جزر النخيل في الإمارات العربية المتحدة
جزر النخيل هي أكبر الجزر الاصطناعيّة في العالم، أُنشئت في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتقع قبالة ساحل الخليج العربيّ، وهي شبه جزيرةٍ اصطناعيّةٍ مبنيّة من الرّمل، طورتها شركة نخيل العقاريّة في الإمارات العربية المتّحدة؛ لتضيف بذلك 520 كم إلى الخط الساحلي، وسميت بالنّخل لأنها تتخذ شكل نخلةٍ يعلوها هلال، وتتألّف من ثلاث جزرٍ هي:
- نخلة الجميرا.
- نخلة جبل علي.
- نخلة ديرة.
جزيرة نخلة الجميرا هي الأصغر بين جزر النخيل الثلاثة، تقع في المنطقة الساحليّة من جميرا في دولة الإمارات العربية المتحدة، تُقدّم لزوّراها الفنادق والفيلّات والمطاعم والمقاهي والشّواطئ الرّائعة. من ناحيةٍ أخرى، فإن جزيرة نخلة جبل علي هي نخلة دبي متوسطة الحجم، تقع في منطقة جبل علي الساحلية بإمارة دبي، وهي جزيرةٌ ترفيهيّةٌ؛ تقدّم مجموعةً متنوّعةً من مناطق الجذب السياحيّ، وتشمل متنزّهًا مائيًّا، وبيوتًا مائيّةً، وستة مراسي، وقريةً بحريّةً..
أُنشئت جزر النخيل الصناعيّة في دبي في الإمارات العربية المتحدة، بغرض التنمية السياحيّة في البلاد، بعد أن توقّع العلماء نُضوب حقول النّفط في السنين القادمة، وهو السلعة الاستراتيجيّة والدّاعم الرئيسيّ لاقتصاد البلاد، ممّا استدعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، لاتخاذ الإجراءات اللّازمة لحماية اقتصاد بلاده والحفاظ عليه، فكانت رؤيته المستقبلية هي تحويل دبي إلى الوجهة السياحيّة الأولى في العالم، من هنا كانت الفكرة في دفع الحدود البشريّة مع الطبيعة، لبناء جزيرةٍ صناعيّةٍ على شكل نخلةٍ في الخليج العربيّ..
مراحل بناء جزر النخيل
بُنيت الجزر من الرّمل المُستخرج من الخليج العربيّ على ثلاث مراحلَ:
- المرحلة الأولى: هي مرحلة تشكيل أساس البناء، بنقل ما يقدّر بنحو 100 مليون متر مكعب من الرمل والصخور.
- المرحلة الثانية: بناء البنية التحتيّة من الجسور، ونظام جمع مياه الصرف الصحي، وتصريف مياه الأمطار، ونظام الري، والمياه المنزلية، وشبكة أنابيب الغاز، والاتصالات، ونظام الإمداد الكهربائي، والطرق والشوارع، والموانئ، ونظام مكافحة الحرائق، وجمع النفايات، والمناظر الطبيعية.
- المرحلة الثالثة: تشمل تشييد المباني والإنشاءات السكنيّة والسياحيّة والمباني التجاريّة في جزر النخيل أجمع..
نخلة جميرا
أكبر مشاريع عالم اليوم، بدأ بناؤها في أغسطس 2001م، وتم تمويلها إلى حدٍّ كبيرٍ من دخل دبي من النفط، كان التحدي الكبير في الاعتماد على المواد الطبيعيّة من رمالٍ وصخورٍ، على عكس الجزر الصناعية الأخرى المبنية من المعدن والخرسانة، مُتمتعة بمظهرٍ طبيعيٍّ يمتزج مع البيئة المحيطة، يظهر الأرخبيل من الجو كشجرة نخيلٍ محاطةٍ بهلالٍ، تتألّف الجزيرة من جذعٍ ومحورٍ والسّعف والهلال، يتصل الجذع بالبرّ الرئيسيّ وبمحور النخلة بواسطة الجسور، يتصل بالمحور17 سعفةً، أمّا الهلال فيحيط بالنّخلة من جميع قطاعاتها مشكّلًا حاجزًا معيقًا للأمواج، ويُقسم بدوره إلى ثلاثة أقسامٍ لتسهيل تداول مياه البحر.
يبلغ عرض الهلال 650 قدمًا (200 متر) وطوله 10.5 ميلًا (17 كم)، تمّ استصلاح مّا لا يقل عن 1،380 فدّانًا (560 هكتارًا) من الأراضي، ضمن مساحةٍ يبلغ قطرها حوالي 3.1 ميل (5 كم). صُنعت الجزر في الغالب من الرّمال المجفّفة، باستثناء الهلال الذي تمّ دعمه بالحجارة والصّخور من البرّ الرئيسيّ للتّصدي للأمواج. بدأ العمل في عام 2001م، وتمّ إنشاء الأراضي والبنية التحتية الأساسيّة بحلول عام 2004م، ووصل أوّل السّكان في عام 2007م..
نخلة جبل علي
أقلّ جزر النخيل مركزيّة، تقع النّخلة بالقرب من ميناء جبل علي، على بعد 50 كم من وسط مدينة دبي، تتألف من 17 نخلةً وهلال، مستضيفة القرى البحريّة بما فيها من متنزهاتٍ ترفيهيّةٍ مائيّة، وأبنية سكنيّة في الهلال، ويتكوّن الجذع بدوره من منازلَ وقنوات اتّصالٍ. تكمن أهميّة هذه النخلة وتفرّدها بين الهلال والنخيل، إذ نرى قصيدةً للأمير محمد بن راشد، خطّتها ركائز المنازل فيها. بدأ بناؤها في أكتوبر 2002م، وكان من المفترض أن تكتمل في 2008م، ولكن بسبب المشاكل الفنيّة وخاصةً الأزمة الماليّة، تمّ تأجيل الموعد النهائيّ إلى 2012م..
نخلة ديرة
أكبر جزر النخيل الثلاثة، صمّمت في البداية لتمتلك سواحل تصل إلى 75 كم، و42 مرسى، وميناء يتسع لنحو 8000 سفينةٍ، وبحلول عام 2008 تم استصلاح 25% من الأراضي، ولكنّ الأزمة الاقتصاديّة العالميّة خفّضت الحجم النهائيّ للنّخلة، وأطلق عليها تسميتها الحالية عام 2013 م، ثمّ توقف استصلاح الأراضي فيها..
تقع جزيرة ديرة على الواجهة البحريّة بمساحة 15.3 كيلو مترٍ مربّعٍ قبالة ساحل ديرة، لتُضيف 40 كم إلى ساحل دبي، بما في ذلك 21 كم من الشاطئ الجديد؛ وتتألّف من أربع جزرٍ كبيرةٍ، متّصلة مع بعضها بجسورٍ، ومن المتوقع أن يبلغ عدد سكّانها 250 ألف نسمة، مع خلق 80 ألف وظيفة؛ تتضمّن الخطّة الرئيسيّة مئات من المشاريع السياحيّة والترفيهيّة والسكنيّة بما في ذلك الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية، والمباني متعددة الاستخدامات والمنازل المطلّة على الماء..
الآثار البيئيّة التي خلّفتها جزر النخيل
على الرّغم ممّا حقّقه مشروع بناء جزر النخيل الاصطناعيّة واستصلاح الأراضي من نجاحٍ باهرٍ، بخلق مناطق جديدة للسّكن، وتحسين مستوى السياحة، أو الأغراض الأخرى في العصر الحاليّ، إلا أنّ للمشروع وجهًا آخر يحمل سلبيّاتٍ عديدةً!
لقد تجاهل المشرع بطريقةٍ أو بأخرى سلبيّات البناء على البيئة البحريّة، متجاوزًا الحدود مع الطبيعة، فأدى إلى تغييراتٍ في الحياة الطبيعيّة للكائنات، وتآكل الرّواسب المتراكمة على طول الشاطئ، وتغيّر حركة الأمواج، ممّا أدى إلى خنق الكائنات البحريّة المحليّة، وانخفاض كمية أشعة الشمس التي تخترق سطح المياه إلى النباتات الشاطئيّة، وتغيّرت أنماط التعرية على السّواحل نتيجة تغيّر أنماط الأمواج المتلاطمة بالحاجز الهلاليّ.
تحولّت أنظار مناصري البيئة إلى الجزر الصناعية في دبي، وانتقدت منظّمة السّلام الأخضر الافتقار التّام والكامل للاستدامة في جزر النخيل، وتعرّضت لهجومٍ قويٍّ من موقع Mongabay.com، وهو موقعٌ مخصّصٌ بشؤون الحفاظ على الغابات المطريّة.
"جزر دبي الصناعية لها تكلفةٌ بيئيّةٌ عاليةٌ"
مشيرًا إلى تغيّر تركيبة المياه الشّفافة في الخليج لزيادة نسبة الطّمي فيها، والضرر المُلحق بالحياة البحريّة، والشّعب المرجانيّة، وأحواض المحار وحقول الأعشاب البحريّة تحت الأرض، ممّا هدّد الأنواع البحريّة المحليّة، والأنواع الأخرى التي تعتمد عليها في الغذاء، تمّ تغطية أحواض المحار بالرّواسب إلى ما يقارب البوصتين، وتآكلت الشواطئ مع تعطّل التيارات الطبيعيّة؛ هذا ما أكّده بدوره الصندوق العالميّ للحياة البريّة، بإعلانه عام 2006م أنّ:
"الضغط البشريّ الإماراتيّ على النّظم البيئيّة العالميّة هو الأعلى في العالم".