الهند الصينية

إيمان الحياري
إيمان الحياري

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

الهند الصينية عبارة عن منطقة جيوسياسية مؤلفة من 6 دول معترف بها رسميًا وعالميًا، وهي تايلاند، لاوس، ماليزيا، كمبوديا، ميانمار، وفيتنام أيضًا، وتُعرف رسميًا باسمِ شبه جزيرة الهند الصينية، وتستحوذ على مساحة تمتد لنحو 46% من المساحة الإجمالية لمنطقةِ جنوب شرق آسيا.


نبذة عن البلاد

يعتبر إقليم الهند الصينية بمثابةِ حلقة وصلٍ برية تربط بين شرق آسيا وجنوبها؛ إذ تشغل موقعًا محصورًا بين الهند والصين لذلك تعتبر بمثابة البر الرئيسي لكافةِ منطقة جنوب شرق آسيا، وتصنف هذه المنطقة ضمن أكبر الجزر الرئيسية في جنوب آسيا.

تطلق تسمية الهند الصينية على المنطقة نظرًا لانخراط الثقافة الهندية مع الصينية وامتزاجهما معًا، هذا وتؤكد المعلومات أن هذه المنطقة كان يتبع تسميتها كلمة الفرنسية على الدوام؛ وذلك نظرًا لفرض الحكومة الفرنسية سيادتها على المنطقة لفترة من الزمن تفاوتت بين 1858 وحتى 1893م، ومع حلول سنة 1940م تعرضت المنطقة بشكلٍ تدريجي للاحتلال الياباني؛ فوقعت منطقة تونكين في الأجزاء الشمالية من فيتنام تحت قبضة اليابان، ثم امتد الاحتلال إلى بقية المنطقة عدا الأجزاء الغربية من كمبوديا وفيتنام، فقد تم التنازل عنها من اليابان لصالح تايلاند.

بالرغمِ من فرض الاحتلال الياباني قوته على البلاد؛ إلا أن الحكم بقي لفرنسا حتى سنة 1945م؛ ثم أُعلن تمتع فيتنام بحكمٍ ذاتي بعد إلقاء القبض على المفوّضين الفرنسيين المحليين.


جغرافيا الهند الصينية

تقع الهند الصينية في الجزء الأقصى بالسبةِ لشبه جزيرة جنوب شرق آسيا، وتحديدًا بين جنوب الصين والنواحي الشرقية من تايلاند، وبشكل عام فإن هذه المنطقة تنضم لمناطق جنوب شرق آسيا، وتغطي المنطقة مساحة تصل إلى 2.065 مليون كيلو متر مربع، وتشترك بحدودٍ مع خليج البنغال ومضيق ملاكا وبحر أندامان، أما من الشرق فيحدها بحر الصين الجنوبي، وفيما يتعلق بطبيعة المنطقة وجغرافيتها فإنها على النحو الآتي:

  • تمتد السلاسل الجبلية والهضاب في المنطقة بدءًا من الشمال وصولًا إلى الجنوب.
  • كما تمتد أيضًا السلاسل الجبلية الجنوب باتجاه الشمال مجددًا على شكل مروحة مثلثة الشكل.
  • تتواجد السهول والأراضي المنخفضة في المناطق الجنوبية أيضًا.
  • امتداد الخطوط الساحلية لطولٍ يتجاوز 1.17 مليون كيلو متر مربع، وتتواجد هناك الموانئ الهامة جدًا.

سكان الهند الصينية

يتجاوز عدد سكان الهند الصينية 257 مليون نسمة يتوزعون في الدول الأعضاء بها، ويتخذ السكان من اللغات الصينية التبتية لغات رسمية لهم، ومن المتعارف عليه أن مثل هذه اللغات تتصدر المرتبة الثانية عالميًا وفقًا لعدد الناطقين بها، وتؤكد الحقائق بأن هذه المنطقة تشكل حدًا فاصلًا بين المناطق الناطقة باللغات الصينية التبتية واللغات الاستروازية، أما فيما يتعلق بالعقائد الدينية فإن الديانة البوذية هي المهيمنة على المنطقة.


تاريخ الهند الصينية

مر تاريخ الهند الصينية بعدد من المحطات والعصور التاريخية منذ قيامها وحتى الوقت الحالي، من أهم المحطات التاريخية التي مرت بها المنطقة:

  • نشأت في سنة 1887م، واتخذت من هانوي عاصمةً لها، إلا أنها بقيت ضمن النطاق الفرنسي حتى أواسط الخمسينيات.
  • بدأت المنطقة بالتغير بشكلٍ ملحوظ وكبير بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وتحديدًا بعد أن هُزمت الجيوش الفرنسية سنة 1954م وانتهى النفوذ الياباني على المنطقة.
  • تخلت فرنسا بشكل كامل عن المنطقة وعن أي مطالبات بهذه المناطق، وقد أصبحت الدول مستقلة بشكل كامل.
  • قدم العالم الجغرافي الدنماركي كونراد مالت برون تعريفًا للهند الصينية بأنها نتاج انقسام القوى الغربية للصين وانطلاق الحملات الاستعمارية الفرنسية، وقد جاء ذلك في أعقاب معاهدة تيان تسين.

اقتصاد المنطقة

فرضت الحكومة الفرنسية سيطرتها على الهند الصينية واتبعت مجموعة من السياسات التي تفرض الضرائب المحلية على المنطقة، وكانت الحكومة الفرنسية آنذاك محتكرة تمامًا لتجارة الأرز والأفيون والملح والكحول، وبعد تمتع الدولة بالاستقلال وانفصالها عن المستعمرين؛ قدمت حكومات الهندية الصينية مجموعة من الإصلاحات والخطط لغايات تحقيق تطور ملحوظ في تطور السوق بمختلف أرجاء البلدان، وذلك اعتبارًا من مطلع القرن العشرين وحتى الوقت الحالي.

برزت العديد من الموارد الطبيعية في رفدِ اقتصاد المنطقة كالزنك والفحم والقصدير؛ وقد جاء ذلك في فترة الاحتلال الفرنسي للمنطقة، وقد لجأت إلى تصدير الأرز والمطاط والفلفل إلى كمبوديا، ويشار إلى أن الكميات الوفيرة من المطاط قد ساهمت في قيام شركة الإطارات العالمية "ميشلان" هناك، وشيدت مصانع إنتاج الكحول والدخان والمنسوجات وغيرها.

يعتبر القطاع الزراعي من أبرز القطاعات المساهمة في رفد اقتصاد الهند الصينية بشكلٍ كبير، وتحديدًا الاقتصاد الفيتنامي، وتصدر الدول كل من المطاط والأرز على وجه الخصوص وتؤدي هذه المحاصيل أهمية حيوية كبيرة، واتجهت حكومات الهندية الصينية لتحسين الصناعة ورفع مستوياتها لغايات خلق فرص حديثة للتجارة الدولية، وزيادة التنوع الاقتصادي، بالإضافة إلى اعتبار القطاع السياحي عنصرًا فعالًا في رفد اقتصاد الهند الصينية، وازدادت وتيرة التطور بشكلٍ كبير في الآونة الأخيرة.

هل أعجبك المقال؟