ما هو وادي الموت
إن مجرد اسم وادي الموت يمكن أن يبعث في النفس الهلع والجزع والاضطراب، فما هو وادي الموت، ولم أطلق عليه هذا الاسم؟ لنتعرف على هذا سويًّا.
معلومات حول وادي الموت
يقع وادي الموت في جنوب شرق كاليفورنيا، في الولايات المتحدة الأمريكية بأمريكا الشمالية. يُحاط الوادي من الناحية الغربية بسلسلة جبال بانامينت، أما من الشرق فهو مُحاطٌ بسلسلة جبال أمارجوسا. يبلغ طول وادي الموت حوالي 225 كم، وعرضه يقدر بحوالي 8 إلى 24 كم.
يعد الجزء الأكثر حرارةً وجفافًا بقارة أمريكا الشمالية، ومن أخطر الأماكن على البشر لعدة أسبابٍ سنتناولها في المقال الآن.
لماذا يُسمى وادي الموت بهذا الاسم
أُعطي هذا الاسم من قِبل مجموعةٍ من الرواد الذين أضلوا الطريق أثناء عبورهم لوادي الموت في شتاء 1849-1850م، فقد مات واحدٌ منهم هناك، وظن الباقون أنّ ذلك الوادي سيكون مقبرتهم، لكن جاءت النجدة واستطاع شابان وهما ويليام لويس مانلي وجون روجرز أن ينقذوا هؤلاء الرواد، وأثناء خروجهم من الوادي فوق جبل بانامينت قال أحد الرجال "وداعًا وادي الموت" ومن هنا أصبح هذا الوادي يُدعى بهذا الاسم.
جيولوجيا الوادي
يُعد التاريخ الجيولوجي لوادي الموت معقدًا بعض الشيء، فيعتقد أنه قد تكوّن نتيجة حدوث بعض الفوالق في القشرة الأرضية، ثم تعرضت القشرة الأرضية في منطقة الوادي للغرق ربما أثناء العصر الجليدي عندما غمر الماء المنطقة، فتشكل الوادي ثم ارتفعت الكتل الجانبية للوادي، مُكونةً سلاسل الجبال المحيطة به.
وقد حدث ذلك منذ حوالي 30 مليون عامٍ. فقد تعرض للعديد من الأنشطة منها البركانية، ومنها الغرق خلال فتراتٍ مختلفةٍ، فأصبح وادي الموت متصدعًا مليئًا بالصخور الواقعة بين سلاسل الجبال المُحيطة به.
درجة الحرارة
قد تكون حرارة هذا الوادي أكبر وأعظم حرارة سجلت على سطح الأرض، فقد وصلت إلى 57 درجةً مئويةً في عام 1913م، ووصلت في عام 1996م إلى 49 درجةً مئويةً، وثبتت على هذا الحد لمدةٍ وصلت إلى 40 يومًا. بالرغم من تلك الأرقام المُرتفعة التي تعبر عن الحرارة هناك نهارًا، إلا أنها تنخفض ليلًا وخاصةً في الشتاء، فقد تصل إلى 9- درجة مئوية في ليل الشتاء.
حيوانات تعيش في وادي الموت
بالرغم من ظروف ذلك المكان الصعبة إلا أن هناك مجموعةً من الحيوانات التي استطاعت التكيف للعيش هناك. إليك بعضًا منها:
- أسد الجبال: من أهم الحيوانات التي تقطن في وادي الموت، وغالبًا ما يعيش فوق الجبال، ولكنه ينزل إلى الوادي في فصل الشتاء. وهو نوعٌ مُفترسٌ يتغذى على العديد من الفرائس، كما أن قدرته على التكيّف كبيرةٌ.
- أرنب الصحراء: عادةً ما يتواجد في أرضية الوادي ويعيش في الجحور، ولا يخرج منها أثناء العواصف. يتراوح طوله ما بين 36 إلى 42 سم. يتغذى على الأعشاب والصبار والبازلاء والفواكه، وهو مُنتشرٌ في أمريكا الشمالية بشكلٍ عامٍ.
- أفعى روزي بوا: تتواجد غالبًا في سفوح التلال المنخفضة، أما في وادي الموت فهي توجد في المناطق التي ترتفع مسافة 4500 قدم، في الموائل الرملية والحصوية. وهي أفعى لونها فاتحٌ، ويوجد على جلدها بقعٌ داكنةٌ وبرتقاليةٌ. يتراوح طولها ما بين 43 إلى 86 سم، وتقضي معظم وقتها في الشقوق للهروب من المناخ القاسي وتتكاثر خلال الربيع.
- سلحفاة الصحراء: تعيش على ارتفاعٍ يتراوح بين 1500 إلى 3500 قدم في منطقة وادي الموت، وتعيش لفترةٍ طويلةٍ تتراوح ما بين 50 إلى 80 عامًا. نموها بطئٌ، تبتعد عن الأماكن المعرضة لأشعة الشمس الحارقة، تتغذى على الأعشاب والصبار والصخور، وتحصل على الماء من خلال الطعام أو تخزنه في المثانة البولية أثناء هطول المطر.
- ذئب القيوط: من أكبر الحيوانات المفترسة، يتواجد غالبًا عند الأسطح الملكية بوادي الموت، وينتشر هذا النوع بشكلٍ عامٍ في أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى، مما يجعله قادرًا على التكيّف في ظروف الوادي. يزن ذكر الذئب حوالي 8 إلى 20 كغ، بينما تزن الإناث أقل من ذلك. ولا يعيش هذا النوع منفردًا بل في جماعةٍ، يتغذون على الأرانب، والطيور، والزواحف، والنباتات.
- سحلية تشاكوالا: تعيش على الصخور التي يصل طولها لحوالي 5000 قدم. هي مخلوقاتٌ نهاريةٌ، يمكنك رؤيتها فقط أثناء وجود الشمس، وهي كائناتٌ مُؤذيةٌ للبشر، كما أنها تتغذى غالبًا على الحشرات.
- الأفعى الجرسية: من أخطر الحيوانات التي تعيش في وادي الموت، طولها يتراوح ما بين 43 إلى 76 سم، لها عدة ألوان مميزة، البرتقالي، والبني المصفر، والرمادي والوردي. تتغذى على القوارض والزواحف والحشرات.
- أغنام بيغهورن: أشهر أنواع الحيوانات المتواجدة في وادي الموت، وعادةً ما تتواجد في المرتفعات التي يصعب الوصول إليها من التلال والأودية، وتوجد قريبةً من مصادر الماء، تتراوح أوزانها ما بين 52 إلى 127 كغ. تمتلك أجسامهم حوافرَ مقعرةً تساعدهم على تسلق تضاريس الصحراوية الحادة والصخرية بسهولةٍ، كما أنها حادة البصر مما يساعدها على حماية نفسها من الحيوانات المفترسة، ولديها سلاحٌ آخر للحماية وهو قرونها الكبيرة القوية. تستطيع هذه الأغنام أن تعيش شهورًا دون ماءٍ وتتكيّف مع قسوة الصحراء. بسبب تدخل الإنسان وصيد هذه الحيوانات، انخفضت أعداد هذه الحيوانات من ملايين إلى بضعة آلافٍ، حتى تم إدراجها في الكائنات المهددة بالانقراض.