دراكولا مصاص الدماء تعرف على دراكولا الحقيقي
يعتبر دراكولا مصاص الدماء الأشهر عبر التاريخ ومن أكثر الشخصيات التي ألقت الرعب في قلوب البشر. وهو شخصيةٌ خياليةٌ ابتكرها الكاتب برام ستوكر في روايةٍ تحمل نفس الاسم وكانت من أهم ما كتب. ألهمت رواية ستوكر العديد من أفلام الرعب والبرامج التلفزيونية الدموية. وعلى الرغم من كون دراكولا شخصيةً خياليةً بحتةً، إلّا أنه مُستوحى من شخصٍ حقيقيٍّ كان يعيش في القرن الخامس عشر، وكان يُعرف بحبّه للدماء يُدعى فلاد الثالث Vlad III..
نبذة عن الكاتب
هو ابراهام ستوكر Abraham Stoker وُلد في 8 نوفمبر 1847 في دوبلن، أيرلندا وتوفي في 20 مارس 1912 في لندن، إنكلترا. عانى ستوكر في طفولته من العجز حيث لم يستطع الوقوف ولا المشي حتى عمر السابعة ليصبح بعدها أحد أهم الرياضيين ولاعبي كرة القدم في جامعة دوبلن التي تخرّج منها بإجازةٍ في الرياضيات.
نشر ستوكر روايته الأولى في عام 1890 تحت اسم ممر الثعبان والتي تحمل طابعًا رومنسيًّا. ظهرت بعدها في عام 1897 تحفته وأعظم أعماله والتي بسببها حصل على معظم شهرته فكانت رواية رعب دمويّة للغاية تحت اسم دراكولا. كُتبت الرواية على شكل يومياتٍ ومذكّرات للشخصية الأساسية جوناثان هاركر Jonathan Harker الذي قام بالتواصل الأول مع مصاص الدماء دراكولا. كتب ستوكر رواياتٍ عديدةً، ولكن لم تصل أيّ منها لشهرة وإتقان دراكولا، من أعماله: لغز البحر 1902، جوهرة النجوم السبعة 1903 وسيّدة الكفن 1909..
دراكولا الحقيقي وسبب التسمية
وُلد فلاد الثالث Vlad III في 1431 في ترانسلفينيا Transylvania رومانيا، المعروفة بطبيعتها الجبلية. كان والده حاكمًا لمنطقة ولاتشي، وهو فلاد الثاني المُلقّب بدراكول Dracul أي تنّين Dragon، وذلك بعد انضمامه لتنظيم التنين والذي كان عبارة عن قوّةٍ عسكريةٍ مسيحية مدعومة من الإمبراطور الروماني المقدّس بنفسه. ومن هنا جاءت تسمية فلاد الثالث بدراكولا Dracula أي ابن التنين Son of the dragon.
دموية فلاد III
من المُرجح أن شخصية دراكولا الدموية جاءت بعد طفولةٍ مليئةٍ بالدماء والحروب والمعارك. ذلك بسبب كون ترانسلفينيا وولاتشي ساحة معركة بين الإمبراطورية العثمانية المسلمة من جهةٍ وأوروبا المسيحية من جهةٍ أخرى. شهدت تلك المناطق عملياتٍ عديدةً من الكر والفر، فكان العثمانيون يحاولون الانتشار ضمن أوروبا والأوروبيون يمنعونهم مما خلّف أعدادًا كبيرةً من القتلى وجعل من الدماء مشهدًا يوميًّا.
استُدعيَ فلاد الأب في عام 1442 للمشاركة في اجتماعٍ دبلوماسيٍّ مع السلطان العثماني مراد الثاني والذي لم يكن سوى مجرّد فخٍ. ولسوء الحظ كان فلاد الابن وأخيه مع أبيهم فتم القبض عليهم وسجنهم كرهائنَ لدى العثمانيين. لاحقًا تم الإفراج عن الأب شريطة أن يترك أبناءه عندهم. على الرغم من تعليم العثمانيين لفلاد وأخيه العديد من العلوم وفنون القتال وغيرها، إلا أنهم ذاقوا العذاب في سجونهم. عائلة فلاد هي الأخرى لم تكن أحسن حالًا فقد جُرّدَ الأب من منصبه وتم قتله في المستنقعات. كما دُفن الأخ الأكبر وهو على قيد الحياة بعد تعذيبٍ مريرٍ. بدأ فلاد مسيرته الدموية بعد إطلاق سراحه حيث خاض معارك ضد العثمانيين وكانت الناس في ولاتشي تحتفل بانتصاراته. خلّف فلاد آلاف القتلى وعُرف بطرقه الوحشية والدموية في التعذيب والقتل..
دراكولا الشخصية الخيالية
يبدأ ستوكر روايته عندما يقرر المحامي الإنكليزي الشاب جوناثان هاركر السفر إلى ترانسلفينيا لمقابلة دراكولا أحد موكّليه، وذلك للانتهاء من معاملة تمليك. عندما وصل إلى المدينة طلب من الناس أن تدلّه إلى قلعة دراكولا فلاحظ علائم الاستغراب والرعب في أعينهم. تردد هاركر قليلًا ولكنه تابع طريقه باتجاه القلعة المحاطة بالذئاب.
عندما التقى الاثنان زاد مظهر دراكولا الشاحب والنحيل قلق وخوف هاركر خصوصًا بعد أن اقترب دراكولا من عنق هاركر الذي كان عليه آثار جرحٍ. اكتشف هاركر لاحقًا سر مظهر دراكولا بأنه مصاص دماء متعطّش للدماء البشرية ولا يعيش إلا بها. على الرغم من محاولات هاركر العديدة للهرب إلا أن دراكولا قد احتجزه في القلعة ليتلذذ بدمائه لاحقًا. كانت صحة دراكولا تعتمد بشكلٍ تامٍّ على بقائه قريبًا من تراب موطنه لهذا غادر حاملًا معه 50 صندوقًا من التراب باتجاه إنكلترا طلبًا لمزيدٍ من الدماء..
على الرغم من حمل فلاد الثالث ودراكولا لنفس الاسم إلا أنهم حقيقةً لا يشتركون بشيءٍ سوى الدموية. أما بالنسبة لأحداث الرواية فهي لا تتلاقى مع حياة فلاد بأية نقاطٍ.