معلومات حول ساعة رولكس
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
تعتبر شركة رولكس في وقتنا الحالي أهم وأكبر شركات تصنيع الساعات الفاخرة، إذ تقوم الشركة بتصنيع ما يزيد عن 2000 ساعةٍ يوميًّا، وبمبيعاتٍ سنويةٍ تتخطى 7 مليار دولار. تقوم الشركة السويسرية بتصنيع، وتوزيع، وتقديم ساعاتها الفاخرة من خلال الوكلاء المعتمدين، تحت مسمى العلامتين التجاريتين رولكس (Rolex) وتودور (Tudor). إليك في هذا المقال، مسيرة الشركة الحافلة بالنجاح في تصميم ساعة رولكس بدايةً تأسيس الشركة، وحتى يومنا هذا.
.
تأسيس شركة رولكس
ولد هانز ويلزدورف (Hans Wilsdorf)، مؤسس شركة رولكس، في ألمانيا قبل أن ينتقل في شبابه لسويسرا، وعمل هانز هناك ضمن شركةٍ لتصدير الساعات تدعى (La Chaux-de-Fonds)، ثم انتقل بعدها إلى مدينة لندن، وأسس فيها عام 1905 مع صهره ألفريد دايفز (Alfred Davis) شركةً أسموها (Wilsdorf & Davis Ltd)، لتجميع وبيع وتسويق الساعات التي كانوا يقومون باستيرادها من سويسرا.
قام ويلزدورف بمخاطرةٍ كبيرةٍ عند تأسيس الشركة، حيث ركز على استيراد وبيع ساعات اليد في وقتٍ كان فيه أغلب الرجال يفضلون الساعات الكبيرة التي توضع في الجيب. أثبتت مخاطرة ويلزدورف نجاحها في وقتٍ لاحقٍ؛ إذ توالت نجاحات الشركة في الفترة التي تلت تأسيسها، واستمر نجاحها حتى يومنا هذا.
أطلق ويلزدورف اسم رولكس على شركته عام 1905، وتم تسجيل الاسم كعلامةٍ تجاريةٍ للشركة، كما أوضح توجه شركة رولكس في إنتاج ساعات رولكس الفخمة، وهي ساعاتُ يدٍ عصرية ورجولية وأنيقة. كان ويلزدورف بارعًا في التسويق للساعات التي تنتجها شركته، إذ تمكن في عام 1914 من الترويج لساعاته وذلك باستغلال نجاح إحداها في اختبار المتانة – الذي كان يُجرى عادةً لأجهزة الكرونومتر البحرية – كأول ساعة يدٍ تجتاز هذا الاختبار، ومنها تمكن من تسويق ساعات رولكس كساعاتٍ متينةٍ تتحمل أي عواملَ خارجيةٍ قد تتعرض لها.
بقيت الساعات التي تصنعها الشركة تعرف باسم ساعات ويلزدورف، ما دفع مالك الشركة إلى تغيير اسم شركته إلى Rolex Watch Co. Ltd، وذلك في عام 1915، في محاولةٍ منه لدفع الناس لنسيان اسم ويلزدورف، كون الاسم يعود لأصولٍ ألمانيةٍ في وقتٍ كانت بريطانيا العظمى تحارب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
.
تاريخٌ من الابتكار
ازداد الطلب على ساعة رولكس في تلك الفترة بشكلٍ متسارعٍ، وازدادت معها الضرائب التي قامت الحكومة البريطانية بفرضها على ويلزدورف وشركته السويسرية، ما دفعه لترك لندن، ونقل شركته إلى مدينة جنيف السويسرية. تمكن ويلزدورف بذلك من تقليل تكاليف إنتاج الساعات ضمن شركته، ما سمح له بالتوجه نحو حل كثيرٍ من المشاكل والعقبات التي واجهت ساعات اليد التي صنعتها شركته في تلك الفترة، ومن أهم هذه العقبات، مشكلة الرطوبة والغبار الذي يتسرب إلى داخل إطار الساعة ما يتسبب في حدوث مشاكلَ في حركة دوران عقاربها.
للتغلب على تلك المشكلة؛ قام فريق عمل الشركة بتطوير إطارٍ للساعة محكم الإغلاق، بحيث لا يدخل إلى الساعة أي عاملٍ خارجيٍّ قد يؤثر على عملها، قام ويلزدورف بإطلاق لقب أويستر (Oyster) على هذا الإطار، وليبدأ استخدامه عام 1926، حيث لقي استحسانًا كبيرًا من الناس. واجه هذا الإطار الجديد في وقتها بعض المشككين في قدرته على مقاومة العوامل الخارجية كالرطوبة والغبار، ما استدعى ويلزدورف وشركته القيام بحملةٍ إعلانيةٍ كبيرةٍ لدحض أي شكوكٍ لدى الناس، وإثبات قدرة الاكتشاف الجديد في حماية مكونات ساعة اليد الداخلية.
لم تقف الشركة عند هذا الحد، بل تمكنت عام 1931 من انتاج أول ساعة رولكس تجارية أتوماتيكية مقاومة للماء، سُميت (Oyster Perpetual)، اعتبرت وقتها إنجازًا عظيمًا جعل من شركة رولكس الشركة الرائدة في مجال إنتاج الساعات، نتيجةً لمتانة ساعات رولكس التي تقوم الشركة بتصنيعها، بالإضافة إلى الميزات والابتكارات التي سبقت عصرها.
.
ساعة رولكس .. التميز في فن الدعاية والإعلان
منذ بداية إنشاء الشركة، عمل ويلزدورف على استغلال فنون الدعاية والإعلان للترويج للساعات التي تصنّعها شركته، واستمرت الشركة لاحقًا في اتباع ذات الخطوات، إذ ارتبط اسم رولكس مع مرور الزمن بالكثير من الأفلام والممثلين الكبار في هوليوود، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الخيالية كجيمس بوند، العميل السري البريطاني، الذي كان نجمًا في سلسلةٍ من الأفلام التي حملت اسمه، فارتبط اسم رولكس بالشخصية، وظهرت الساعات التي تنتجها الشركة في أغلب أفلام السلسلة كساعة اليد التي يرتديها البطل دائما.
.
استخدمت الشركة طرقًا مبتكرةً أخرى في الإعلان عن جودة منتجاتها، ودرجة التحمل العالية للساعات التي تصنّعها، حيث قامت الشركة عام 1960، بإرسال ساعة صممت لهذا الغرض تدعى (Rolex Deepsea)، إلى قعر خندق مارينا، وهو أعمق نقطة على سطح الأرض، إذ تم ربط الساعة على السطح الخارجي لمركبة تريستي (Trieste)، التي قام عالما المحيطات، جاك بيكارد ودان والش، بإرسالها إلى قعر الخندق، ولتتمكن بالفعل الساعة من مقاومة ضغط المياه الهائل أسفل الخندق، وتعود إلى سطح الماء بعد الرحلة وهي تعمل، الأمر الذي اعتبر وقتها دليلًا على متانة وجودة تصنيع ساعات رولكس. عاودت الشركة الكَرّة عام 2012، وأرسلت إحدى ساعاتها إلى خندق مارينا، وتمكنت الساعة من الصمود في مواجهة ضغط المياه، ولكن هذه المرة على عمقٍ أكبر بكثيرٍ من العمق الذي وصلت إليه عام 1960.
.