تعريف المازوخية

مروة الشيخ
مروة الشيخ

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

من أشهر الاضطرابات النفسية الجنسية والتي تعد نوعًا من الانحراف الجنسي (Paraphilia) هما السادية (Sadism) والمازوخية (Masochism)، وهما مصطلحان يشيران إلى تمتع المرضى النفسيين المصابين بها بالألم والعذاب الجسدي للحصول على المتعة والإثارة الجنسية، ولكن المازوخية والتي سنتحدث عنها في مقالنا هذا هي إلحاق الشخص بالألم والعذاب لنفسه لوصوله إلى متعته، أما السادية، فتشير إلى تمتع الشخص ووصوله إلى نشوته الجنسية عن طريق تعذيب وإلحاق الألم بشخصٍ آخر.


تعريف المازوخية

المازوخية أو الماسوشية كما يقول عنها البعض هي مرضٌ ناتجٌ عن اضطرابٍ نفسيٍّ جنسيٍّ يقوم على نيل الشخص للمتعة والإثارة الجنسية عن طريق تعرضه للألم والعذاب من خلال الضرب والقهر والإذلال، وتتراوح كمية الألم من القليل إلى الكثير من العنف الجسدي بحسب المريض وحالته النفسية، ومع ذلك الشخص المازوخي لا بدّ من أن يسيطر على الوضع ويتجنب حدوث أذيةٍ كبيرةٍ له ويتجنب إصابته بجروحٍ خطيرةٍ.

إن أول شخصٍ تحدث عن سلوكه المازوخي والذي تم تسمية هذا السلوك باسمه هو الكاتب النمساوي ليوبولد فون زاخر مازوخ (Leopold von Sacher-Masoch)، والذي كتب عن السعادة والمتعة التي اكتسبها من تعرضه للضرب والقهر.

كما قلنا، إن مفهوم المازوخية يعبر عن الاضطراب النفسي الجنسي بشكلٍ أساسيٍّ، ولكن قد يستخدم هذا المصطلح لوصف حالاتٍ أخرى غير جنسيةٍ ويقال عن الشخص عندها مازوخيًا وهذه الحالات هي:

  • قيام الشخص بالعمل إلى درجة الإنهاك والتعب الشديد لتحقيق أهدافه، إذ إن هذا الشيء يعتبر مسيئًا للذات واستنفاذًا للجسم وطاقته.
  • شعور الشخص بالإهانة بشكلٍ مستمرٍ داخله، وأنه ليس مثل الآخرين وعدم إظهار حقيقة مشاعره للغير.
  • أن يشكو الشخص من الكثير في حياته وعدم قيامه بشيءٍ حيال ذلك، ورفضه لجميع المساعدات ممن حوله.
  • انجذاب الشخص لعلاقاتٍ سيئةٍ، والتي يتعرض فيها للإذلال والإهانة والألم، ومع ذلك يتحمل هذا الألم ولا يقوم بإظهاره.

الأسباب وراء المازوخية

معظم الناس ليسوا مازوخيين، لسببٍ بسيطٍ؛ وهو أنه لا يوجد شخص ٌطبيعيٌّ يميل إلى إيذاء نفسه جسديًّا أو نفسيًّا، إذ إن معظم الناس يتجنبون الأنشطة المؤذية لهم، لذلك فإن الأشخاص الذين يبحثون عن الألم لا بدّ من أن يكون لديهم العديد من الدوافع والأسباب التي دفعتهم للقيام بذلك، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • يُعزى سبب المازوخية في بعض الأحيان لتعرض الأشخاص لصدمةٍ في مراحل طفولتهم أو مراهقتهم مثل الاعتداء الجنسي أو سوء المعاملة، وغيرها من التجارب التي تسبب اضطراباتٍ نفسيةً بوقتٍ لاحقٍ.
  • في حال تعرض الشخص للكبت ومنعه من التخيل الجنسي، فيصبح لديه دافع أقوى عند قمعه إذ يكون في حالة ضيقٍ شديدٍ مما يؤدي إلى ممارستها على نفسه ليحقق حالةً من الإثارة واللذة.
  • البعض يقوم بهذا السلوك للهروب من الواقع من خلال تمثيل هذه التخيلات والأوهام مع أشخاصٍ مختلفين.

الأساليب التي
يتبعها المازوخي

يقوم الشخص المازوخي بالقيام بالعديد من الأعمال العنيفة لوصوله إلى الإثارة الجنسية، ومن هذه الأعمال العنيفة جسديًّا:

  • القيام بثقب وتشويه الجسد وإصابته بالجروح.
  • تطبيق الصدمات الكهربائية على الجسم.
  • الحرق.

كما أن البعض منهم يقوم بالبحث عن شخصٍ ساديٍّ جنسيًّا ليكون شريكًا لهم، ومن بعض الأعمال التي من الممكن أن يقوم بها الشخص السادي لشريكه ما يلي:

  • تقييد الشريك.
  • تعصيب العينين.
  • الصفع والجلد باستخدام السوط.
  • إجباره على لبس ثيابٍ معينةٍ.
  • الاعتداء جنسيًّا على الشريك (الاغتصاب).

تشخيص المازوخية وأعراضها

في حال إثارة الشخص لنفسه لمراتٍ متعددةٍ من خلال تعرضه للضرب والإهانة والتعذيب أو إثارته بتخيل ذلك وتطبيقه، وفي حال قام بتكرار ذلك لمدة لا تقل عن 6 أشهرٍ، هنا يمكن القول إن الشخص بات مازوخيًّا.


علاج المازوخيّة

كما قلنا، إن المازوخية اضطرابٌ نفسيٌّ وبالتالي أهم علاجٍ لها هو العلاج النفسي، ويهدف العلاج النفسي إلى اكتشاف السبب الرئيسي وراء هذا السلوك المضطرب من أجل إعادة تهيئة الشخص وتدريبه على التعاطف، والمقصود بإعادة الهيكلة هنا هو تصحيح جميع المعتقدات الخاطئة لدى المريض، والتي تقوده إلى هذا السلوك ولهذه الأفكار الضارة، وأيضًا يتم العلاج المعرفي السلوكي والذي يساعد المريض على تعلم مهاراتٍ لإدارة التحفيز الجنسي لديه بطرقٍ صحيةٍ وخاليةٍ من العنف.

وفي بعض الحالات يتم علاج المازوخية أيضًا بالأدوية، إذ يتم إعطاء المريض أدوية لخفض مستوى الهرمونات الجنسية كالتستوستيرون في الجسم، وكذلك بعض الأدوية من مضادات الاكتئاب لتقليل الدافع الجنسي لديه.

هل أعجبك المقال؟