيار الموقع يجب زيارة الدوائر العقارية الرسمية المختصة للتأكد من سلامة الموقع من الناحية القانونية وهل من الممكن ترخيص أبنية في المكان المختار.

من المؤكد أن عملية التصميم هي من مهام المهندس المشرف والمنفذ للمشروع، ولكن صاحب المشروع هو من يضع شروط التصميم، ففي نهاية المشروع فإن صاحب المشروع هو من سيسكن أو يستفيد من البناء.

قبل أن يبدأ فريق المهندسين بالتصميم، يحدد صاحب البناء المحددات والمفاهيم الأساسية لطبيعة وشكل البناء؛ مثل مساحة غرف المعيشة، وعدد غرف النوم التي يجب أن تكون في البناء، بالإضافة إلى شكل المطبخ وموقعه، وكذلك موقع غرف الضيوف، والشكل المعماري الخارجي للبناء، وغيرها الكثير من التفاصيل.

تطول هذه المرحلة أو تقصر حسب وضوح الصورة النهائية للبناء في ذهن أصحاب المشروع، كما يساهم المهندس المعماري بشكلٍ كبير في تسريع هذه المرحلة عبر إطلاع المستفيد على نماذج معمارية مميزة وقريبة من رغباته.

بعد الحصول على التصميم المرغوب واعتماده وتحديد موقع البناء، يكون من الضروري توثيق كل تفاصيل التصميم وتحديد المسؤوليات بشكلٍ قانوني مع فريق المهندسين والمقاول الذي سيشرف على عملية البناء، ومن الضروري هنا استشارة محامي أو خبير قانوني ثقة.

في هذه المرحلة أيضًا تحدد الميزانية والمبالغ المالية التي ستدفع ويضبط كل ذلك بالمستندات والعقود الموثقة.

بعد التوثيق القانوني يُشكل فريق المشروع وعادةً ما يتألف من:

تقع على فريق المشروع بالتعاون الوثيق مع المقاول مهمة إعداد موقع البناء قبل بدء العمل، حيث يتوجب على فريق المشروع زيارة موقع العمل لإجراء اختبارات التربة اللازمة بهدف اكتشاف أو التنبؤ بأي تحديات بيئية قد تحدث أثناء عملية البناء.

بعد أن تجرى كافة الاختبارات البيئية للموقع، يجتمع فريق المشروع مع سلطات المدينة وتُناقش جميع الخطط والنتائج بشكلٍ رسمي قبل البدء بالمرحلة التالية.

يقوم فريق المشروع في هذه المرحلة بتأمين القوى العاملة وشراء كل المواد والمعدات اللازمة للعمل.

يمكن أن تكون هذه المرحلة من المشروع معقدة وصعبة إلى حدٍّ ما حسب حجم المشروع والموارد المتاحة وتاريخ البدء المتفق عليه، لذلك فقد أحدثت شركات المقاولات الكبيرة أقسام خاصة بالمشتريات لتسريع هذه المرحلة وإنجازها بالجودة المطلوبة.

تبدأ مرحلة البناء بعقد اجتماع لفريق المشروع والمقاول ورؤساء العمال حيث يناقش في هذا الاجتماع:

بمجرد انتهاء الاجتماع والاتفاق على كل النقاط المذكورة، يبدأ العمل الفعلي في المشروع وتنطلق الأعمال الإنشائية.

من البديهي أن المشروع لا ينتهي مع انتهاء عمليات البناء والإكساء، ولكنه يقترب كثيرًا من نهايته. يمكننا أن نقسم مرحلة ما بعد البناء إلى ثلاث خطوات.

يجري فريق المشروع فحصًا كاملًا للمبنى ويتأكد من تحقيقه للمواصفات المرغوبة، طبعًا لا تستغرق هذه المرحلة وقتًا طويلًا فهي مكملة لمراحل الفحص أثناء مرحلة البناء.

بعد عملية الفحص يستلم صاحب المشروع مفاتيح البناء ويُعطى فترة زمنية مناسبة لاستخدام البناء والتحقق من عمل كافة المرافق.

هذه هي الخطوة الأخيرة من المشروع حيث يقوم فريق المشروع بالتأكد من إنهاء كافة الاتفاقيات والعقود بشكل سليم، والتحقق من خلو المشروع من أي نوع من الأعباء القانونية الممكنة.

ملاحظة: تذكر بعض المراجع مراحل أكثر لعملية البناء وتضيف الكثير من التفاصيل ولكن بشكلٍ عام يمكن تضمين كل التفاصيل في المراحل التي ذكرناها في مقالنا هذا.