ما معنى اسم عفراء في معجم لسان العرب و صفات حامل الاسم

اسم عفراء من الأسماء العربية القديمة، وهو اسم أرض المحشر، فقد ذُكِرَ عن النبي محُمَّد قوله في أرض المحشر”يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاء، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ”. سنتعرّف في هذا المقال عن معنى اسم عفراء بشكلٍ مفصّلٍ، ما معناه في لغتنا العربية، في الإسلام والقرآن الكريم، وهل هناك مشاهير أو أعلام يحملون هذا الاسم؟

عفراء من الفعل عَفِرَ، مصدره عَفَر،ٌ فهو أَعْفَرُ، وهي عَفْرَاء وجمعه عُفْرٌ، وقد ورد في معجم لسان العرب لابن منظورٍ في معنى عفراء بأنها خالصة البياض، وأرض عفراء هي بيضاء لم توطأ، وفي القاموس المحيط: العفراء البَيْضاءُ، واسمُ أرضٍ، وقَلْعَةٌ بِفَلَسْطِينَ، وقَصْرُ عَفْراءَ موضع بالشام قُرْبَ نَوَى، والعَفْرَاءُ هي الليلة الثالثةَ عشرة من ليالي الشهر القمري، وهو اسم نوعٍ من أنواع الظباء البطيئة الحركة.

عفراء من الأسماء المطروقة إلى حدٍّ كبيرٍ، فنجده مستخدمًا في التاريخ القديم والمعاصر، ويطلق على أسماء الأماكن أيضًا، ومنها مركز العفراء من مدن المملكة العربية السعودية، أكبر مراكز محافظة بلقرن مساحةً وسكانًا، التابعة لمنطقة عسير الإدارية. إنّ غِنى محافظة بلقرن بمحميّات الطيور والحيوانات البريّة، وما تضمّه مدينة عفراء من أوديةٍ، ومتنزهاتٍ، وأشجار السّدر والطّلح، إضافةً إلى مراكز التسوق، وعددٍ من الأسواق القديمة، كل ذلك جعل منها مقصدًا للزوار، وقد شهدت المدينة تطورًا عمرانيًّا وثقافيًّا أسوة بمدن المملكة.

من أشهر ما قيل في عفراء هو ما كتبه عروة بن حزام في ابنة عمه أبي عفراء؛ والتي أحبها منذ الصبا، بعد أن زوجها والدها لغيره، فقال في قصيدته:

بما أن الأصل في الأسماء الإباحة، ما لم يأتِ نصٌّ شرعيٌّ يدل على كراهة الاسم أو تحريمه، فلم يُذكر ما يحول دون التسمية باسم عفراء، إذ لم يرد تحريمه في القرآن الكريم صراحةً، كما لا يوجد حديثٌ شريفٌ ثابتٌ منع فيه النبي من التسمية بهذا الاسم، أو أمر بتغيّيره إلى اسمٍ آخر.

وقد غيّر الرسول اسم قريةٍ مرَّ بها وعلِم أن اسمها عفرة، وهي صفة الأرض التي لا تنبت شيئًا، فسمّاها خضرة، وفقًا لما رويَ عن الطبراني في معجمه الصغير.

يحمل اسم عفراء معانٍ جميلةٍ، وليس فيها ما يسيء للدين الإسلامي أو يتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء، ولم يرد نصٌ شرعيٌّ في كراهته أو تحريمه، لذلك يجيز الفقهاء التسمية به. وللدلالة على ذلك، يذكر أن هذا الاسم يعود لصحابيةٍ جليلةٍ في زمن النبوّة، ولم يأمر النبي بتغييره، وقد كان النبي إن سمع اسمًا قبيحًا أو منافيًّا للشريعة الإسلامية، أمر بتغييره.

يمكن التعبير عن الدلال والحب لطفلتنا عفراء بمناداتها بأحد أسماء الدلع التي يطلقها الهل على أطفالهم، ومن أسماء الدلع لعفراء ما يلي:

يُعدّ اسم عفراء من الأسماء السهلة اللفظ، والتي تُكتب بأحد طريقتين:

من الشخصيات المشهورة في التراث العربي منذ العصر الجاهلي، شاعرةٌ اشتهرت بفصاحتها وأدبها وحسنها، قصتها مع ابن عمها عروة بن حزام ذات شجونٍ، إذ أنها ترعرعت معه، وقد كفله والدها بعد وفاة أبيه، وكان صغيرًا له من العمر أربع سنواتٍ، أحبها وهام بحبها، وضُرِبَ به المثل لما ألمّ به من حبها.

طلب عروة ابنة عمه للزواج ووعده عمه بذلك، إلا أن أثالة بن سعيد بن مالك، هو ابنُ عمٍّ آخر لها، رآها وأعجب بها فخطبها من أبيها، وزوّجه إياها، فأنشد عروة هذه الأبيات في حبِّه الضائع:

ألمّ بعروة المرض والهزال حزنًا وكربًا، إلا أنه لم يفشِ أمره لأحد، فقصد البلقاء، ديار عفراء، طالبًا الشفاء لمجرد مرآها. علم زوجها بوجوده وقد كان سيدًا في قومه حسن الخلق، فأقسم على عروة النزول في ضيافته، إلا أن عروة لم يشأ البقاء، فغادر ديارهم، ومات عليلًا بوادي القرى دون منازل أهله، بكته عفراء عند قبره وقد كان فيها من الوجد ما له، وأنشدت هذه الأبيات:

وقد ورد في كتاب مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، عن ابن أبي الزناد قوله: قال عمر بن الخطاب: “لو أدركت عفراء وعروة جمعت بينهما”.

الصحابية الجليلة أم معاذ عفراء بنت عبيد الأنصارية، الملقبة بأم الشهداء، عرفت بحسن خلقها، ورجاحة عقلها، وصبرها، تزوجت من الحارث بن رفاعة، فأنجبت له ثلاثة أولادٍ هم معاذ، ومعوذ، وعوف، وتزوجت بعد وفاته من البكير بن ياليل الليثي وكان لها منه أربعة أبناء هم إياس، وعاقل، وخالد، وعامر، وقد شهدوا جميعًا غزوة بدر الكبرى.

أسلمت مع من أسلم من الأنصار، وبايعت النبيّ، فكانت مخلصةً في القول والفعل، وجاهد أبناؤها في سبيل الله ورفع راية الإسلام، وقد نشؤوا على الإيمان والتقوى وزرعت فيهم مكارم الأخلاق والشجاعة في نصرة الحق، فهبّوا لنصرة الدين الحنيف، وفقدت أبناءها شهداءَ الواحد تلوَ الآخر.

استشهد عوف ومعوذ وأخوهما الثالث من أمهم، عاقل بن البكير، في معركة بدر، وشهد معاذ بدرًا وما بعدها من المعارك، ومات في خلافة علي بن أبي طالب، أما خالد بن البكير الليثي فقد شهدَ بدرًا وأُحُد، وقُتل يوم الرجيع شهيدًا، وشهد عامر بن البكير الليثي موقعة بدر وجميع المشاهد وقُتل يوم اليمامة شهيدًا.

نالت عفراء لقب أم الشهداء، وقد كانت صابرةً محتسبةً، آزرت المسلمين في جهادهم، وأمدتهم بالعون في ساحات الوغى، وتوفيت في خلافة عمر بن الخطاب، في سنة 14 للهجرة، ودُفِنت في البقيع.

الإماراتية عفراء البسطي، تحمل بكالوريوس في العلوم التطبيقية، بدأت قصة نجاحها من العمل كمدرِّسةٍ، وتولت مناصبَ عدة منها المديرة العامة في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، عام 2007، والمديرة التنفيذية لتطوير الأعمال في مركز دبي التجاري العالمي، وفي عام 2020، استلمت منصب الأمينة العامة المساعدة للاتصال البرلماني في المجلس الوطني الاتحادي، ونالت جائزة التميز البرلماني العربي لأدائها البرلماني على الصعيدين الداخلي والخارجي.