حديث الرسول عن التنمر

التنمر
المهندس سعيد عطا الله
المهندس سعيد عطا الله

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

نرى ظاهرة التنمر المنتشرة كثيرًا في مجتمعاتنا من اعتداءات لفظية وجسدية سواء من هم أكبر سنًا أو أصغر، مما تؤدي إلى مشكلات نفسية وجسدية أحيانًا تكون كبيرة على الشخص، والإسلام كان له السبق في الكلام عن هذه الظاهرة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث، حيث عرف التنمر في الإسلام هو: الاعتداء اللفظي والجسدي.


أهم أحاديث الرسول عن التنمر

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هَجَر ما نهى الله عنه)). رواه البخاري، ومسلم.

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم)). رواه البخاري.

عن عائشة قالت: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم أناسٌ من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، قال: ((وعليكم))، قالت عائشة: قلت: بل عليكم السام والذَّام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، لا تكوني فاحشة))، فقالت: ما سمِعت ما قالوا؟ فقال: ((أوليس قد ردَدت عليهم الذي قالوا، قلت: وعليكم)).

وفي رواية أنه قال لها: ((يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحُّش)). فالفحش: العدوان في الجواب. صحيح مسلم

عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليسكت»

(رواه البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم).

وعن أبي موسى رضى الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ! أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» (متفق عليه).

وعن أبي هريرة رضى الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُّ بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب» (متفق عليه).

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟ قال: «أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك» (الترمذي وقال: حسن).

سأله معاذ رضي الله عنه عن العمل الذي يدخله الجنة، ويباعده عن النار أخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قال: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: «كفّ عليك هذا» فقال معاذ: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلاَّ حصائد ألسنتهم؟». (أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح).

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ جميع أعضاء الإنسان تخاطب اللسان كلّ صباح قائلة: «اتَّق الله فينا، فإنما نحن بك، فإذا استقمت استقمنا وإن اعوجت اعوججنا»

(الترمذي وصححه ابن خزيمة)

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (متفق عليه).

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ بداية الإيمان استقامة اللسان، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» (رواه أحمد) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في التنمّر: (أثقل شيءٍ في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإنّ الله ليبغض الفاحش البذيء)، أي بمعنى أنّ التنمر من الفواحش التي يمارسها الإنسان بحق الآخرين وإنّ الله يكره ويبغض السيئين والفاحشين وينبذهم؛ وإنّ الأخلاق الحسنة هي التي تثقل ميزان المؤمن وترفعه درجات عند الله تعالى.

وحرّم الإسلام الإيذاء والاعتداء على الآخرين حتى بالكلام والنظر، حيث قال الله تعالى: (ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين)، كما وقال رسول الله (ص): (لا ضرر ولا ضرار) أي أنّه قد حثنا الإسلام على تجنب إلحاق الضرر الجسدي والنفسي أيضًا الذي قد يكون أقسى وأكبر أثرًا من الجسدي.

كما وأكّد الرسول (ص) أنّه لا يجب للمسلم أن يسيء لأخيه أو يتنمر عليه بأي شكلٍ كان، وذلك بقوله: ( لا يحلّ لمسلم أن يروّع مسلمًا) وقال أيضًا: (من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإن الملائكة تلعنه، حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه)، أي إذا وجّه الشخص لأخيه سلاحًا سواء كان مازحًا أو جادًا فإنّه مُلعَنًا عند اللهِ وملائكته.

كما نهى الإسلام عن خداع الناس الذي يؤدّي إلى ترويعهم وإخافتهم ولو على سبيل المزاح، أي فعل ما يسمّى بالمقالب، وكذلك نهى عن الاستهزاء المتعمد من شخص أو  من تصرفاته أو خلقته أو اسمه أو نسبه أو مجتمعه الذي قد يسبب له جرحًا نفسيًا ويضعف ثقته بنفسه ويسبب له إحراجًا ويدفعه إلى كراهية المجتمع والانتحار. كل هذه الأسباب تجعل حكم  ممارسة التنمّر بكافة أشكاله مُحرّمًا ويجعل حكم مواجهتها واجبًا.

ومن أهمّ الأسباب التي تدفع المرء للتنمر هي غياب خلق الاحترام والوعي الإرشادي والتربوي والخلقي بين البشر، و كذلك التربية السيئة التي يكبر عليها الفرد والتي تمنعه من تقدير واحترام الآخرين، والنمو في بيئةٍ اجتماعيةٍ سيئةٍ بعيدة عن الأخلاق الحسنة.


أمّا أهمّ النصائح للوقاية من التنمر وأضراره:

  • غرس التواضع والحلم وحب الآخرين في الفرد منذ الصغر.
  • تربية الفرد منذ الصغر على احترام الكبير والعطف على الصغير.
  • توفير بيئة اجتماعية جيدة للفرد لتساعده في بناء ثقته بنفسه وتعزيز روح المحبة مع الآخرين.
  • تعزيز الاحترام المتبادل بين الأفراد من خلال التربية الصالحة.
  • تعزيز مبادئ الثقة بالنفس والتحلي بالصبر عند مواجهة الفعل الخاطئ.
هل أعجبك المقال؟