عناصر القصة.. ما هي؟

عناصر القصة
سمر سليم
سمر سليم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

لعبت القصص دورًا هامًا في بناء ثقافتنا وسلوكنا وساهمت في نقل المعرفة والتجارب الإنسانية المختلفة من جيل إلى جيل، وبين شعوب الأرض. في هذا المقال، نتعرف على عناصر القصة الخمسة.


عناصر القصة: تعريف القصة

القصة هي شكل من الأشكال الأدبية السردية، ذات عدد محدود من الشخصيات، وشخصية رئيسية واحدة، وتركز على حدث أساسي بعيدًا عن الدخول في تفاصيل الحوادث الأخرى في القصة، تحمل في طياتها رسالة محددة موجهة للقارئ، وهي تختلف عن الرواية ذات السرد الأدبي الطويل، والتي تأتي في عدة فصول يتحرك فيها أكثر من شخصية رئيسية وعدد أكبر من الشخصيات قد يصعب على القارئ تذكرها، في أحداث متنوعة ومتعددة، تغطي عادة فترة زمنية طويلة.


عناصر القصة

عناصر القصة

يبرز من كتّاب القصة من يتمتعون بقدرتهم على الجمع بين عناصر القصة الخمسة الأساسية التي تدخل في كل واحدة، وهي الشخصية، والزمان والمكان، والصراع، والحبكة، والموضوع.


الشخصية (Character)

لكل قصة شخصياتها التي قد تكون من الناس وربما حيوانات أو غيرها، تتنوع وتختلف حسب مساهمتها في الحبكة، وتقسم إلى:

  • بطل القصة (Protagonist): الشخصية الأساسية فيها، والتي يتتبع القارئ الأحداث التي تمر بها.
  • الخصم (Antagonist): هو خصم البطل والمساهم الرئيس في الصراع.
  • شخصيات ثابتة (Static): لا تتغير كثيرًا خلال أحداث القصة ولكنها تسهم في تحديد سياقها، ولا يكون لها دور فعلي في تعقيد الأحداث.
  • الشخصية الديناميكية (Dynamic): يمكن أن تبدأ كشخصية مهمّشة، تتغير نتيجة الأحداث في القصة، تزداد أهميتها وتصبح أقرب إلى الشخصية الرئيسية مع تقدم الأحداث.

الزمان والمكان (Time And Place)

لكل قصة زمان ومكان تجري فيهما أحداثها، وأمة تنتمي إليها شخصياتها، في بلد ما، في المدينة أو الريف، في الأحياء الغنية أو الفقيرة، مدينة بحرية أو جبلية، أو مضارب تائهة في رمال الصحراء، أو أن يكون بطل القصة رحّالة تتعدد المشاهد الطبيعية التي ترافقه.

وقد يلتزم الكاتب بالتاريخ الحقيقي في سياق قصته، وقد تكون القصة خيالية فيبتكر الكاتب أرضه السحرية بثقافتها وعوالمها وتقنياتها بعيدًا عن عالمنا الحقيقي على الأرض.


الصراع (Conflict)

ينشأ الصراع بين قوى متعارضة، وهو ما يعطي القصة حبكة، وحيث يُعد أهم عناصر القصة فقد لا يحظى العمل بدونه باهتمام القرّاء، ويكون الصراع خارجيًا أو داخليًا:

  • الصراع مع شخصية أخرى: ويكون في صراع بين الشخصية الأساسية في القصة وخصم، كالنزاع بين الطيب والشرير.
  • الصراع مع الطبيعة: صراع خارجي، عندما تواجه الشخصية الأساسية قوى الطبيعة في صراع على البقاء.
  • الصراع مع المجتمع: تواجه الشخصية الرئيسية صراعًا خارجيًا مع فئة من المجتمع أو أحد عناصره (مواجهة القانون أو التقاليد أو مجتمع المدرسة أو غيرها).
  • الصراع الذاتي: صراع داخلي يدور في ذهن بطل الرواية للتعامل مع مخاوفه أو شكوكه الذاتية وضعف ثقته بنفسه أو ما يتنازعه من هواجس سعيًا لبلوغ الخيار الصحيح بين الخير والشر، أو العاطفة والعقل، وغيرها.
  • صراع مع القدر: تواجه الشخصية مصيرها في صراع مع مشاكل تصعب السيطرة عليها.

الحبكة (Plot)

هي سلسلة الأحداث وأفعال الشخصيات المرتبطة بالصراع، وتمثل "بنية السرد"، وعادةً ما تكون على النحو التالي:

  • يقدم الكاتب في البداية الشخصيات وتفاصيل عنها والعلاقات بينها والإطار الزماني والمكاني للقصة.
  • ينتقل إلى جزء العمل الصاعد والذي غالبًا ما يكون أطول أجزاء القصة، حيث يتطور الصراع والأحداث في هذا الجزء من العمل وصولاً للذروة.
  • في الذروة، تصل التوترات في خط الحبكة إلى حدها الأقصى، لتمثل نقطة التحول في القصة.
  • ثم تأتي نقطة الهبوط بعد الذروة، يبدأ التوتر في الذوبان وحل المشكلات والعقد في القصة.
  • في الخاتمة، تكون نهاية القصة حيث تنفرج الأحداث، ويتحدد مصير شخصياتها.

الموضوع (Theme)

آخر عناصر القصة وهو العنوان العريض أو الفكرة الأساسية التي يرغب الكاتب أن ينقلها ما بين سطور قصته، من أهم المواضيع التي تتطرق إليها القصص "صراع الخير والشر" و"عبثية الحياة" و"آلام الحرب" و" البحث عن الحرية" و"الحب أهم ما في الوجود"، وغيرها من المواضيع.

ويضاف للعناصر "السرد"، والذي يأتي في عدة أشكال منها أن يكون الراوي بطل القصة أو أحد شخصياتها، يستخدم صيغة المتكلم "أنا" و"نحن"، أو أن الراوي عنصر خارجي لا يتحدث إلى القارئ، وكأنه ينظر من خلال حاجز شفاف لمجريات القصة وشخصياتها ويستخدم لغة الغائب "هو" و"هي" و"هم"، للإشارة إلى شخصياتها.

كما ينقل المؤلف من خلال اختياره لكلماته وتعابيره والتفاصيل التي يتطرق إليها، موقفه من الموضوع فقد يكون متفائلًا أو متشائمًا مبتهجًا أو ساخرًا وربما حزينًا، في حين يجب أن تتضافر كل عناصر القصة من اختيار زمانها ومكان حدوثها والتفاصيل والكلمات وغيرها، لخلق مناخ خاص بها، حيث الشعور الذي يرغب كاتبها أن يولّده في نفس القارئ.

هل أعجبك المقال؟