الحوت الازرق

أراجيك
أراجيك

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يعجّ المحيط بالكثير من الكائنات المائية، وكلما كَبر حجمها زادت قوتها وهيمنتها على المحيط، وأكبر هذه الكائنات المائية الحيتان، أضخم الحيوانات ليس فقط تحت الماء ولكن على وجه الأرض. ويعد الحوت الازرق أحد أشهر أنواع الحيتان.


وصف الحوت الازرق

يصفه العلماء بأنه أضخم الكائنات الحية الموجودة على الأرض على الإطلاق، إذا يتراوح طوله ما بين 23 إلى 27 مترًا، بل وسُجل طول أحد الحيتان بحوالي 30 مترًا. أي يمكن القول أن طول الحوت يعادل ثلاث حافلات مدرسية متراصة بطولها بجوار بعضها، فلك أن تتخيل! كما يزن الحوت الازرق حوالي 100 إلى 150 طن.

وفيما يخص سبب التسمية فيعتبر هذا واضحًا، فلونه أزرق يميل للرمادي، وله زعانف ظهرية قصيرة للغاية، وزعانف صدرية طويلة ورقيقة، والتي تشابه في شكلها المستطيل.

يعيش الحوت الازرق بكثرةٍ في نصف الكرة الأرضي الجنوبي، ويمكن رؤيته في كثيرٍ من الأماكن منها كخليج سانت لورانس وعند سواحل مونتيري بكاليفورنيا وفي المكسيك.


دورة حياة الحوت الازرق

يزن لسان الحوت الازرق وزن فيل بأكمله، لذا من المتوقع أن يكون صغيره أضخم صغار الحيوانات أيضًا، وقد وُجد أنه عندما يُولد صغير الحوت الأزرق يصل وزنه لحوالي 8800 رطل، وطوله 26 قدمًا، كما أنه ينمو بسرعةٍ كبيرةٍ، ويكتسب 200 رطلٍ في اليوم الواحد.

وتعد الحيتان الزرقاء الحيوانات الأطول عمرًا على الأرض، حيث تعيش لفترةٍ زمنيةٍ تصل في المتوسط ما بين 80 إلى 90 عامًا، ويُقدر العلماء عمر الحوت عن طريق حساب عدد الطبقات في الجلد.

ويختلف العلماء في تحديد فترة حمل الحوت الازرق، فتتراوح ما بين 10 إلى 12 شهرًا، ليعيش بعدها الحوت الصغير تحت رعاية أمه حتى عمر 7 أشهرٍ. وعادةً ما تحدث حالات التزاوج في فصل الشتاء، ويصبح الحوت ناضجًا من الناحية الجنسية فيما بين 5 إلى 15 عامًا.

وتعيش الحيتان الزرقاء في المحيطات كلها ما عدا المحيط الشمالي بشكلٍ مفردٍ أو كأزواجٍ، وتستغل فترة الصيف في التغذية، وتتجه في فصل الشتاء ناحية خط الاستواء.

تستطيع أن تسبح في المحيط مسافة تتراوح بين 5 إلى 20 ميلًا في الساعة. وتتواصل الحيتان مع بعضها على مسافة 1000 ميلٍ بإطلاق أصواتٍ يستطيع حوتٌ آخر فهمها، ويعتقد العلماء أنها تستخدم هذه الأصوات للتواصل والتنقل خلال ظلام المحيط، وعادةً ما تتغذى على الحيوانات الصغيرة مثل الجمبري والقشريات الصغيرة، وأيضا الوجبة المفضلة له الكريل.


تهديد الحوت الازرق

هناك الكثير من العوامل التي قد تتسبب في إحاطة المخاطر بالحوت الأزرق، من هذه العوامل التغيرات المناخية التي تطرأ على الأرض من حينٍ لآخر، فالتغير المناخي يؤثر بالسلب على الكريل، والذي يعتبر الفريسة الأولى للحيتان الزرقاء. كما أن للتغيرات البيئية التي تتسبب في فقدان الموائل بشكلٍ عام دورًا في تهديد حياة هذه الحيتان، بل ويمكن أن تتسبب حركة السفن في أذية الحيتان الزرقاء.

ولأن الحيتان الزرقاء تتربع قمة السلسلة الغذائية، فيجب العناية بها بشدةٍ وتجنب خسارتها، فوجودها هامٌّ للغاية للحفاظ على التوازن البيئي.

وتوالت أعداد الحيتان في التناقص عندما أدرك البشر إمكانية استخراج النفط منها، حيث شرع الصيادون في اصطياد الحيتان بغية النفط. وأشار الصندوق العالمي للطبيعة إلى خسارة حوالي 350 ألف حوت ازرق بين عامي 1904 و1967 م. بينما اصطيد حوالي 29 ألف حوت ازرق في عام 1931 م فقط.


هل يمكن للحوت الأزرق أن يأكل الإنسان

قد يخيل للبعض أنه يمكن للحوت الازرق أن يتخذ الإنسان فريسةً له، لكن الحقيقة أنه يفتقر إلى الأسنان الحادة، وبالتالي لا يستطيع تمزيق فرائسه، بل يبتلعها غالبًا، أضف إلى ذلك أن حلق الحوت ضيقٌ للغاية يصل طوله إلى أقل من قدمٍ واحدةٍ.

لكن بالرغم من ذلك، فإن هناك بعض الحيتان لها قدرة على ابتلاع البشر أيضًا، فإذا نجا الإنسان من أسنان الحوت الضخمة، فلا مفر من جهازه الهضمي المعقد للغاية.

هل أعجبك المقال؟