كيف سقطت دولة السلاجقة وما هي عوامل سقوطها؟

كيف سقطت دولة السلاجقة وما هي عوامل سقوطها؟
دعاء رمزي
دعاء رمزي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

بلغت الدول السلجوقية في إيران أوجها خلال حكم ألب أرسلان "عضد الدولة"، وابنه ملكشاه "جلال الدولة" اللذين شملت الدولة في عهدهما كل من إيران وبلاد ما بين النهرين وسورية بما فيها فلسطين ووصلا حتى تخوم مصر.

فالدولة السلجوقية هي واحدةٌ من الدول الكبرى في التاريخ الإسلامي تميزت بأطوارٍ من القوة والسيطرة ثم تلتها مراحل الضعف والانهيار، فما هي العوامل التي أدّت إلى سقوط دولة السلاجقة؟


بداية الانحدار

بدأ انحدار الامبرطورية الكبيرة بموت ملكشاه، حيث كانت حدود السلطنة السلجوقية تحت ضغط الصليبيين المباشر من الغرب، والعرب من الجنوب، والمغول شرقًا.

فبعد موت ثالث سلاطين السلاجقة، السلطان ملك شاه عام 485، ترك الحكم لولديه بركياروق ذو الثلاثة عشر عامًا ومحمد ذو الأربعة أعوام، وقامت أم محمد بزج الأخ الأكبر في السجن وإجبار الخليفة العباسي على مبايعة محمد كسلطان للسلاجقة، الأمر الذي لم يرق لمناصري الأخ الأكبر بركياروق ودفعهم لإخراجه من السجن، لينتهي الصراع بحرب بين جيشين انتهت بانتصار بركياروق وتوليه السلطنة باعتراف العباسيين عام 486هـ..

كان ذلك بمثابة بداية الخلاف في البيت السلجوقي والذي تلته صراعات كبيرة على السلطة والنفوذ، فاستقلت بعض العائلات بدول مُنعزلة، مثل سلاجقة الروم، في الأناضول عام 470 هـ، وسلاجقة الشام عام 487 هـ وسلاجقة العراق عام 511 هـ، ومع مجيء السلطان سنجر للحكم عام 511 هـ استطاع الحفاظ على ما تبقى من الدولة وتقويتها وإعادة هيبتها، وعند وفاته عام 552 هـ بدأت الدولة بالضعف والانهيار.

ولم يكن السلاجقة قادرين على الصمود في وجه الهجمات بسبب النزاعات والشقاقات بين أفراد السلالة الحاكمة حول تقسيم المقاطعات بين أبناء الحاكم الميت، ما خلق الكثير من الإمارات المستقلة وغير المستقرة، وزاد حدة الصراعات على السلطة، ومات آخر السلاجقة الإيرانيين على أرض المعركة عام 1194.

وبحلول عام 1200 انتهت سلطة السلاجقة في كل مكان، عدا الأناضول، التي أسست فيها مجموعة أقل شأنًا من السلاجقة إمارة خاصة بهم عند بداية سقوط الدولة السلجوقية.

لكن في 26 حزيران عام 1243، هزم المغوليون المنحدرون من سلالة جنكيز خان الجيش السلجوقي في معركة جبل كوسه Kose Dagi شمال شرق تركيا اليوم. ثم انسحب المغول فجأة بنفس الطريقة التي جاؤوا بها، مخلفين وراءهم عدة دويلات صغيرة برئاسة أفراد غير مشهورين، واحد منهم كان "عثمان" التي أسس فيما بعد دولة ممتدة الأرجاء عرفت باسم الإمبراطورية العثمانية.


أسباب انتهاء دولة السلاجقة

هناك أكثر من سبب لانتهاء دولة السلاجقة التي قامت في بلاد فارس عام 965 ميلادي على يد سلجوق بن دقاق، وانتهت تمامًا عام 1194م، ومن أهم أسباب هذا الانهيار:

  • وفاة السلطان شاه عام 1092 بعد الكثير من النجاحات في الدولة وترك ولدين صغيرين وراءه أدى إلى نشأة الكثير من الصراعات التي أدت إلى تفتيت البيت السلجوقي من الداخل للاستيلاء على الحكم.
  • ظهور أكثر من دولة سلجوقية سواء في العراق أو الشام أو بلاد الروم والتنافس فيما بينها من ناحية بالإضافة إلى الأخطار الخارجية.
  • كثرة المعارك مع الصليبيين في هذا الوقت أدى إلى إضعاف جبهة العالم الإسلامي عمومًا والسلاجقة خصوصًا.
  • تزامن هذا مع ضعف الدولة العباسية وعدم قدرتها على السيطرة على السلاجقة والحد من الخلافات بينهم.
  • جاءت النهاية الأكيدة على يد المغول وتحديدًا أعظم قادتها جنكيز خان، والذي أنهى دولة سلاجقة الروم، والتي كانت آخر فروع السلاجقة في البقاء.
  • بعد عدة سنوات من الصراعات بين القبائل المتفرقة، تم توحيدها من جديد على يد عثمان الأول والذي كان أحد المناضلين في دولة سلاجقة الروم، حتى سقوطها في يد المغول ليستطيع أن يوحد بلاد الأناضول ويؤسس الإمبراطورية العثمانية على أنقاض السلوجقية.

لم يستطع العباسيون فرض سيطرتهم على الدولة السلجوقية بسبب قوة جيشها، وبهذا استمرت الهيمنة السلجوقية على العباسيين، الذين استعانوا في النهاية بالخوارزميين ووعدوهم بمنحهم أراضي الدولة السلجوقية بالكامل إن استطاعوا هزيمتهم، ليكتسح الخوارزميون الدولة السلجوقية في خراسان، أكبر دول العائلة السلجوقية، لتبقى دولة سلاجقة الروم وحيدة إلى حين مجيء الغزو المغولي، وبهذا انتهى حكم السلاجقة الذي استمر لأكثر من قرن ونصف من الزمن بين عامي 1037-1194 م.

هل أعجبك المقال؟