ما الفرق بين الواقع المعزز والهولوجرام

معروف محمود
معروف محمود

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

تطور التصوير على عدة مراحلٍ بدأت بالتصوير الأبيض والأسود، ثم الصور الملونة التي أخذت دقتها بالتطور تصاعديًّا، وصولًا إلى التصوير ثلاثي الأبعاد الذي وصلنا إليه في السنوات الأخيرة، لتظهر تقنياتٌ مختلفةٌ تستخدم هذه الخاصية في التصوير أبرزها تقنيّتا الواقع المعزز والهولوجرام فماذا يعني كل من المصطلحين، وما الفرق بين الواقع المعزز والهولوجرام فعليًّا!


مفهوم الواقع المعزّز

بالإنكليزيَّة Augmented Reality ويرمز له اختصارًا AR، وهو تقنيَّة تصويرٍ متطورةٍ تستطيع عرض مشاهد ثلاثيَّة الأبعاد واقعيَّة وتعزيزها بمعلوماتٍ افتراضيَّةٍ، وتعود تسمية الواقع المعزز إلى تعزيز الصورة الواقعيَّة برسومٍ وإشاراتٍ ونصوصٍ توضيحيَّةٍ تساعد على فهم الصورة والتعريف بالأشياء غير الواضحة، أو تحديد أشياء ملفتة لتنبِّه المستخدم إليها.

ويمكن القول ببساطةٍ أن الواقع المعزز هو إسقاط البيئة والمشاهد الحقيقيَّة في مشاهدٍ افتراضيَّةٍ من خلال الحاسوب، بحيث تتراكب المشاهد الحقيقية والافتراضية لتكوين الواقع المعزز.

تهدف هذه التقنيَّة إلى إغناء المشاهد الواقعيَّة التي يراها المستخدم من خلال البيانات التوضيحية المعززة لها مما يساعد على قراءة المشاهد الواقعيَّة بصورةٍ أفضل.


كيف يعمل الواقع المعزز

توجد أنواعٌ عديدةٌ للواقع المعزز، كل نوعٍ يعمل بشكلٍ مختلفٍ عن الآخر، ولكنها جميعها تعتمد على تصوير المشاهد الواقعيَّة وتكرارها بواسطة الحاسوب ومن ثم إضافة البيانات المطلوبة إليها. فتعرض بعضها صورًا واقعيَّة مباشرةً مع الإضافات التوضيحيَّة كمشاهدة مباراةٍ لكرة القدم بهذه التقنية، مما يساعدك على فهم قواعد اللعبة ومعرفة اللاعبين.

أما تقنية الواقع المعزز المستخدمة في Google Glass فتعتمد على عرضٍ واقعيٍّ مع مربعٍ صغيرٍ في زاوية النظارة تستطيع من خلاله استخدام تطبيقاتٍ مساعدةٍ في تحديد الاتجاهات، إرسال الصور، معرفة حالة الطقس وغير ذلك.

تُستخدم تقنياتٌ مختلفةٌ في المتاجر الإلكترونيَّة للبيع بالتجزئة؛ حيث توفر تطبيقاتٍ للأجهزة المحمولة تستخدم الواقع المعزز لعرض قطعة الأثاث التي تريد شراءها في الزاوية التي تريد وضعها من بيتك، كما يمكنك عرض معلوماتٍ إضافيَّةٍ عن المنتج الذي تريد شراءه كمواصفاته وسعره.


ما هو الهولوجرام

طريقة تصوير تجسيمي يتم من خلالها تصوير مشاهدٍ واقعيَّةٍ ومن ثم إعادة عرضها كما هي بالضبط من حيث الأبعاد والشكل. إنّ الكاميرات التقليديَّة تنقل الصور ثنائيَّة البعد، أمّا من خلال تقنيَّة الهولوجرام يتم نقل الصور ثلاثيَّة الأبعاد وعرضها كما هي من خلال أجهزة إسقاطٍ خاصَّةٍ، ممَّا يمكنك من رؤية الصورة المعروضة من زوايا مختلفة بتحريك رأسك أو تحريك الصورة المجسمة.

يعود تاريخ أول صورة هولوجرام إلى عام 1972 مترافقة مع تطور تقنيات الليزر، ويعود الفضل للعالم لويد كروز في ذلك، الذي جمع بين الصور المجسمة ثلاثيَّة الأبعاد والسنيما ذات البعدين، وأخذت التقنيَّة بالتطور بعد ذلك، فأصبحت تستخدم في مجالاتٍ مختلفةٍ كالإعلام، ومثال على ذلك المقابلة التي أجرتها قناةٌ بلجيكيَّةٌ مع لاعب كرة القدم إيدين هازارد عقب فوز منتخب بلاده على البرازيل، حيث تم تصوير اللاعب بتقنيَّة الهولوجرام وعرضه وكأنه داخل الاستديو بينما كان لا يزال في غرف تبديل الملابس في ملعب المباراة.


كيف يعمل الهولوغرام

تعتمد تقنية الهولوجرام على الخاصيَّة الموجيَّة للضوء، ولم تكن لتنجح دون اختراع الليزر؛ الذي يتميز بحزمه الضوئية الكثيفة ممَّا يمكِّننا من تسجيل التداخل الموجي للحزم الليزرية لتسجيل شكل الجسم ثلاثي الأبعاد، على عكس الضوء العادي فلكل لونٍ من ألوان الليزر طول موجةٍ محددٍ، أما الضوء العادي فيضم أطوالًا موجيَّةً عديدةً وحزمه متشتِّتة، لذلك لا يعتمد عليه في التصوير التجسيمي.

لإنشاء صورة الهولوجرام يتم تقسيم الليزر إلى حزمتين باستخدام مجزئات الضوء وهي مرايا خاصَّةً لهذا الغرض، الشعاع الأول المجتزأ من الحزمة الليزريَّة يتم توجيهه نحو الجسم، لينعكس بعد ذلك على وسيط التسجيل. أما الحزمة الثانية المنقسمة عن الشعاع الرئيسي فتسمى الحزمة المرجعيَّة، والتي تتجه مباشرةً إلى وسط التسجيل.

تتقاطع الحزمتان السابقتان وتتداخلان مع بعضهما، وهذا التداخل يسجله وسط التسجيل ويحفظ كما هو ممَّا يعطي دقةً كبيرةً، ويمكِّن من عرض الصورة ثلاثيَّة الأبعاد بالأبعاد الطبيعيَّة وبأدق التفاصيل للجسم الذي تم تصويره.


الفرق بين الواقع المعزز والهولوجرام

بعد التعريف بالواقع المعزز والهولوجرام وتوضيح المفهومين السابقين، ورغم أنَّ كلاهما يعمل من خلال إسقاط البيئة الحقيقيَّة في بيئةٍ افتراضيَّةٍ، إلَّا أنَّ هناك اختلافاتٍ كبيرةً بين التقنيتين من حيث المبدأ وكيفيَّة العمل والاستخدامات.

فالواقع المعزز هو تصويرٌ لمشهدٍ هو في الأساس أمامك وتراه، لكن مع إضافة بياناتٍ افتراضيَّةٍ إضافيَّةٍ على المشهد، في حين إنّ تطبيقات الهولوجرام تعمل على نقل الصورة كما هي لشيءٍ لست تراه أمامك بل تسجله أجهزة التصوير وتخرجه بأبعاده الحقيقيَّة أمامك.

في الواقع المعزز أنت تحتاج لنظَّاراتٍ أو عدساتٍ مطورةٍ لتتوافق مع العرض الذي تراه أمامك، بينما لا يحتاج الهولوجرام أية معداتٍ ويمكنك رؤية العرض بعينيك المجردتين.

معظم استخدامات الهولوجرام تكون في السينما والإعلام بشكلٍ عام، أما الواقع المعزز فتكون استخداماتها أوسع وأكثر لاستخدامها في مجالاتٍ مختلفةٍ؛ فيمكن استخدامها في الحياة الطبيعيَّة بينما أنت تتنزَّه، كما تستطيع متابعة الرياضات المختلفة وغير ذلك الكثير.

هل أعجبك المقال؟