من هم البدو .. وما هي صفات البدوي
البدو سكان الصحراء، هم المجموعات العربية من الرعاة الرّحل، ممن ينتشرون في صحاري الشرق الأوسط، وخاصةً في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية ومصر وفلسطين والعراق وسوريا والأردن، وقد يطلق اسم البدو على بعض المجموعات غير العربية.
أنماط البدو
يمكن تمييز ثلاث مجموعاتٍ للبدو حسب مصادر عيشهم، وهي:
- البدو رعاة الجمال: يرتحلون عبر الصحراء، لأنهم يعتمدون على قدرة الجمال على العيش لفتراتٍ طويلةٍ بالقليل من الماء.
- البدو الذين يعتمدون على تربية الأغنام والماعز: ترتحل هذه القبائل لمسافاتٍ قصيرةٍ لتأمين الماء للمواشي.
- الرعاة من مربي قطعان الماشية من الأغنام والماعز إضافة لممارسة الزراعة.
الهيكل الاجتماعي لقبائل البدو
المجتمع البدوي هو مجتمعٌ قبليٌّ وأبوي، وتتألف القبيلة من عددٍ من العائلات الممتدة، والشيخ هو رب الأسرة، كما يطلق اسم الشيخ على زعيمها وقائد أفرادها، والذي يتولى تسيير وإدارة شؤونها ويحظى باحترام وطاعة أفرادها، ويساعده في ذلك كبار السن من الذكور في القبيلة. ينتشر عند البدو تعدد الزوجات، وبينما تتولى النساء إدارة الأسرة وإعداد الطعام وتربية الأطفال، يتولى الرجال مهام الصيد والتجارة ومهمة حماية القبيلة.
القبائل البدوية في شبه الجزيرة العربية
هيمنت ثقافة البدو الرٌّحل في شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام، في نظامٍ قبليٍّ عائليٍّ، تشاركت العائلة خيمةً واحدةً وأطلق عليها اسم "عشيرة"، وتتكون القبيلة الواحدة من مجموعة العائلات والعشائر والعلاقات العائلية القائمة بينها. فرض المناخ القاسي والظروف المعيشية الصعبة في الصحراء والبوادي عدة أمور، منها:
- الهجرات الموسمية للحصول على الماء والكلأ، امتهنت قبائل البدو رعي قطعان الماشية من الماعز والأغنام والإبل والخيول، أو الحيوانات الأخرى واستفادوا من لحومها وحليبها وفرائها وصوفها، وغيرها.
- تعزيز نظام العشائر والتركيز الكبير على التعاون الأسري، وتوزيع الأدوار في القبيلة من رعاية القطعان، والحراسة، ومرافقة القوافل.
قدّمت القبيلة الحماية لأفرادها بشكلٍ دائمٍ إذ يستدعي مقتل أحد أفرادها انتقامًا وحشيًّا له فيما بعد، وشاعت الحروب بين القبائل البدوية، وكان الانتصار فيها شرفًا كبيرًا للقبيلة، ونجد بعض القبائل أغارت على أخرى لنهبها وسبي نسائها. تحول العديد من البدو إلى المسيحية واليهودية خلال القرون الأولى بعد الميلاد، واعتنق معظمهم الإسلام بحلول القرن السابع الميلادي.
أعداد البدو
يشكل البدو الرّحل نسبةً ضئيلةً من إجمالي سكان الدول التي يتواجدون فيها، ورغم المساحة الكبيرة التي يقطنوها، يصعب تحديد عدد أولئك الذين يعيشون في الشرق الأوسط على وجه التحديد، إذ لا يتم تمثيلهم في الإحصاءات الرسمية بشكلٍ صحيحٍ، وقد وجهت الحكومات في الشرق الأوسط جهودها، والبعض أطلق برامج لدفع البدو لتبني أنماط حياة مستقرة أو شبه مستقرة، وقد استقرت بعض مجموعات البدو في ظل تغير الظروف الاقتصادية والسياسية..
وكان لاكتشاف وتطوير حقول النفط وما رافقها من ازدهارٍ اقتصاديٍّ، أثرٌ في تبني أعداد كبيرة من البدو أسلوب الحياة الحضرية، خاصةً في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، فأصبح النمط التقليدي للبدو الرحل من الأنواع المهددة بالانقراض من حيث البقاء.
حقائق عن البدو
- اعتاد البدو على شظف العيش في المناخ الصحراوي الجاف، وندرة المياه والموارد الطبيعية، وسعوا لإيجاد ما يساعدهم على الاستمرار، فاعتادوا احترام محيطهم الطبيعي والبيئة من حولهم، لتحقيق الاستفادة القصوى مما تجود به الطبيعة.
- الجمل، أو كما يشتهر باسم سفينة الصحراء، جزءٌ لا يتجزأ من حياة البدو، فهو مؤشرٌ على الثراء ووسيلةٌ للنقل ومصدرٌ للغذاء سواء من لحمه أو حليبه الغني بالعناصر الغذائية، كما استخدم البدو جلود الإبل في صناعة خيامهم وأحذيتهم، ويدخل شعرها في صناعة السجاد.
- ينتشر في صحراء شبه الجزيرة العربية تقليد الصيد بالصقر، الذي يتمتع بقوته وسرعته أثناء الصيد، فعمل أهل الصحراء على ترويض هذه الطيور وتدريبها لتغدو من أهم صيادي الأرنب والطيور، والأنواع الأخرى من الفرائس.
- يندمج البدو في الأنظمة الإقليمية الأكبر المجاورة لمناطق تواجدهم، ويشتركون مع المجتمعات الأساسية في الجذور اللغوية والثقافية..
- يرتبط الشعر والأمثال والأحاجي، والربابة والمزمار، بالصورة المثالية التي يرسمها الناس لحياة سكان الصحراء، ويُروى في الموروث الثقافي للبدو في شبه الجزيرة العربية، أن بعض الأناشيد أُلِّفت خصيصًا لاستخدامها في رحلات القوافل، لحث الجمال على مواصلة الرحلة والحفاظ على معنوياتها مرتفعة، وبدون هذا التقليد، تموت الإبل من الإرهاق ومشقة الرحلة.
- تحظى الخيول عند البدو بمكانةٍ خاصةٍ، فهي مصدر فخرهم واعتزازهم، ورفضوا خلط أنسابها مع أي سلالاتٍ أخرى، والتي اعتبروها أقل شأنًا مقارنةً بالخيول العربية القوية.
صفات البدوي
- يمثِّل حسن الضيافة بعضًا من الأخلاق البدوية، إذ يشتهر البدو بحسن الضيافة والاحترام والترحيب الكبير بضيوفهم، وإكرامهم في المأكل والمشرب والإقامة، إذا لامس مسافر في الصحراء عمود الخيمة، فسيتعين عليهم ضيافته مع مرافقيه وحيواناته لمدةٍ تصل إلى ثلاثة أيامٍ دون أي مقابلٍ، وهذا ينطبق على عدوه، ولا يعفي فقر الحال من هذا الواجب.
- الذود عن حمى القبيلة والدفاع عنها، شجاعة لا بد أن يتمتع بها البدوي، وهي ترتبط بمعاني الرجولة والقدرة على تحمل الألم والصعوبات.
- تطورت قوانين الشرف ونظم العدالة عند البدو، ففي حين تضمنت قبل الإسلام العديد من العادات والتقاليد، أُهمِل جزءٌ كبيرٌ منها لصالح أحكام الشريعة الإسلامية والقوانين الوطنية.
- الافتخار بأنسابهم وولائهم لعشائرهم وقبائلهم..