من هم الأقباط وما هي أصولهم وما أهمية دورهم التاريخي؟

من هم الأقباط وما هي أصولهم وما أهمية دورهم التاريخي؟
مروة الشيخ
مروة الشيخ

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

إن مصطلح الأقباط متداولٌ بكثرةٍ في بعض الأحداث، والنشرات الإخبارية على التلفاز، ومواقع التواصل الاجتماعي. فمن هم الأقباط؟

يشير مصطلح الأقباط في أيامنا هذه إلى فئة من الشعب المصري وهم المصريين المسيحيين، ولكن في الأساس ظهر مصطلح الأقباط منذ القدم للدلالة على الأحفاد القدامى للمصريين والذين كانت أصولهم فرعونية، وكلمة قبطي لم يكن لها أي دلالة دينية، ولكنها تحولت فيما بعد وعبر التاريخ لتشير إلى المسيحي المصري.


أصل كلمة الأقباط

أصل كلمة الأقباط يعود إلى الكلمة العربية قبط التي أُخذت من الكلمة اليونانية التي أطلقها الإغريق على شعب مصر وهي (aigyptos)، أما تاريخ الأقباط فقد بدأ في القرن الأول على يد القديس مرقس الإنجيلي، وذلك عندما انتشرت المسيحية في مصر، حيث بادر معظم الأقباط إلى اعتناق الديانة المسيحية وقام القديس مرقس بتأسيس الكنيسة القبطية.

وفيما بعد حدث نزاع لاهوتي حول طبيعة المسيح بين الكنائس الكاثوليكية الغربية والأرثوذكسية الشرقية، أدى إلى انفصال الكنيسة في مصر وسوريا عن بقية الطوائف المسيحية إذ رفضوا الإيمان المقدوني، وعندها قام الأقباط بتسمية نفسهم الأقباط الأرثوذكس لتمييزهم عن الكاثوليك والبروتستانت. وفي عام 641م قدم المسلمون إلى مصر بعد غزو العرب لها حيث واجهوا البيزنطيين، حيث عانى الأقباط من الكثير من الاضطهاد والقمع والذي استمر حتى القرن التاسع.

وكانت لغة الأقباط هي اللغة القبطية والتي هي عبارة عن لغة مصرية مكتوبة بخط يوناني، ولكن في القرن السابع وبعد قدوم العرب إلى مصر أصبح الاقباط يستخدمون اللغة العربية، وفي القرن الثاني عشر اعتمدت الكنيسة القبطية اللغة العربية كلغة رسمية بجانب اللغة القبطية.


 


انتشار الأقباط

الأقباط المسيحيون هم أكبر أقليّة عرقية دينية في مصر، ويشكلون ما يقرب من 10 في المائة من سكانها البالغ عددهم 95 مليون نسمة.

على الرغم من أن الكثير منهم الآن يعرّفون على أنهم  من أصل عربيّ، إلّا أنهم يرفضون هذا الاعتقاد، فهم تاريخياً يُعترف بهم كأحفاد حضارة المصريين القدماء ذات الأصول الفرعونية.

وجودهم الأساسيّ في مصر ولكنهم ينتشرون أيضاً في جارتيها ليبيا والسودان، وفي أستراليا.

تعرّض الأقباط وكنائسهم للاضطهاد والتهميش كثيراً من قبل الدولة ذات الغالبية المسلمة، وتفاقمت الانقسامات بين مسلمي مصر والأقباط بعد الثورة المصرية عام 1952، تعهدت الكثير من الحكومات اللاحقة بحماية أقباط مصر، لكن للأسف هذه الوعود لم تتحقق.

بعد عقود من الهجرة الجماعية، يوجد حالياً ما يقرب من مليون قبطيّ حول العالم وأكثر من 100 كنيسة خاصة بهم، بما في ذلك في جميع أنحاء أستراليا، التي تعتبر ثالث أكبر تجمّع قبطي في العالم خارج مصر.

يتوزع الاقباط في السودان وليبيا وأستراليا، ويشكلون 10-20% من سكان مصر التي يعود تاريخهم فيها إلى القرن الميلادي الأول عندما كانت تحت حكم الرومان، وقام القديس مرقس الإنجيلي بنشر الديانة المسيحية بالإكراه ما أدى لاعتناق معظم الأقباط لها، ثم أسس القديس مرقس الكنيسة القبطية، التي تعتبر من أقدم كنائس الشرق الأوسط المسيحية.


التقويم الديني للأقباط

يختلف الأقباط عن باقي الطوائف المسيحية بأنهم يتّبعون تقويمًا دينيًا مختلفًا وهو التقويم المصري القديم وتتشابه معتقداتهم وطقوسهم لتلك الخاصة بالكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وبالتالي يحتفلون بعيد الميلاد في 7 يناير، وعيد الفصح في أواخر أبريل أو أوائل مايو، وتُعتبر كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية مركز العبادة الرئيسي للأقباط.

فالأقباط هم أصلًا أحفاد الفراعنة المصريون القدماء، وتعني اليوم المسيحيون المصريون، رغم أن أساس التسمية لا يحمل أي مدلول ديني، وإنما عرقي وجغرافي لتمييزهم عن المسلمين بعد الفتح، كما تعني أفراد الكنيسة الأرثوذكسية بصرف النظر عن أصولهم الاثنية.

وفي عام 451 انفصلت الكنيسة عن بقية الطوائف المسيحية في مجمع خلقيدون، ما سبب نشوب خلاف لاهوتي بين الكنائس الكاثوليكية الغربية والأرثوذكسية الشرقية حول طبيعة المسيح أدى إلى فراقها عن بعضها، بعدها سمى الأقباط أنفسهم بالأقباط الأرثوذكس (يشكلون نحو 95% من جميع الأقباط)، ليتميزوا عن الأقباط البروتستانت والكاثوليك.

وعلى مر الزمن، تعرض الأقباط للاضطهاد والعنف، خاصة أيام الحكم البيزنطي، لتأتي بعدها فترات طويلة من السلام بعد الفتح العربي في القرن السابع، دون أن يخلُ الأمر من فترات من القمع والقسوة.

هل أعجبك المقال؟