كم يدوم فصل الصيف في القطب الشمالي؟
القطب الشمالي هو أقصى نقطة جغرافية في شمال الأرض، وهي النقطة الدقيقة لتقاطع محور الأرض وسطح الأرض، يبلغ خط العرض فيه 90 درجة شمالًا وتلتقي جميع خطوط الطول هناك حيث يوجد القطب الشمالي في وسط المحيط المتجمد الشمالي على الماء المغطى بالثلج الدائم تقريبًا، حيث يبلغ سماكة الجليد فيه حوالي 2-3 متر (6-10 أقدام)، ويبلغ عمق المحيط في القطب الشمالي أكثر من 4000 متر.
فصل الصيف في القطب الشمالي
عندما نفكر بالقطب الشمالي تستحضر عقولنا صورًا للجليد والثلج والعواصف الثلجية بقدر ما يمكن للعين أن ترى، ولكن الكثير منا ينسى أن للقطب الشمالي أيضًا موسم صيف، ونتيجة لكون محور الأرض مائل فإن التغيرات الموسمية في صيف القطب الشمالي أكثر تطرفًا من أي مكان آخر في العالم، لذلك تكون السياحة في القطب الشمالي في فصل الصيف أسهل وأكثر أمانًا ومتعة مع مناظر طبيعية خلابة وحياة برية.
يختلف فصل الصيف في القطب الشمالي من عام إلى آخر ومن منطقة لأخرى، مع العلم أن درجات الحرارة في أغلب الأحيان لا تزيد عن 0 درجة مئوية (32 درجة فهرنهايت)، إلا أنها أكثر دفئًا مما كانت عليه في فصل الشتاء حيث تنخفض فيه درجات الحرارة إلى أقل من -40 درجة مئوية.
ونظرًا لكون محور محور الأرض مائل فإن صيف القطب الشمالي أكثر مكان على وجه الأرض سطوعًا حيث تشرق الشمس في القطب الشمالي في الاعتدال الربيعي (21 آذار تقريبًا) لتصل إلى أقصى ارتفاع في الانقلاب الصيفي حوالي (21 حزيران) فيبقى ضوء الشمس طوال اليوم خلال فصل الصيف بالكامل أي 24 ساعة من ضوء الشمس ( ما لم يكن هناك غيوم) وهذا السبب في أن يطلق على القطب الشمالي (الأرض ذات شمس منتصف الليل)، ثم تبدأ الشمس بعد الانقلاب الصيفي بالميلان أكثر نحو الأفق، ومع التقدم نحو الجنوب من القطب الشمالي تنخفض ساعات ضوء النهار الصيفي قليلًا، لكن المناطق مثل سفالبارد وكندا وأيسلندا ( التي تقع خارج الدائرة القطبية الالشمالية) لا تزال مشرقة بعد منتصف الليل.
الحياة البرية في القطب الشمالي
يمتص جليد البحر الكثير من أشعر الشمس وهذا يعني أن القطب الشمالي يصبح أكثر دفئًا فقط في حزيران حيث يمكن بوضوح ملاحظة اختلاف كبير في درجات الحرارة في هذه الفترة، ثم يبرد القطب الشمالي مرة أخرى مع انخفاض درجات الحرارة بسرعة في آب وأيلول، يقال أن فصل الصيف في القطب الشمالي يستمر من حزيران حتى آب، ولكن غالبًا ما يستمر من منتصف حزيران حتى منتصف آب ويبقى لمدة شهرين فقط. والقطب الشمالي أكثر دفئًا من القطب الجنوبي، وذلك لارتفاعه الأدنى ولوقوعه وسط المحيط.
إن الحياة البرية الفريدة الموجودة في القطب الشمالي هو أحد الأسباب الرئيسية للسياحة هناك، حيث تخرج مجموعة من الحيوانات المدهشة للاستمتاع بدرجات الحرارة المعتدلة في الصيف من دببة وثعالب قطبية.. ونرى في فصل الصيف مجموعة من الطيور منها النوارس العاجية والبوم الثلجي والغربان والصقور… والتي تهاجر في فصل الشتاء إلى مناطق أكثر دفئًا، إضافة إلى أن النظام البيئي تحت سطح البحر في القطب الشمالي أكثر تنوعًا من الجليد فوقه حيث يعيش فيه الروبيان وشقائق النعمان والقشريات الصغيرة والثدييات البحرية الأكبر حجمًا كالحيتان النادرة والعديد من الأسماك كسمك القدّ وهو الأكثر وفرة هناك.
وقد شهد القطب الشمالي انخفاضًا كبيرًا في الجليد خلال العقد الماضي، وذلك نتيجة درجات حرارة أكثر دفئًا من المتوسط والرياح غير المواتية للتوسع الجليدي وسلسلة من العواصف.