معلومات حول جبال الأنديز

هل تحب المغامرات؟ إذا كنت على استعدادٍ لخوض مغامرةٍ شيّقةٍ، في واحدٍ من أكثر الأماكن على الأرض سحرًا وجمالًا، فتابعني في السطور التالية. جبال الأنديز (Andes)، ربما جاء على مسامعك ذكر تلك الكلمات، ربما أثناء حصة الجغرافيا، أو في التلفاز في قنوات الأفلام الوثائقية، أو ربما سمعت أحد أصدقائك يتحدث عنها مبهورًا، ومن يعلم ربما أنت بنفسك تتوق لخوض التجربة والذهاب لتلك الجبال كي تخوض مغامرةً مثيرةً بين تلك الجبال.

تمتد سلسلة جبال الأنديز ضمن سبع دولٍ وهي: الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وبيرو وفنزويلا. وتمتد على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية، مما يجعلها حاجزًا بين شرق المحيط الهادئ وبقية قارة أمريكا الجنوبية.

تنقسم سلسلة جبال الأنديز إلى ثلاثة أقسامٍ رئيسيةٍ تُفصل عن بعضها بانخفاضاتٍ متوسطةٍ، وهذه الأقسام هي الجنوبية والوسطى والشمالية. سنستعرض كل قسمٍ فيما يلي.

تفصل تلك الأقسام عن بعضها بانخفاضاتٍ متوسطةٍ.

تكونت سلسلة جبال الأنديز خلال العصر الجوراسي، لكن شكلها الحالي قد اكتسبته خلال العصر الطباشيري، من الصخور الرسوبية والمتحولة، وقد تكونت هذه السلسلة في الأصل نتيجة تحريك أحد الصفائح التكتونية، والتي تسمى نازكا، والتي تقع أسفل صفيحة أمريكا الجنوبية. وصفيحة نازكا عبارة عن غلافٍ صخريٍّ هابط، وتسبب العديد من الزلازل، حيث تقوم صفيحتي نازكا وجزء من صفيحة أنتاركتيكا واللتان تقعان أسفل صفيحة أمريكا الجنوبية في إحداث زلازل وثورات بركانية، ومنها بركان كوتوباكسي (Cotopaxi) وهو أحد أشهر براكين العالم.

يختلف المناخ على المناطق المختلفة جبال الأنديز، نتيجةً لعدة عوامل، منها الموقع والارتفاع والقرب من سطح البحر، فمثلًا القسم الجنوبي عادةً ما يكون مُمطرًا وباردًا، والقسم الأوسط يكون جافًا وتختلف فيه درجات الحرارة بشكلٍ كبيرٍ. أما عن القسم الشمالي، فيكون ممطرًا ودافئًا.

من الظواهر الغريبة أيضًا هناك بالنسبة لتباين درجات الحرارة، أنك تجد الغابات المطيرة الاستوائية على بعد أميالٍ قليلةٍ من قمة كوتوباكسي المغطاة بالثلوج. كما ستجد تباينًا كبيرًا في درجات الحرارة بين القمم المختلفة تمامًا والتي تتراوح ما بين 30 إلى 55 درجة مئوية.

توجد العديد من المدن التي يسكنها البشر على طول جبال الأنديز، وتشير معظم الدلائل إلى أنه لم يكن هناك بشرٌ يعيشون هنالك منذ بداية البشر على الأرض، حيث يرجع عمر أقدم بقايا للبشر هناك لحوالي 1000 إلى 12000 عام، إلا أن هناك الكثير من العلماء الذين يعتقدون بوجود بشر عاشوا هنالك قبل ذلك.

أما عن المناطق المُرتفعة، فمن الصعب على البشر العيش هناك، نتيجةً لنقص الأكسجين، لكن هناك من استطاعت أجسامهم التكييف مع هذه الحرارة على ارتفاعاتٍ عاليةٍ، حيث تطورت خلايا أجسامهم، لتتعايش مع هذه الظروف، وهم رعاة الجبل.

هناك طائفةٌ من البشر استطاعوا أن يثبتوا وجودهم هناك في القرن الخامس عشر، وهم الإنكا واستطاعوا بالفعل التكييف مع هذه الحياة، لكن قُضي عليهم نتيجة الأهلية، والأمراض التي نقلت إليهم من الأوربيين الغزاة، ولم تستطع مناعتهم أن تواجه هذه الأمراض بالرغم من أنها تلك لم تكن خطرة بالضرورة، لكنّ افتقارهم للاختلاط مع المجتمع البشري الآخر على مرِّ السنين قد سلبهم القدرة على تطوير جهازهم المناعي، ولم يُكتشف وجودهم حتي 24 يوليو عام 1911.

تتميز الحيوانات التي تعيش في بلاد الأنديز بمرونتها ووعورتها، وقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية هناك، فمثلًا حيوان الشنشيلا (Chinchilla) يتميّز بفروه الذي يزداد سماكةً مع انخفاض درجة الحرارة، كما أنه له القدرة على القفز والتسلق ليحمي نفسه من الحيوانات المفترسة. هناك أيضًا حيوانات الألبكة (Alpaca) واللاما (Llama)، وكوندور الأنديز، والذي يُعد أكبر نسر في أمريكا الجنوبية، كما يعيش هناك الفيكونيا (Vicuña) أحد أفراد عائلة الجمل.

تشتهر جبال الانديز بثروةٍ نباتيةٍ غنيةٍ، وتضم حوالي 30000 نوع مختلف من النباتات، وتوجد بها أشجار Cinchona Pubescens، والتي تنتج مستخلصًا يسمى الكينين، وهو مصلٌ لعلاج مرض الملاريا، وتوجد أيضًا غابات بوليليبس (Polylepis)؛ وهي تملك أنواعًا من الأشجار المُميزة التي تنتمي لعائلة الورد.