من هم الصحابة الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة

من هم الصحابة الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة
ليال شيخ حيدر
ليال شيخ حيدر

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

الصحابة هم الذين كانوا إلى جانب النبي محمد (ص) وعاشوا معه في فتراتٍ من حياته، لكن من هم الصحابة الذين بايعوا الرسول تحت الشجرة؟


بيعة الشجرة

قال تعالى “لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عنِ الْمُؤمِنينَ إِذْ يُبَايِعُونكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعلِمَ مَا فِي قُلُوبهِمْ فَأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتحًا قَرِيبًا” (سورة الفتح: 18)

نزلت هذه الآية الكريمة أثناء بيعة الرضوان (بيعة الشجرة) في شهر ذي العقدة في السنة السادسة للهجرة التي مفادها أن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) ذهب لأداء مناسك العمرة في مكّة مع زوجته أم سلمة و مجموعة من الرجال والصحابة يزيد عددهم عن الألف منهم عثمان بن عفان، وأبو سنان الأسدي، وجَدُّ بن قيس، وأبو بكر الصدّيق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وجابر بن عبد الله، وابن عمر بدون أي أسلحة ويملكون عتاد السفر فقط.

وعندما علمت قريش بذلك عزمت على منعهم ووضعت خطة  لذلك، فأرسل الرسول إليهم صحابي عارضاً عليهم الصلح  وموضحّا غايته من القدوم لمكة بأنها لأجل العمرة فقط وليس القتال، ومع ذلك احتُجز الصحابي عثمان بن عفان من قبل قريش للتهديد وأشاعوا خبر مقتله فما كان من النبي محمد إلا العزم على البقاء لتحقيق مبتغاه مهما كان  الثمن وبايعوه جميع من معه من الصحابة إلّا جدّ بن قيس وبذلك تمت بيعة الشجرة وأُطلق سراح عثمان وأرسلوا مندوباً عنهم لإقامة صلح الحديبية.


شائعة مقتل عثمان بن عفان قبل بيعة الشجرة

في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، خرج النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه قاصدين مكة لأداء مناسك العمرة، فعلمت قريش بوصول النبي وأصحابه، وأعدوا العدة لمنعهم من ذلك، فأرسل الرسول عليه الصلاة والسلام، عثمان بن عفان رضي الله عنه عارضًا عليهم الصلح حقنًا للدماء، ومبلغهم أنهم قادمون إلى مكة للعمرة وليس للقتال، وعندما تأخرت عودة عثمان بن عفان بسبب احتجازه من قبل قريش كنوع من الابتزاز والتهديد، عارضين عليه أن يطوف بالكعبة فما كان من عثمان بن عفان إلا الرفض مصرًا على الطواف برفقة رسول الله، على أثر ذلك سرت شائعة بين المسلمين أن عثمان بن عفان قتل من قبل قريش.

فما كان من أصحاب الرسول إلا أن بايعوه تحت شجرة بالقرب من الحديبية على قتال قريش، وأن لا يتركوا مواقعهم ولا يفروا، وبايعوا الرسول صلى الله عليه وسلّم جميعًا (وأولهم أبو سنان الأسدي) باستثناء جَدُّ بن قيس، فقد كان من المنافقين، وكان عددهم حوالي 1400 صحابي، على الرغم من كونهم لم يأتوا للقتال ولا يحملون إلا سلاح السفر، وجاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن الصحابة بايعوا ألا يفروا، وبعضهم بايعوا على الموت، بل بايع بعضهم على الموت ثلاث مرات كسلمة بن الأكوع.

وقد نزلت الآية الكريمة بهذه الحادثة قال تعالى “لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عنِ الْمُؤمِنينَ إِذْ يُبَايِعُونكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعلِمَ مَا فِي قُلُوبهِمْ فَأَنزَلَ السَّكينَةَ عَلَيهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتحًا قَرِيبًا” (سورة الفتح: 18)، لقد كان لهذه البيعة مكانة خاصة لدى المسلمين وسُمّيت ببيعة الرضوان، أو بيعة الشجرة، وبقي هؤلاء الصحابة من أعظم رجال الأمة درجةً إلى يوم القيامة.


العلاقة بين بيعة الشجرة وصلح الحديبية

قال الإمام الطبري في تفسير الآية الكريمة: لقد رضي الله يا محمد عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، يعني بيعة أصحاب الرسول صلى الله عليه بالحديبية حين بايعوه على مناجزة قريش الحرب، وعلى ألا يفروا ولا يولوهم الدبر تحت الشجرة، وكانت بيعتهم إياه فيما ذكر تحت الشجرة.

كان لـ بيعة الشجرة والمعروفة أيضًا ببيعة الرضوان صلة وثيقة بتحقيق صلح الحديبية فيما بعد، بل واعتبرت السبب الأساسي والمباشر وراء هذا الصلح.

وعندما استقر المسلمون في المدينة المنورة وأسسوا لدولتهم الفتية، وبدأت الفتوحات الإسلاميات بشكل خفيف، كما بدأت التمهيدات لإقرار حق المسلمين بزيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة بعد انقطاع دام ست سنوات بسبب معارضة المشركين لذلك.

جاءت للنبي محمد /ص/ رؤية بأنه وأصحابه داخلون إلى المسجد الحرام وأنه أخذ مفتاح الكعبة. وعلى أثر هذه الرؤية استعد الرسول /ص/ وأصحابه للتوجه لأداء العمرة فخرجوا في ذي القعدة من السنة السادسة الهجرية.

رافق النبي محمد /ص/ زوجته أم سلمة رضي الله عنها وما يزيد عن الألف رجل والذين تجهزوا بعتاد السفر ولم يحمل أي منهم عتاد الحرب.

كان رد فعل قريش على قدوم النبي /ص/ وصحابته أن عزموا على منعهم من دخول مكة مهما كلف الأمر. وبدأت قريش بإرسال الواسطات للتفاوض مع الرسول /ص/ لعدم دخول مكة. فانتدب الرسول /ص/ عثمان بن عفان رضي الله عنه ليبدأ التفاوض مع قريش ويخبرهم أن الغاية من قدوم المسلمين أداء العمرة وليس الحرب والقتال.

لكن المشركين احتجزوا عثمان بن عفان وأشاعوا خبر قتلهم له بين المسلمين. فعزم النبي على البقاء وعدم العودة حتى تحقيق مبتغاه وطلب من رجاله أن يبايعوه على ذلك مهما كلف الأمر وألا يفروا مهما كانت النتيجة وبذلك تمت بيعة الشجرة والتي تم على إثرها صلح الحديبية.

وحضر بيعة الشجرة ما يقارب الألف وأربعمائة رجل حسب بعض المصادر وكانوا من خيرة رجال المسلمين ومن بينهم العديد من الصحابة كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وجابر بن عبدالله وابن عمر وأم سلمة وغيرهم.

هل أعجبك المقال؟