كلاب لابرادور ونشأتها وميزاتها وعيوبها
تُعتبر الكلاب من أوائل الحيوانات البرية التي استانسها الإنسان، وللكلاب العديد من السلالات الشهيرة التي تختلف في الحجم والشكل الصفات، تُعتبر كلاب لابرادور من أكثرها شعبيةً في العديد من دول العالم فهي الرفيق الأفضل للعائلات داخل المنزل وفي رحلاتها وانشطتهتا الخارجية.
كلاب لابرادور
هي سلالةٌ من الكلاب تمتاز ببنيتها القوية وشكلها اللطيف والمُحبب وحجمها المتوسط وفروها الكثيف والقصير، تتحمل الظروف الطبيعية القاسية ما جعلها تلعب دورًا فعالًا ككلاب صيدٍ في رحلات الصيد حيث تقوم بجلب الطيور المائية والطرائد الصغيرة التي تم اصطيادها، إن شكلها الودود وقدرتها العالية على التّعلم جعلت منها كلب العائلة المُفضل لدى العديد من العوائل في أمريكا وكندا والمملكة المتحدة،
يبلغ متوسط ارتفاع كلب لابرادور عند الوقوف أكثر من نصف مترٍ، ويتراوح وزنه بين 25 و 34 كغ تقريبًا، يختلف لون فروه بين الأصفر والأسود، والبني رأسه عريضٌ وعيونه برّاقةٌ بشكلٍ يجعل منظره مُحببًا لدى العديدين، يمتاز بلياقته البدنية العالية والتي تتطلّب الكثير من النزهات والجري والنشاطات الرياضية ليُحافظ عليها، تُعمّر هذه السلالة من الكلاب حتى عمر 10 إلى 12 سنةً بالمتوسط.
أصل ومنشأ سلالة كلاب لابرادور
يعود أصل هذه السلالة من الكلاب إلى القرن السادس عشر في منطقة نيوفونلاندر في كندا، نتجت بدايةً عن حدوث تزاوجٍ بين كلاب الصيد المائية الصغيرة التي كانت تُربى من قبل صيادي الأسماك في المنطقة مع سلالة كلابٍ محلية لتنتج سلالة نيوفونلاندر المائية، استخدمها صيادو الأسماك في المنطقة في الصيد لما لها من ميزاتٍ تمكّنها من السباحة بفعاليةٍ، حيث كانت تقفز الى الماء لتحضر شباك الصيد وتجلب الأسماك من الماء بسبب فروها العازل للماء ومخالبها التي تمتد لتساعدها في السباحة،
استمرت هذه السلالة الجديدة في العيش حصريًا في منطقة نيوفونلاندر حتى مطلع القرن التاسع عشر حيث اُدخلت الى المملكة المتحدة، ووُصفت على أنها أفضل أنواع الكلاب في الصيد بسبب حجمها المتوسط وسرعتها العالية وقدرتها على السباحة وتحمل الظروف البيئية القاسية.
انتشرت كلاب لابرادور إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن العشرين وحاليًا تتصدر هذه السلالة قائمة سلالات الكلاب الأكثر شعبيةً في أمريكا.
ميزات كلاب لابرادور
القدرة على التكيف
يتمتع كلب لابرادور بصفاتٍ إيجابيةٍ عديدةٍ من بينها القدرة على التكيف مع الوسط المحيط، فهو عند إقامته في داخل المنزل يُعتبر كلبًا هادئًا طيّعًا ويخفّ نشاطه كثيرًا بالمقارنة مع الطاقة والنشاط الكبيرين الذين يبذلهما في الحركة خارج المنزل، كما يألف السكان الجدد والجيران بسرعةٍ.
ليس بحاجةٍ لخبرةٍ عاليةٍ في التعامل معه
تحتاج بعض سلالات الكلاب الحساسة أو ذات الشخصية القوية إلى عنايةٍ خاصةٍ وتدريبٍ عالي لمالكها لنجاح تعامله معها، في حين أن كلاب لابرادور لا تتطلب هذه الخبرة العالية وتتقبل أخطاء مربيها بسهولةٍ وهو ما يجعله أفضل كلبٍ لهواة تربية الكلاب المُستجدين.
ليست حساسةً تجاه الوحدة
ترتبط بعض سلالات الكلاب ارتباطًا وثيقًا بمالكيها والأسر التي تعيش معها، وعندما تُترك في المنزل لوحدها يضطرب سلوكها وتشعر بالقلق وتبدأ بالنباح الهستيري، ما يتطلب وجود شخصٍ ما دائمًا في المنزل ليشعر الكلب بالأمان والاستقرار، لا تعاني كلاب لابرادور من هذه الحساسية.
تتحمل الظروف البيئية القاسية
تتحمل كلاب لابرادور انخفاض الحرارة بشكلٍ كبيرٍ بسبب فروها السميك والقصير الذي يُشكّل طبقةً عازلةً لها عن الجو الخارجي المحيط بها، بالمقارنة مع الكلاب النحيفة ذات الجلد الرقيق التي لا تتحمل برودة الطقس حيث لا تغادر المنزل في الطقس البارد إلا بوجود نوعٍ من السترة أو الرداء الواقي، كما أن تكوين رأسها الممتدّ للأمام يزيد من حجم أنفها ما يسمح لها بالمزيد من اللهاث للتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة.
احتياجاتها الصحية المنخفضة
معدل تساقط شعر كلاب لابرادور ليس بالعالي بل هو موسميٌّ، ولا يسيل لعابها بغزارةٍ على مالكها أو من يقترب منها، كما تنخفض فيها الأمراض الوراثية بالمقارنة مع غيرها من السلالات، كما أن حب هذه السلالة للنشاط وحركتها المستمرة يجعلانها بعيدةً عن اكتساب الوزن بسهولةٍ وهو ما يُعتبر امرًا خطيرًا لصحة بعض السلالات.
كما تتميز كلاب لابرادور بعددٍ من الصفات الجيدة مثل سهولة التدريب والذكاء وقدرتها الفائقة على التقاط الأشياء والطرائد وعلى قدرتها العالية على السباحة وهي كلابٌ حريصة على إرضاء أصحابها من خلال تعلّم الحيل والألعاب، تتعلم تنفيذ الأوامر بسرعةٍ مثل الجلوس والقدوم والتوقف عن فعل أمرٍ ما تفعله، وتعتبر مناسبةً جدًا لتشارك في دورات وسباقات الحواجز والعوائق عند الكلاب لما لديها من طاقةٍ وقدرةٍ على التعلم.
مساوئ كلاب لابرادور
تشير الدراسات إلى أن 62% من المواطنين الأمريكيين يفضلون كلاب لابرادور على بقية السلالات، ولكن هذا لا يعني أنها كلابٌ بلا مساوئ، إليك بعضًا من مساوئها:
مساوئ صحية
تمتاز بالنشاط العالي فهي لا تكتسب الوزن اذا تُركت لتعيش النظام الذي تُحبه، لكن عند بعض المربين الكُسالى وكونها سلالةٌ تتأقلم بسهولةٍ مع التربية الداخلية في المنازل وتصبح هادئةً، هذا ما يعرضها لاكتساب الوزن وتشكّل الخلايا الدهنية التي تُخفض من طول عمرها عن الحد الوسطي.
بعض المساوئ السلوكية
تميل كلاب لابرادور بعض العادات غير الجيدة في صغرها فهي تميل إلى عضّ أو مضغ كلّ ما يظهر في طريقها كوسيلةٍ للاستكشاف، وفي حال لم تُعلّم وتُدرّب على ترك هذا السلوك ستكون مؤذيةً عندما تصل إلى النضج. كما أنها بطيئةٌ في النضج، حيث وبعمر 3 سنواتٍ يكون كلب لابرادور كلبًا ناضجًا لكنه يبقى يتعامل على أنه جروٌ صغيرٌ، كما أنها بحاجةٍ لتُمارس نشاطاتها المفضّلة بشكلٍ مستمر ولو على فتراتٍ متباعدةٍ نسبيًا.