ما قصة الخيرة فيما اختاره الله؟

ما قصة الخيرة فيما اختاره الله؟
مروة عمران
مروة عمران

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يجب أن يؤمن الإنسان أن الخير فيما يختاره الله، فقد يتمنى الإنسان حصول بعض الأشياء ولكنها ليست خير، وبعد أن يمنعها الله عنه قد يحزن، مع أنها لو تحققت قد تحمل في طياتها ضر كبير، لهذا يقال الخيرة فيما اختاره الله، فما قصة هذا القول؟


قصة المثل الشعبي الخيرة فيما اختاره الله

لا بد أن كل الأمثال الشعبية والعبارات الشهيرة التي وُرّثت عبر الأجيال، قد اختبئت وراءها قصة وحكاية عجيبة تجعلها رواية دسمة تُحكى عبر الأجيال لنتعتبر منها العِبر، وخير مثال على ذلك عبارة ”الخيرة فيما اختاره الله”، وتحكي القصة عن رجلٍ من الملوك كان يأكل فاكهة ويقطعها بالسكين، فجرح يده وسال الدم الكثير منها وبدأ يتذمر من هذا الفعل، وكان عنده وزير يبقى برفقته دائماً قد اشتُهر بتلك العبارة، إذ ما يلبث أن يقع خطبٌ ما أو أمر حسن في الدولة حتى يقول: الخيرة فيما اختاره الله، وكرد فعل تلقائي وقناعة كاملة منه أن اختيار الله هو الصواب، قال للملك بعد أن جرح يده والدماء تسيل منه: “الخيرة في ما اختاره الله”، فضجر الملك من قوله وطفح كيله واعتبره غير آبهٍ بجرحه العميق، وقال له هل تُقطع يدي ويسيل الدم وتحصل الكوارث والخيرة فيما اختاره الله! هل تعتبر أي مكروه يصيبني خيرًا ! وأمر بتجريده من منصبه وزجّ به في السجن، لكن الغريب أن الوزير وهو يُساق إلى السجن قد قال عبارةً واحدة فقط وهي الخيرة فيما اختاره الله.


قربان الآلهة

لم تبدأ القصة بعد، فبعد فترة خرج الملك في رحلة صيد، وكان قد أخذه الوقت وغفل أنه يقطع مسافات كبيرة حتى أخذه الطريق إلى أرض يسكنها قوم المجوس الذين يعبدون النار، حيث كان عهدهم بين بعضهم أن أول داخلٍ غريب لحدود أرضهم سيُقَدم أضحيةً للآلهة ويُشوى جسمه عى النار، فمسكوا الملك بالفعل وجردوه من ملابسه وجهّزوه لحفلة الشواء، لكن في اللحظة الأخيرة بعد أن شارف الملك أن يُلقى في النار، وجد أحدهم جرحًا بيده فقال: إن هذا به عيب ولا يصلح أن يُقدَّم أضحية وقربانًا لآلهتنا، فتركوه في حال سبيله بعد أن وجدوه معطوباً إذ لم يرضوه بعيبه هذا أن يكون أُضحية، حيث يجب أن تُقدم الأضحية للآلهة سليمة معافاة من أي عيب.

ذُهل الملك بعد أن أطلقوه بالذي أصبح معه، وكيف لجرحٍ صغير تذمر منه البارحة أن يكون كفيلاً في إنقاذ حياته اليوم، ولا بد أنه اقتنع حينها أن الخيرة فيما اختاره الله فعلاً، فرجع إلى قصره وطلب بإطلاق سراح الوزير، فقال له: لقد علمت حقاً أن الخيرة فيما اختاره الله بأن جُرحت يدي، فقل لي، ما الخيرة التي اختارها الله لك بأن دخلت السجن؟، فقال الوزير: لو كُنت معك لأخذوني مكانك، وأحمد الله أنه حماني من النار بدخولي السجن.

فقد كان هذا وزيره الخاص ويرافقه في كل رحلاته، وفعلاً لو كان معه حينها لوجدوه سليماً بدون عيب وقدموه أُضحية لآلهتهم بدل الملك، فكما قال الله تعالى في كتابه: “عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم”، ولعل الكثير من الأمور قد تذمرنا منها في حياتنا، ولعل البعض قد لام الله كيف له أن يفعل به هذا بعد أن بذل قصارى جهده ليحصل على شيء ما، ليكتشف لاحقاً أنه لم يكن خيراً له، وأن الخير قد اختبأ وراء تلك المصاعب، ولم يتمكن من رؤيته حتى أذن الله.

هل أعجبك المقال؟