معلومات حول مدينة فاس

فادي مشكاف
فادي مشكاف

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تقع مدينة فاس (Fès) شمال المغرب في منطقة وادي فاس على ضفاف نهر سبو (Sebou)، وتعتبر أقدم مدن المملكة المغربية، وتتألف من قسمين يقع أحدهما على الجانب الشرقيّ لوادي فاس والآخر على الجانب الغربيّ، حيث أسّس إدريس الأول (إدريس بن عبد الله) عام 789 القسم الشرقيّ من مدينة فاس، بينما أنشأ إدريس الثاني القسم الغربيّ عام 809، وتوحّد القسمان في ظل حكم الدولة المرابطيّة في القرن الحادي عشر، لتصبح إحدى المدن الإسلاميّة الرئيسيّة في المنطقة، وقد بلغت المدينة أوج ازدهارها وأصبحت مركزًا مهمًّا للتعليم والتجارة في ظل حكم المرينيين (أو بني مرين، سلالة أمازيغية حكمت منطقة المغرب مدّة من الزمن) في منتصف القرن الرابع عشر.


أصل تسمية مدينة فاس

يعود أصل اسم فاس إلى كلمة فأس في اللغة العربيّة، وهي الأداة التي استخدمها إدريس الأول في رسم حدود المدينة، حيث دخل مع جيشه المغرب هربًا من بطش الدولة العثمانيّة واستخدم فأسه لتحديد بداية حدود المدينة التي سيبنيها، وظلت مدينة فاس عاصمةً لدولة المغرب حتى عام 1925، وفي الوقت الراهن تعتبر المدينة عاصمة جهة فاس مكناس (إحدى الجهات الإداريّة في التقسيم الجديد للمملكة المغربيّة)، كما قُسّمت إداريًّا إلى ثلاث مناطقَ تشمل فاس البالي وهي المدينة القديمة، وفاس الجديد والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبّان الاستعمار الفرنسي للبلاد..


تاريخ مدينة فاس

تعدّ مدينة فاس أكثر مدن المملكة المغربيّة تصوّفًا، حيث كانت عاصمة المغرب والمركز الروحيّ للدولة في عهد الحاكم إدريس الثاني، وتتمتّع بموقعٍ استراتيجيٍّ هامٍّ حيث تمتدّ على جانبيّ وادي فاس، وتقع على مفترق طرق القوافل التجاريّة القديمة التي تشكّل نافذة الإمبراطوريات الصحراويّة مثل تمبكتو (Timbuktu)، وتكرور (Takrur) على البحر المتوسّط، ولذلك ازدهرت المدينة وأصبحت مركزًا تجاريًّا هامًّا.

جذبت المدينة الفلاسفة وعلماء الرياضيات والفلك واللاهوتيين من جميع أرجاء العالم، والذين لجؤوا إلى أمهر الحرفيين لبناء المنازل والقصور المميّزة، كما قام الحكّام أيضًا ببناء المساجد والمدارس الدينيّة لنشر دين الإسلام في المدينة والمنطقة. بدأت مدينة فاس بفقدان سيطرتها وقوتها مع بدايات القرن التاسع عشر وتراجع النشاط التجاري إلى حدٍّ كبيرٍ، ولكنّها لا تزال تتمسك بتقاليدها وعاداتها وتعتبر المدينة الأكثر تدينًا في المغرب، كما أنّها أكبر تجمعٍ حضريٍّ خالٍ من السيارات في العالم، إذ يعتمد أهالي المدينة على استخدام العربات التي تجرّها الحمير لنقل البضائع والتنقّل ضمن أزقّة المدينة الضيّقة. يقدّر حاليًّا عدد سكان المدينة بحوالي 90000، وتجذب إضافةً لذلك عددًا كبيرًا من السيّاح سنويًّا. .


الزراعة والنشاط التجاريّ في فاس

تحيط الهضاب بالمدينة وتنتشر فيها البساتين والحقول المختلفة، ولا سيما بساتين الزيتون، كما تتميّز مدينة فاس بزراعة المحاصيل المختلفة، ومن أبرزها القمح والفاصوليا والعنب ومختلف أنواع الحبوب، كما يشتهر أهالي المدينة بتربية المواشي المختلفة كالأغنام والماعز والأبقار، وتعدّ المدينة مركزًا تجاريًّا هامًّا، فضلًا عن شهرتها بالحرف اليدويّة، وكانت المكان الوحيد الذي يصنع فيه الطربوش حتى أواخر القرن التاسع عشر، وتنتشر في المدينة العديد من الصناعات والحرف اليدويّة الأخرى مثل صناعة الجلود والفخار، وفي عام 1981 أدرجت منظمة اليونسكو (UNESCO) مدينة فاس كموقعٍ للتراث العالميّ. .


المواقع السياحيّة

نظرًا لتاريخ المدينة العريق، وكونها إحدى مدن المملكة المغربيّة القديمة الأربع، وبسبب حفاظها على تراثها وتاريخها، أصبحت مدينة فاس واحدةً من أهم المدن والوجهات السياحيّة في المغرب، حيث تتمتّع بغناها بالمواقع الأثريّة المثيرة للاهتمام، ومن بينها:

  • المدينة القديمة: تتميّز مدينة فاس القديمة بمناظرها الخلابة وساحاتها وأسواقها الخاطفة للأنظار، ويمكنك عند زيارتها المرور في أزقتها الضيّقة وزيارة أسواقها الشعبيّة الأثريّة ورؤية متاجرها ومحالها التجارية المميّزة، كما يمكنك اكتشاف فنون العمارة القديمة برؤية المنازل التاريخيّة، بالإضافة إلى كل ذلك يمكنك زيارة ورشات الحرف اليدويّة والتعرف على طريقة صنع هذه التحف الفنيّة اليدويّة.
مدينة فاس القديمة
  • مكتبة القرويين: أسّست فاطمة بنت محمد الفهري مكتبة القرويين في عام 859 لتكون كنزًا مغربيًا مميزًا، بالإضافة لكونها مركزًا ثقافيًّا أيضًا، لتعكس جمال دولة المغرب وتاريخها العريق من خلال فن العمارة المميّز المستخدم في بناء المكتبة. .
مكتبة القرويين في مدينة فاس
  • مدرسة العطّارين: تعتبر مدرسة العطّارين مثالًا جيّدًا على إبداعات المرينيين في فن العمارة في مدينة فاس وقد بنى المدرسة السلطان المريني أبو سعيد في عام 1325. يتميّز الفناء بزخرفته الفريدة من نوعها، واستُخدم بلاط الزليج الفسيفسائيّ الذي يعتبر أحد أنواع فنون العمارة الإسلاميّة العريقة، كما استُخدم خشب الأرز بكثرةٍ في تزيين الأبواب وصناعة المنحوتات.
مدرسة العطّارين
  • مدرسة بوعنانيّة: أنشأ السلطان المريني بوعنان المدرسة بين عاميّ 1350 و 1357، وهي من قلائل المدارس الدينيّة الموجودة في مدينة فاس والتي يُسمح لغير المسلمين بدخولها، وتعتبر المدرسة جوهرةً معماريّةً متألّقة بما تحويه من منحوتاتٍ وزخارفَ خشبيةٍ وحجريّةٍ، وهي واحدةٌ من أكثر المباني جمالًا في المغرب. .
مدرسة بوعنانيّة
هل أعجبك المقال؟