ما لون الصندوق الأسود في الطائرة؟

ما لون الصندوق الأسود في الطائرة؟
مريم مونس
مريم مونس

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

عند سقوط الطائرات يصبح الهم الأول هو البحث عن ما يدعى بالصندوق الاسود والعثور عليه، فلماذا؟ وما هو هذا الصندوق؟ وهل سمي كذلك لانه اسود اللون؟ وماهي ابرز محتوياته؟

إنّ أول ما قد يخطر على بالك عندما يُذكر أمامك الصندوق الأسود أنّ “الأسود” صفةٌ مشتقة من لونه، ولكنك ستكون مخطئاً بالكامل، فهذا الصندوق برتقالي اللون حتى يسهل العثور عليه بين الحطام بعد حادث الطائرة.

ومن المعروف أنّ الخبراء يستخدمون مصطلح “مسجل معلومات الطائرة “(cockpit voice recorder) لوصفه، ولكنّ معرفتنا له باسم الصندوق الأسود يعود إلى استخدام وسائل الإعلام له بكثرة عند الحديث عن كوارث تحطم الطائرات، فهو أول ما يبحث عنه المحققون بعد وقوع الحوادث؛ لأنّه يقوم بشكل تلقائي بتسجيل كافة معطيات الرحلة وظروفها مثل سرعة الطائرة واتجاه التحليق والارتفاع من ناحية، كما يقوم من جهةٍ أخرى بتسجيل المحادثات التي تجري ضمن قمرة القيادة، وتسجيل المحادثات التي تحدث بين الطيار وأبراج المراقبة عبر الراديو.

وإن كنت تتساءل عن سبب استخدام الاسم لوصف الصندوق فلا يوجد إجابة حاسمة للأسف، ولكنّ هناك عدة فرضيات تفسر الأمر، حيث تقول الأولى أنّ الاسم انتشر بعد أن قام صحفيٌ بوصفه بعبارة: “صندوقٍ أسود مذهل”، في حين أنّ الثانية تقول أنّ تصاميمه الأولية كانت سوداء اللون، وأخيراً يعتقد البعض أنّ اللون الأسود استخدِم لارتباط الصندوق بكوارث تحطّم الطائرات.

كما يُقال أنه أطلق عليه الصندوق الاسود نتيجة لونه بعد احتراق الطائرة، وأخرى تقول أن هذا بسبب المادة السوداء التي تحمي مكوناته الداخلية.


تركيب الصندوق الأسود

الصّندوق الأسود في الطائرة هو جهاز تم تصميمه خصّيصًا لتسجيل اللحظات الأخيرة للرحلة، وهو قادر على النّجاة في حالات الحرارة الشديدة وضغط التصادم عند وقوع حادث، وعادةً ما يكون هناك صندوقان أسودان في الجزء الخلفي من الطائرة كل منها يسجّل كمية هائلة من المعلومات.

فالصندوق الأول هو مُسجل الصوت (CVR)، يُخزن آخر ساعتين من الحادثة في قمرة القيادة، أمّا الصندوق الثّاني فهو مسجل بيانات الرحلة (FDR)، حيث يحتفظ بمجموعة أكبر من البيانات التي تحدد الارتفاع والسرعة الجوية واتجاه الرحلة لآخر 25 ساعة، أما المسجلات الحديثة فتتضمن المزيد من البيانات حول كل شيء، بدءًا من مستويات الوقود إلى موضع اللوحات الجانبية للطائرة، حيث تبقى البيانات الهامة المحفوظة في الصناديق السوداء للطائرة لمدة عامين أو أكثر حتى إذا كانت مغمورة في المياه المالحة المسببة للتآكل.

يتم الاحتفاظ بالصندوق الأسود في ذيل الطائرة، إذ من الممكن أن ينجو هذا الجزء من حادث التحطم في حال وقوعه، ويجب أن يكون قادرًا على تحمل تسارع Gs 3،400 وهو ما يعادل سرعة تبلغ حوالي 310 ميل في الساعة، وبسبب تسميته فالكثير من النّاس يعتقد أن لونه أسود وهذا خطأ، حيث أن لونه برتقالي زاهي للمساعدة على تمييزه بين الحطام بعد حادثة التّحطّم.

وتأتي أهمية الصندوق الأسود في الطائرات من كونه يخزن كل البيانات التي تفيد في معرفة أسباب سقوط الطائرة، من مشاكل وأعطال حدثت قبل وقوع الكارثة بقليل. ففي معظم حالات التحطم تنجو فقط أهم أجزاء الصندوق الأسود وهي وحدات الذاكرة المقاومة للتحطم (CSMUs)؛ وذلك بسبب وجود عدة طبقات عازلة تحيط بها، فبدءًا من الداخل، توجد شرائح الذاكرة ضمن طبقة ألمنيوم رقيقة تحيط بها مادة السيليكا الجافة العازلة للحرارة، لتحمي الشرائح بسماكة إنش واحد، أما غلافها الخارجي الذي يحمي كل ما سبق فغالبًا ما يكون مصنوعًا من التايتانيوم، وهو الجزء الذي يتلقى معظم الضرر الناجم عن التحطم.


مبدأ عمل الصندوق الأسود

في الحقيقة إنّ لفظ الصندوق الأسود هو لفظ إعلامي صحفي متداوَل من قبل وسائل الإعلام وعامة الشعب إلا أنه ليس لفظًا علميًا متداولًا عند خبراء الطيران ومحققيه بل يُقال له علميًا مُسجّل بيانات الطيران (Flight Data Recorder) ويُرمَز له اختصارًا (FDR) وهو نظامٌ حاسوبيّ مُصغّر يُسجّل جميع المعلومات الهامّة بالطيّارة مثل ارتفاعها واتّجاهها وسرعتها، ويعمل مع عدّة أجهزة أخرى داخل الطائرة مثل مسجل صوت قمرة القيادة (Cockpit Voice Recorder) الذي يُرمَز له اختصارًا (CVR) وذلك للتحكّم في البيانات والمعلومات بشكل أكبر وبالتالي تحديد المشاكل والأعطال التي قد تواجه الطائرة وهي في رحلتها لتفادي الاصطدامات والحوادث الكبيرة.

ومن الممكِن أن يُشير مُصطلَح الصندوق الأسود إلى أي جهاز يُستخدَم لتسجيل البيانات والمعلومات وممكن أن يوجد في السفن والسيارات الحديثة، لكن وكما ذُكِرَ سابقًا يبقى مصطلحًا إعلاميًا غير علمي أينما وُجِد.

هل أعجبك المقال؟