ما المقصود بالبراكين الخامدة؟
البركان هو بنية جيولوجية في قشرة الأرض، ونتيجة النشاط البركاني التي تتمثل بصعود الصهارة، تتكون غالباً من الصخور المنصهرة التي تكونت تحت أو داخل القشرة الأرضية. وبناءً على حالة نشاطها يتم تصنيفها بين منقرضة أو نائمة ( خامدة) أو نشطة.
البركان الخامد أو النائم هو البركان الذي لم ينفجر في العشرة آلاف سنة الماضية، وهو في فترة خمول،و تشمل البراكين الخامدة: سالينا، وأمياتا، وفولسينتي، وسيميني، وفيكو، وساباتيني، روكامونفينا، وجزر بونتين، وفلور، من الواضح أن البراكين الخامدة ليست كلها متشابهة، فهي تختلف على عحدٍ سواء بالنسبة لخطر الظواهر المتوقعة ولحجم السكان المعرضين لها.بالإضافة إلى ذلك يعاني البعض من ظواهر بركانية ثانوية، كالتفريغ من الأرض والفومارول، والتي يمكن أن تؤدي إلى أوضاع خطيرة.
البراكين الخامدة
من المهم جداً فهم العمليات التي تحدث داخل البراكين الخامدة التي تظهر عليها علامات (الاستيقاظ)، من أجل تعزيز أنشطة المراقبة والبحث العلمي. وقام فريق من الباحثين الفرنسيين الإيطاليين بتنسيق من المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء والبراكين، ويتألف من أقسام في بلولونيا ونابولي وباليرمو وجامعة بتليرمو وجامعة روماتري وجامعة روما، قاموا بدراسة بعض البراكين التي يعتقد أنها قد تستيقظ، بما في ذلك حقول الفليجراين حيث وجدوا أن هناك عتبة حرجة لضغط الغاز أثناء صعود الصهارةالتي تسبق الثوران.
عند نشر الدراسة تم التصريح أن ضغط التفريغ الحرج يدفع الإضطرابات البركانية نحو حالة حرجة، وأوضح أحد الباحثون وهو مدير الأبحاث في المعهد والمؤلف الرئيسي للدراسة؛ أن الهدف من الدراسة هو فهم العمليات التي تحدث داخل البراكين الخامدة والتي يمكن أن تتطور إلى ثوران، كتقديم الأدلة على وجود اضطرابات بركانية في كالديرا التي تنتمي لحقول فليجراين، والتي تشير البراكين التي يهيمن على هياكلها انخفاضات دائرية بسبب هبوط الأرض الناتج عن الانفجارات الكببرة.
كما أن صعود الصهارة هو أحد أسباب الاضطرابات البركانية وهي فترة الأزمة البركانية التي تسبق الاندفاع، حيث ترتفع الصهارة نحو السطح وتطلق جزءاً من الأنواع المتطايرة أو الغازية.
لقد حددت الأبحاث لأول مرة عتبة ضغط حرجة يتم عبرها زيادة كمية إجمالي السوائل المنفصلة التي تم إطلاقها لكل نزع من الصهارة، بمجرد الوصول لهذه الظروف الحرجة، تطلق الصهارة كميات هائلة من المياه على شكل بخار ذو حرارة عالية، يتغلغل بالصخور الواقعة بين السطح والصهارة، فتصبح الصخور التي يتم تسخينها بكميات كبيرة من البخار أضعف وتبدأ بفقدان مقاومتها الميكانيكية، ممايتسبب بتسارع تلك الظروف، كما أن فقدان الماء يجعل تلك الصهارة أكثر لزوجة عند الصعود.
كما أن التطور اللاحق للعملية محكوم بالضعف الذي يتميز به الغطاء، والذي يجعله يتحول إلى ثوران، أو إلى لزوجة صهارة أكبر والتي ستؤدي بدورها إلى إنهاء الاضرابات البركانية. وبالنظر لتعقيد العمليات البركانية الحاصلة، فإن تفسير التغيرات المستقبلية والتحليل الدقيق في العلامات الفيزيائية والكيميائية للبراكين الخاضعة للمراقبة والتكثيف الإضافي من أجل الأنشطة البحثية، سيتم تنفيذها عبر مشاريع جديدة مخصصة لحقول الفليجراين، التي ستساعد في تحديد التطور المستقبلي للاضطرابات البركانية.
أشهر البراكين الخامدة
بركان ماونا كيا الخامد في هاواي: هذا البركان هو أعلى نقطة في هاواي على ارتفاع يبلغ 4205 متر إذا تم قياسه من الأعلى للأسفل، أما تحت مستوى سطح البحر فيبلغ ارتفاعه 10200 متر ليكون أعلى جبل في العالم، ويبلغ عمره حوالي 1000000 عام، يعني الاسم ماونا كيا الجبل الأبيض لأنه غالباً في فصل الشتاء تغطي الثلوج قمته.
ما هي أنواع البراكين؟
يمكن تعريف البركان على أنه فتحة في القشرة الأرضية أو نقطة ضعف في بنية الأرض الجيولوجية، تمر من خلالها الحمم البركانية المنصهرة مطلقةً الكثير من الغازات ومخلّفةً ورائها الرماد البركاني. تخرج هذه الحمم على شكل انفجار أو ثوران بركاني ينتج عن ضغط الغاز المرتفع الذي يدفع بالحمم من جوف الأرض إلى سطحها من خلال هذه الفتحة.
وبالحديث عن نشاط البراكين، يمكن وصف ثلاث حالات مختلفة لها هي البراكين النشطة والبراكين الساكنة والبراكين الخامدة.
- البراكين النشيطة active volcano: وهي التي حدث فيها ثوران بركاني خلال 10000 سنة ماضية، ويرجح أنها ستثور في المستقبل، لا يشترط أن يكون النشاط البركاني ثوران حصراً، فقد تنطلق بعض الغازات أو يحدث زلزال ويسمى البركان نشطاً، ويعتبر بركان كيلويا في هاواي أكثر البراكين نشاطاً حول العالم.
- البراكين الساكنة أو الخاملة dormant volcano: البراكين الساكنة هي البراكين التي لم تخضع لانفجارات منذ وقت طويل، ولكن لاتزال تحتوي في مخزونها على الحمم البركانية ومن الممكن أن تثور في أي وقت.
- البراكين الخامدة extinct volcano: هي البراكين التي لم تنفجر أو يحدث فيها أي نشاط بركاني منذ عشرات الآلاف من السنين، وبتعريف آخر هي البراكين التي لم تثور منذ العصر الجليدي الأخير ولا يُتوقع أن تثور مرة أخرى، والسبب في ذلك هو نفاذ مخزون هذه البراكين من الحمم البركانية.
ولم يتبقى من بعض البراكين الخامدة سوى بعض الباقايا المتهدمة وسدادة البركان، على سبيل المثال تقع قلعة إدنبرة في اسكتلندا على بقايا بركان دولرت الخامد منذ ملايين السنين.
هل البركان الخامد لا يثور مطلقا؟
أجمع علماء البراكين مؤخراً على صعوبة توصيف البراكين على أنها خامدة بشكل كامل، وأبقوا احتمالاً قدره 1% لثوران البراكين الخامدة في المستقبل، وشهد العالم عدة حالات ثارت فيها براكين اعتبرت سابقاً على أنها خامدة، ومثال على ذلك بركان يقع في قمة أحد جبال آلاسكا والذي كان يعتبر خامداً منذ عام 2006 حتى ظهرت عليه مجدداً بعض علامات النشاط، ومثال آخر هو اندلاع بركان جبل فيزوف عام 79 والذي أحدث دماراً شديداً، واحترقت على أثره مدينتا هيركولانيوم وبومبي، واعتبر أكثر البراكين ضررًا.
أما بركان ويلستون كالديرا الذي لم يشهد أي نشاط بركاني منذ 640 سنة ماضية، فلا يزال يصنف ضمن البراكين النشطة والسبب في ذلك هو النشاط الزلزالي المستمر التي تشهده تلك المنطقة. من الضروري مراقبة البراكين الخامدة بشكل مستمر لملاحظة أي نشاط أو تغيير يمكن أن ينبأ بثوران هذا البركان، واتخاذ الخطوات اللازمة حيال ذلك.