حرب فيتنام
حطت الحرب العالمية الثانية أوزارها في عام 1945 على أمل انتهاء نتائجها الكارثية في فيتنام التي كانت ترزح تحت الاحتلال الياباني الذي أسفر عن موت أكثر من مليون فيتنامي جرّاء المجاعة. وقد أعلن هو تشي منه Ho Chi Minh قائد المقاومة الفيتنامية الاستقلال في الثاني من أيلول/ سبتمبر عام 1945 بطرد اليابانيين، ما تزامن مع بداية الحرب الباردة بين القطبين الرأسمالي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية من جهةٍ والقطب الشيوعي المتمثل بالاتحاد السوفيتي من جهةٍ أخرى.
تقسيم فيتنام
في عام 1954 هزم الجيش الفيتنامي القومي بقيادة الشيوعيين القوات الفرنسية في معركة ديان بيان فو Dien Bien Phu، ما أدى لاحقًا إلى إنشاء فيتنام الشيوعية شمال خط العرض 17، وكيان فيتنامي غير شيوعيٍّ جنوبه يلقى دعمًا من الولايات المتحدة الأمريكية يتمثل بالمساهمة في تشكيل الحكومة وإرسال مستشارين عسكريين وإطلاق يد وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA لشن حربٍ نفسيةٍ ضد الشمال.
هو تشي منه Ho Chi Minh قاد التمرد ضد الفرنسيين وحارب ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية بدعمٍ أمريكيٍّ، إلّا أنّه لاحقًا أصبح عدوًا لها، باعتباره قائدًا لشمال فيتنام وعاصمته هانوي Hanoi.
وكان نغو دينه ديم Ngo Dinh Diem هو القائد غير الشيوعي لجنوب فيتنام وعاصمته سايغون Saigon، استخدم القوة والعنف للحفاظ على سلطته كما رفض أي تصويتٍ على توحيد القسمين الجنوبي والشمالي ما أدى لاحقًا إلى نشوب الحرب بينهما.
تصاعد التدخل الأمريكي في فيتنام
أصبح من الواضح في منتصف العام 1960 أنه من الصعب مواجهة التهديد الفيتنامي الشمالي، إذ أنّه في النصف الأخير من العام 1959 قامت القوات المحاربة في شمال فيتنام بشن أكثر من 100 هجوم شهريًا، وفي السنة التالية تم اغتيال أكثر من 2500 موظف حكومي يُشَك بعدائه لـ فييت كونغ Viet Cong أي الحزب الشيوعي كما أطلق عليه حينها.
إلى جانب الأسباب الهيكلية والإيديولوجية لحرب فيتنام، كانت شخصية كل رئيسٍ أمريكيٍّ ومزاجه السياسي يلعبان دورًا هامًا في تعميق الالتزام الأمريكي في هذه الحرب؛ فقد خفف الرئيس دوايت أيزنهاور Dwight Eisenhower من تورط أمريكا في الحرب، وقد كان ذلك نابعًا من تخوفه وشكوكه حول دخول أمريكا في حرب برية جنوب شرق آسيا.
في حين شعر الرئيس الأمريكي جون كينيدي John Kennedy بوجوب إثبات تصميمه على مجابهة الشيوعيين، خاصةً في أعقاب العديد من الأخطاء في السياسة الخارجية في وقتٍ مبكرٍ من ولايته. حيث قام في عام 1961 بإرسال 400 خبير لتدريب الفيتناميين الجنوبيين، وإلى حين اغتياله في 1963 كان قد وصل عددهم إلى 16,000 خبير و100 قتيل.
في عهد خلفه ليندون جونسون Lyndon Johnson تمت المصادقة على إعلان أمريكا الحرب، إذ كان جونسون مصممًا على مواصلة الالتزام الأمريكي تجاه فيتنام الجنوبي. في شباط وآذار عام 1965 أعطى روبنسون الإذن بالقصف على مواقعٍ في شمال فيتنام، وأرسل 3،500 جندي من البحرية إلى جنوب فيتنام بالإضافة إلى زيادة عدد العسكريين الأفراد من 16،000 في عهد كينيدي إلى 23،000.
تعمق الصراع في فيتنام ودور كل السوفييت والصينيين فيه
على الرغم من المعدات العسكرية المتطورة التي تقدمها الولايات المتحدة للجنوبيين، كانت طائرات الهليكوبتر عرضةً لنيران الأسلحة الصغيرة، أمّا ناقلات الجنود المدرعة فقد أمكن إيقافها في حال إصابة السائق أو المدفع الرشاش، بالإضافة إلى حقيقة أنّ قيادة الجيش الفيتنامي الجنوبي لم تكن كفؤةً كما يجب؛ بل كانت مليئةً بالنخر والفساد وسوء التدريب.
بحلول صيف عام 1963 أصبحت الشكوك متزايدةً حول قدرة حكومة ديم على الصمود في هذه الحرب، فقد عُرف عنه عدم ثقته بأشخاصٍ من خارج عائلته، إذ أنّ شقيقه نهو Nho كان معروفًا بتدخينه الأفيون بالإضافة لانتشار تعليقاتٍ من قبل زوجة نهو تسخر فيها من الأغلبية البوذية في البلاد.
كل ذلك أدى إلى قيام العديد من المظاهرات والاحتجاجات المناوئة له، والتي كان أشهرها قيام الراهب البوذي ثيش كوانغ دوك Thich Quang Duc بصب البنزين علنًا وإشعال النار بنفسه كاحتجاجٍ على قمع ديم، وقد انتشرت هذه الصور الصادمة لهذا الحدث على الصفحات الأولى للصحف الأمريكية في اليوم التالي.
في هانوي عاصمة الشمال قرر القادة الشيوعيون تقديم التزامٍ عسكريٍّ كبير بالانتصار على الجنوبيين، خاصةً بعد التأييد الذي لاقوه من الزعيم الصيني ماو تسي تونغ Mao Zedong الذي وعد بتزويدهم بالأسلحة والموظفين التقنيين واللوجستيين، أما السوفييت فعلى الرغم من عدائهم الصريح للصين إلّا أنّهم أرسلوا المساعدات أيضًا للشمال.
في ظل الفوضى التي لحقت بالحكومة الفيتنامية الجنوبية كان الخيار الأمثل للأمريكيين يتمثل بتوجيه ضربةٍ إلى الشمال. لكن في 2 آب/ أغسطس عام 1964 تم الإعلان عن هجومٍ بواسطة قوارب الطوربيد على واحدةٍ من قطع البحرية الأمريكية التي تقوم بدورياتها في خليج تونكين، ثمّ في 4 آب/ أغسطس تم الإعلان عن هجومٍ آخر.
على الرغم من أنّ الأدلة المتعلقة بالهجوم الثاني غير مؤكدةٍ، إلّا أنّ الرئيس جونسون أمر بشن غاراتٍ جويةٍ انتقاميةٍ على القواعد الفيتنامية الشمالية، وفي 7 آب تم الإقرار في الكونغرس على الدعم الكامل لجونسون والسماح له باتخاذ أي إجراءٍ يراه ضروريًا للتعامل مع التحديات المقبلة.
في عام 1964 استمر الوضع نحو الأسوأ، واستمر التفوق الشمالي إذ أنّ أفضل وحدات الجيش الجنوبي كانت عاجزةً أمام هجمات الشماليين الذين لم يتوقفوا عن استهداف القواعد الأمريكية.
قام الأمريكان بعدها بمحاولاتٍ يائسةٍ لاستفزاز السوفييت والصينيين من خلال مهاجمة الموانئ حيث ترسو السفن السوفيتية، أو ضرب أهدافٍ قريبةٍ من الحدود الصينية، إلّا أن هذا لم يجدِ نفعًا في الوقت الذي كانت فيه القوات الشمالية تستمر بكسب الأرض شيئًا فشيئًا.
بحلول حزيران/ يونيو 1965 علت التنبؤات بانهيار الجيش الفيتنامي الجنوبي، ما نتج عنه رفع وتيرة الهجمات الأمريكية تجاه الأهداف الفيتنامية الشمالية، وشعور وزير الدفاع الأمريكي بالحاجة إلى قواتٍ إضافيةٍ، وهذا ما لاقى قبولًا لدى الرئيس جونسون الذي أذن بإرسال 100،000 جنديٍّ على الفور و100،000 إضافي خلال عام 1966، مع ملاحظة أنّ كل هذا قد تم دون إعلان رسمي للحرب أو خطاب أمام الكونغرس.
على الرغم من القدرات المشكوك بها لدى العديد من جنرالات الجيش الفيتنامي الجنوبي، إلّا أنّ التنسيق كان قائمًا مع القوات الأمريكية، واستمر عدم الاستقرار السياسي المزمن في سايغون إلى حين تنصيب حكومة في شباط/ فبراير 1965 برئاسة نجوين فان ثيو Nguyen Van Thieu.
ازداد تدفق القوات والمعدات الأمريكية إلى البلاد، وقاموا ببناء 4 قواعد جوية و6 موانئٍ جديدةٍ في المياه العميقة و74 قاعدة جوية تكتيكية و26 مشفى وأكثر من 900،000 متر مربع من المخازن.
بحلول خريف 1965 جرت اشتباكاتٌ داميةٌ بين الشيوعيين الشماليين والجنود الأمريكيين الذين استعملوا كامل قوتهم النارية، بما في ذلك الغارات الجوية والمدفعية والهليكوبتر وقاذفات بي-52، لكن بقي الأمل لدى الشمالين أنه بخروج الأمريكيين فهم يمتلكون القدرة على استرجاع أي بقعة أرضٍ يريدونها.
في 1967 أعلنت واشنطن النصر في الحرب إلّا أنّ الخسائر المتزايدة كانت لا توحي بذلك، وكان بإمكان الشيوعيين الفيتناميين إذا ما اقتضت الحاجة الانسحاب جزئيًا إلى ملاذاتٍ آمنةٍ لهم في لاوس أو كمبوديا أو داخل فيتنام الشمالي، أي أن السيطرة على وتيرة الحرب البرية كانت فعليًا بيد هانوي وليست بيد واشنطن.
أسقطت الولايات المتحدة على فيتنام الشمالي قنابل يفوق عددها ما أسقطت على اليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وأكثر مما أسقطته خلال الحرب الكورية بأكملها، إلّا أنّ كل هذا لم يكن فعالًا في مواجهة الشيوعيين.
في المقابل للدعم الأمريكي الواضح للجنوبيين، كانت روسيا والصين تتنافسان على تقديم الدعم للجزء الشمالي، قدم السوفييت ما يقارب 1.8 مليار روبل كمساعداتٍ عسكريةٍ واقتصاديةٍ، كما أرسلوا 3000 مستشار وفني عسكري إلى جانب الأسلحة المتطورة، من ناحيةٍ أخرى أنفقت الصين ما يقارب 2 مليار دولار دعمًا لهانوي.
موقف المجتمع الأمريكي وحركات مناهضة حرب فيتنام في الداخل
نشأت العديد من الجماعات المناهضة لدخول القوات الأمريكية في حرب فيتنام، ففي حزيران/ يونيو تشكلت منظمة يسارية تدعى طلاب من أجل مجتمع ديمقراطي Students for a Democratic Society عام 1960 كان هدفها الأساسي هو مواجهة الحرب. لكنّ المعارضة الحقيقية لم تبدأ حتى العام 1966 وما بعده وتجلى جانب منها برفض الكثير تأديتهم للخدمة العسكرية في فيتنام.
قبل هذا التاريخ أيد الكثير من الأمريكيين ادعاء إدارتهم محاربة المد الشيوعي في جنوب شرق آسيا، في حين أنّ الكثير منهم لم يولوا الاهتمام لهذا الحدث بل تجاهلوه وتابعوا حياتهم اليومية ببساطةٍ غير مدركين أن هذه الحرب المتصاعدة تدريجيًا من شأنها أن تمزق المجتمع الأمريكي.
بحلول عام 1967 ازداد عدد الأصوات المعارضة لهذه الحرب وخاصةً في أوساط الطلاب والمثقفين والأكاديميين وحتى رجال الدين كون هذه الحرب غير أخلاقيةٍ، بالإشارة إلى عدد الضحايا المدنيين في كل من الشمال والجنوب، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة كانت تدعم ديكتاتورية فاسدة وقمعية في سايغون، نتيجةً لذلك فقد أبدى أقل من 50% من المواطنين الأمريكيين دعمهم للرئيس في حربه.
الانتفاضة تشعل الحرب من جديد
استنتج الشماليون أن المعارك مع الأمريكيين لن ترجح كفة النصر لصالحهم، لذلك كان من المقرر إحداث انتفاضةٍ شعبيةٍ عامةٍ خلال مهرجان السنة القمرية في أوائل العام 1968، وأن يتزامن ذلك مع هجماتٍ عسكريةٍ على المدن والبلدات والمنشآت العسكرية.
في بداية كانون الأول/ ديسمبر قام الفيتناميون الشماليون بشن هجماتٍ على قواعد عسكريةٍ في الشمال الغربي من جنوب فيتنام بهدف تشتيت انتباه الأمريكيين وجذبهم بعيدًا عن المدن الكبرى.
هذا ما حصل بالفعل، ففي 31 كانون الأول/ ديسمبر بدأ الهجوم الشيوعي في جميع أنحاء جنوب فيتنام، إذ هاجموا 36 من أصل 44 عاصمة إقليمية و64 عاصمة مقاطعة و5 مدن من المدن الست الكبرى، وأكثر من عشرين مطارًا وقاعدةً جويةً، بالإضافة إلى تعرض مقر الجنرال وليام ويستمورلاند William Westmoreland قائد العمليات العسكرية الأمريكية في فيتنام للهجوم، كما تمّ اختراق مجمع السفارة الأمريكية في هيو Hue العاصمة الفيتنامية السابقة.
لم تكن هذه المعارك ذات جدوى حيث استمرت بعدها السيطرة الشيوعية لثلاثة أسابيعٍ، لكن من ناحيةٍ أخرى أثارت السخط في نفوس الجنوبيين الذين وبرغم كرهم لحكومة سايغون إلا أنهم أصبحوا أقل تأييدًا للشيوعيين.
بدء العد التنازلي لنهاية حرب فيتنام
إثر محاولات حثيثة من قبل كبار الحزب الديمقراطي وبعض مستشاري الرئيس، اقتنع الرئيس جونسون بوضع حدٍ للتصعيد القائم في فيتنام، وفي 31 آذار/ مارس عام 1968 أعلن جونسون في خطاب متلفز عن وقف قصف فيتنام باستثناء المنطقة القريبة من المنطقة المجردة من السلاح، بالإضافة لاستعداده بحث السبل لإنهاء الحرب من خلال إرسال ممثلين عن الولايات المتحدة للقيام بمفاوضاتٍ مع الجانب الفيتنامي الشمالي.
بعد ثلاثة أيامٍ أعلنت هانوي استعدادها للتباحث مع الأمريكيين، وقد جرى ذلك في 13 أيار/ مايو في باريس، إلّا أنّ هذه المفاوضات لم تتوصل لنتيجةٍ تذكر، بل على العكس قد زادت حدة المعارك في الأسابيع الثمانية التي تلت خطاب جونسون، كانت الحصيلة مقتل 3700 أمريكي وإصابة 18،000، في حين فقد الشيوعيون ما يقارب 43،000 قتيل.
في تشرين الأول/ أكتوبر أخبر السوفييت الأمريكيين عن نية الشيوعيين الشماليين متابعة المفاوضات بشرط وقف جميع العمليات القتالية ضد الشمال، مع التأكيد على أنّ هذا الوقف لن يؤثر على الوضع العسكري الراهن. تمّ العمل بهذه المفاوضات بالفترة التي تزامنت مع انتخاب ريتشارد نيكسون Richard M. Nixon رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1969.
أدرك نيكسون أنّ الولايات المتحدة غير قادرةٍ على الحسم العسكري، إلّا انّه يتوجب عليها الخروج من هذه الحرب بتسويةٍ مشرّفةٍ. عندما شن الشيوعيون موجةً أخرى من الهجمات، أمر نيكسون سراً بقصف مواقع الشيوعيين في كمبوديا.
على الرغم من الإجراءات المتبعة للحفاظ على سرية العمليات، إلّا أنّ القصة قد نُشِرت في صحيفة نيويورك تايمز في شهر أيار، قام نيكسون بالعديد من الإجراءات التي من شأنها سد هذه الثغرات الأمنية، إلّا أنّ الأمور تفاقمت لاحقًا وأودت به في النهاية إلى فضيحةٍ ووترغيت عام 1972.
بدأت عملية سحب القوات الأمريكية من فيتنام في حزيران/ يونيو 1969 وكانت تقدر ب 25،000 جندي، وبحلول آذار/ مارس 1970 تم الإعلان عن انسحابٍ تدريجيٍّ لقرابة 150،000 جندي.
استمرت المفاوضات من جهةٍ والعمليات العسكرية من جهةٍ أخرى، وشنت قيادة هانوي غزوًا شاملًا للجنوب في 30 آذار/ مارس 1972 باستخدام الدبابات وبدعمٍ من المدفعية، في المقابل أطلق نيكسون العنان للقوات الجوية ضد الشمال، كان عناد الشماليين ورفض الجنوبين لقرارات هذه المفاوضات كونهم غير ممثلين فيها هي الأسباب التي أدت لإخفاقها وإطالة أمدها.
كان ختام المفاوضات في 27 كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، حيث تمّ توقيع اتفاقية إنهاء الحرب وعودة السلم إلى ربوع فيتنام، إذ يبدأ وقف إطلاق النار في صباح اليوم التالي، ويتم سحب القوات الأمريكية خلال 60 يومًا وتفكيك قواعدها، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع أسرى الحرب.
على الرغم من اتفاقية السلام التي وُقّعت إلّا أن العديد من الخروقات من كلا الجانبين الشمالي والجنوبي قد حصلت، في حين أنّ الولايات المتحدة لم تبدِ أي اهتمامٍ بالمشاركة بهذه العمليات.
النهاية الحقيقية للحرب
لم تنته هذه الحرب فعليًا حتى استقالة ثيو Thieu رئيس جنوب فيتنام ورحيله إلى تايوان في 21 نيسان/ أبريل عام 1975، ولاحقًا استقالة الحكومة الجنوبية كاملةً في 30 نيسان وإعلان سيطرة الجيش الشمالي. في 2 تموز/ يوليو تمّ تشكيل حكومةٍ عسكريةٍ وتوحيد البلاد تحت اسم جمهورية فيتنام الاشتراكية وعاصمتها هانوي.