هل البغلة تلد؟
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
البغل هو حيوان هجين ناتج عن تكاثر فصيلتين مختلفتين، وهما الأحصنة والحمير، وعند تزاوج أنثى الحصان مع ذكر الحمار ينتج من هذا التكاثر البغل، وهناك حالة أقل شيوعًا وتلك تحدث عند تزاوج أنثى الحمار مع ذكر الحصان، وينتج عن هذا الجماع حيوان يدعى النغل ويشبه البغل.
وكما نعلم جميعًا بأنّ جميع أنواع الثدييات تتكاثر عن طريق الولادة؛ فبعد أن يحدث التزاوج ما بين الذكر والأنثى، يتم الحمل الذي يستغرق مدة زمنيّة تختلف ما بين أنواع الكائنات الثديّة، ومن ثم تحدث عمليّة الولادة. إذن هل الحال ذاته مع البغال؟ وهل البغلد تلد حمارًا أم فرسًا؟ أو هل البغلة تلد من الأساس؟
هل البغلة تلد؟
ولكن عندما يولد البغل يكون عقيمًا، وذلك بسبب عوامل جينية ناتجة عن اختلاف عدد الكروموزومات بين الوالدين وذلك بسبب إختلاف نوعيهما (إنثى الحصان وذكر الحمار)، فعلى سبيل المثال، إنّ البشر يمتلكون 23 زوج من الكروموزومات مما يُمَكن من نقل المعلومات الجينية من الأبوين إلى الطفل، وعند إندماج البيضة والنطفة، يتجانس الـ23 كروموزوم من الأم مع الـ23 كروموزوم من الأب، وهذه الأزواج تكون شبه متطابقة، ولذلك يصبح الطفل قادر على الإنجاب بشكل طبيعي.
ولكن في حالة البغل، يكون هناك 32 زوج لدى الأحصنة بينما الحمير تمتلك 31 زوج فقط، ونتيجةً لذلك يكون نسلهم حامل 32 كروموزوم من الأحصنة و31 من الحمير، مما يؤدي إلى وجود كروموزوم إضافي وحيد لا يصطف مع كروموزوم آخر، وبالإضافة إلى ذلك الأختلاف الكبير بين كروموزومات الأحصنة وكروموزومات الحمير يجعل من النادر جدًا أن يكون البغل قادر على إنتاج خلايا التكاثر الجنسي (البيوض والحيوانات المنوية) مما يجعلها عقيمة.
ولكن حتى مع ندرة الحدث إلا أنّه قد حدثت من قبل، حيث استطاعت بغلة من المغرب الولادة في عام 2002، وأصبحت محط اهتمام الأعلام حول العالم، وقد تكون هناك حالات أخرى، والحالات الموثقة لهذه الحادثة من 500 عام حتى يومنا هذا هي 60 حالة فقط، وهذه الحالات كانت دائمًا ناتجة عن أنثى البغل مع حصان أو حمار، بينما ذكر البغل كان عقيمًا دائمًا.
وهذا الاختلاف في المادة الوراثيّة لا يشكّل تأثيرًا على صحة البغال البدنيّة أو العقليّة وإنّما يؤثر فقط على الناحية الجنسيّة.
ما هو شكل البغل؟
من الناحية البدنيّة، فيتراوح ارتفاع البغل البالغ ما بين 91 إلى 172 سم وذلك اعتمادًا على حجم الأبوين كما يبلغ وزنه حوالي 275 إلى 700 كغ، ويكتسب هذا الحيوان صفات متنوّعة تجمع ما بين الحصان والحمار، فعلى سبيل المثال؛ تتميّز البغال بآذان أصغر من آذان الحمير وبنفس الوقت لها ذيول تشبه إلى حدٍ ما ذيول الأحصنة، وأما بالنسبة للصوت فعادةً ما نلاحظ بأنّه يبدأ بصوت يشبه الصهيل ولكنه ينتهي على هيئة نهيق، وفي المتوسّط تعيش البغال مدة أطول من الخيول.
وقد اعتمد الإنسان منذ القدم على البغال للعمل في المزارع والركوب والتنقّل وتحميل البضائع وجر العربات ومختلف الأعمال الأخرى التي امتدت إلى الحروب حيث اعتمدت عليها الجيوش في حمل الذخيرة والمتفجرات ، وذلك لما تتّصف به من شجاعة وقوة البنية والتحمّل الكبير للظروف المناخيّة والتضاريس الجغرافيّة الصعبة، بالإضافة إلى كونها حيوانات تميل إلى الهدوء والثبات ومعروف عنها سرعة التعلّم.
وفي النهاية فإن البغل (Mule) ينتمي إلى مملكة الحيوانات ويندرج تحت قسم الثدييات، وبشكل أكثر دقّة يتبع البغل فصيلة الخيليات ويُعتبر من جنس الحصان، أمّا عن نوعه فيعدّ حيوانًا هجينًا ينتج عن تزاوج ذكر الحمار مع أنثى الحصان (فرس) وهذا ما يفسّر شكله الذي يعتبر ما بين الحمار والحصان فهو أكبر من الحمار ولكنّه أقل جمال وجاذبيّة من الحصان.