الارملة السوداء
الارملة السوداء هي عبارۃٌ عن نوعٍ من العناكب التي تعيش بشكلٍ واسعٍ في أمريكا الشمالية، وهي من الأنواع الضارة، إذ أنها تمتلك سمًّا مؤذيًا، ولكنه نادرًا ما يكون قاتلًا للإنسان. وتميل هذه العناكب إلى أكل أبناء فصيلتها من عناكب الارملة السوداء.
الفرق بين ذكر وأنثى الارملة السوداء
يختلف شكل الذكر عن الأنثى، فالأنثى تتميز بلونها الأسود اللامع مع علامةٍ حمراءَ أو برتقالية على شكل ساعةٍ رمليةٍ في الجزء السفلي من بطنها المستديرة، أما الذكر فهو يتمتع بوجود بقعٍ حمراءَ أو وردية على ظهره.
يختلف طول وحجم ذكر الأرملة السوداء عن الأنثى، حيث يصل طول الأرملة السوداء الأنثى إلى حوالي 1.5 بوصة، بينما يكون طول الذكر منها نصف طول الأنثى كما أنه أخف وزنًا منها.
حياة الارملة السوداء
تعيش الأرملة السوداء في المناطق المعتدلة في جميع أنحاء العالم، منها إفريقيا وآسيا وأستراليا وجنوب أوروبا ومعظم بلاد أمريكا الجنوبية، وتنتشر بشكلٍ خاص في الولايات المتحدة الأمريكية -في الجنوب والغرب- وتتواجد بكثرةٍ في المناطق الجافة المظلمة مثل: الطوابق السفلية والحظائر والمراحيض والقمامة والغطاء النباتي الكثيف.
تتغذى الارملة السوداء على الحشرات والعناكب الأخرى، وتستخدم استراتيجياتٍ محددةً في الهجوم على فرائسها حيث تقوم بلف فريستها بالحرير، ثم تقوم بثقب فرائسها بأنيابها وتمرر إليها إنزيماتٍ هاضمةً تحول الجثة لسائلٍ، ومن ثم يمتص العنكبوت السائل.
يحدث التكاثر في فصل الربيع، وعادةً ما يكون في آخره، حيث تضع الأنثى ما بين 200 إلى 900 بيضةٍ في كيسٍ من الحرير، ويظل البيض في حالة احتضانٍ لمدةٍ تصل لحوالي ثلاثين يومًا، ووجد العلماء أنّ الإناث تأكل الذكور بعد التزاوج لتعويض البروتينات التي ستحتاجها أثناء فترة الحمل، وهذا يفسر سبب قصر فترة حياة الذكور حيث وُجد أنّ الإناث تعيش لفترةٍ تصل لحوالي ثلاث سنواتٍ، أما الذكور فتعيش شهرين أو ثلاثة فقط وهو سن التزاوج.
لدغة الارملة السوداء
لدغتها للإنسان
تُصنف الارملة السوداء على أنها أكثر العناكب السامة في أمريكا الشمالية، ويُصنف سُمها على أنه أقوى 15 مرةً من سم الأفعى الجرسية خاصةً سُم الإناث، لكن وجد أنها غير عدائيةٍ للبشر ولكنها تهاجمهم في حالة إزعاجهم لها، لكن في الغالب فإنّ لدغات هذه العناكب لا تُسبّب الموت.
ويختلف مقدار الألم الذي تسببه اللدغة من شخصٍ إلى آخر، ويبدأ الألم في حالة دقائقَ معدودة بعد اللدغة وينتشر بسرعةٍ إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويحدث عدة أعراضٍ منها: العرق الغزير وألمٌ شديدٌ في البطن والظهر، كما يحدث غثيانٌ وآلامٌ في العضلات، ويرتفع ضغط الدم ويحدث شللٌ للحجاب الحاجز وهذا يسبب صعوبةً في التنفس، وقد يستمر الألم لمدةٍ تقع ما بين 8 إلى 12 ساعةً، وقد تستمر الأعراض لعدة أيامٍ.
إنّ لدغة الارملة السوداء ليست بالقاتلة، ولكن لها عدة أعراضٍ تدخل الإنسان في حالة إعياءٍ - كما ذكرنا من قبل - لذلك يجب أن تغسل مكان اللدغة وتعقمه وتذهب لأقرب مشفى وتعرض اللدغة على طبيبٍ كي يساعدك في الفور.
لدغاتها للحيوانات الأليفة
إنّ لدغات عناكب الارملة السوداء لا يجب أن يؤدي بالضرورة إلى إدخال السم إلى جسم الفريسة، ولكن هناك حالات يكون فيها السم جاف، وبالتالي تسبب هذه اللدغة مجرد ألمٍ بسيطٍ ويذهب بمرور الوقت دون حدوث أعراض من التي ذكرناها من قبل، لكن في حالة ما إذا كان هذا السم حاضرًا، فسينتشر في جسم الفريسة وتظهر الأعراض التي ذكرناها، لكن هل نفس الأعراض التي تظهر على الإنسان هي نفسها التي تظهر على الحيوانات الأليفة؟
الأمر مختلفٌ بعض الشيء، فعند إطلاق عناكب الارملة السوداء السُم في جسم الحيوانات الأليفة كالقطة أو الكلب، فإن السُم يندفع حاملًا مواد مثل الأسيتيل كولين (acetylcholine) والنورإبينفرين (norepinephrine)، وهذه المواد تعرض الحيوانات لحدوث حالات شللٍ وتقلصٍ للعضلات.