ما معنى اسم أزل باللغة العربية وصفات حامل الاسم
تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك
ما معنى اسم أزل؟ فهو من الأسماء اللطيفة التي شاع تسمية المواليد الجدد به، لكن ما معنى هذا الاسم في اللغة العربية وما هي صفات حاملة الاسم؟
شدّة وضيق أو قديم عريق
في المعجم الوسيط يعرف الأَزَل بأنه القِدَم، والشيء الأزلي هو القديم العريق وما لا أول له، أما الأَزْل بتسكين الزاي فتعني شدة الزمن وضيق العيش، والأزَلّ بفتح الزاي وتشديد اللام هو السريع. الفعل أَزَلَ تعني ضاق فلو قيل أَزَلَ المكان يكون معناها ضاق المكان، أما عبارة أَزَلَ الرجل فتعني أنه صار في ضيق وشدة، وأَزَلَ فلانًا أي حبسه أو أوقعه في شدة، وأخيرًا أَزَلَ الدابة أي حبسها. فعل آخر يتكون من الأحرف الثلاثة هو أُزِلَ والذي يعني أصابه القحط فيقال أُزِلَ الناس أي قُحِطوا.
هل اسم أزَل للإناث أم الذكور؟
سيكون تركيزي على الأَزَل بمعنى القِدَم وهو المعنى والنطق بطبيعة الحال الذي يتسمى به الناس، واسم أَزَل يكون للذكور كما للإناث. ففي كتابه موسوعة الفلسفة يعرف الفيلسوف الوجودي المصري عبد الرحمن بدوي الأزلي بأنه ما لا بداية له، بمقابل الأبدي الذي هو ما لا نهاية له، ويجمع المعنيين معًا السرمدي وهو ما لا بداية ولا نهاية له.
ويقول الكندي في تعريفه للأزلي، وأنا أقتبس عن كتاب عبد الرحمن بدوي المذكور مسبقًا: (الأزلي هو الذي لم يكن ليس هو مطلقًا، فالأزلي لا قبل كونيًا لهويته. فالأزلي هو لا قوامة له من غيره. فالأزلي لا علة له، فالأزلي لا موضوع له ولا محمول، ولا سبب -أعني ما من أجله كان- لإن العلل المقدمة ليست غير هذه. فالأزلي لا جنس له……فالأزلي لا يفسد) النص السابق منقول من رسائل الكندي الفلسفية، ويعني به أن الأزلي لم يكن شيئًا قبل أن يكون نفسه، فالثلج مثلًا كان ماءً والماء ذاته نتج عن الأكسجين والهيدروجين، والهيدروجين وحده دون الأكسجين كان موجودًا بعد الانفجار الكبير، وقبله لم يكن للهيدروجين وجود، فلا يمكن تسمية أي من الثلج أو الماء أو الأكسجين أو الهيدروجين أزليًا.
هل من الجائز شرعًا إطلاق اسم أزل على المواليد سواء الإناث أو الذكور؟
يقول المفكرون في تفسير اسم أزل، أنه طالما لم ينتج الأزلي أو يتحور عن شيء وطالما لم يوجد بداية من وقت معين بل وجد منذ القدم فلا يمكن أن تكون له علة أو سبب، فلو قيل الله أزلي أي لا علة له إنما هو علة نفسه فلا تُتصور طبيعته إلا موجودة، ولو قيل عن المُثل (المُثل الأفلاطونية) أنها أزلية فهذا أيضًا يعني أن لا علة لها سوى ذاتها.
فمسألة الموضوع والمحمول مسألة منطقية تتعلق بالقياس لست أدري إن كنت أقدر أن أعبر عنها، لو قلنا مثلًا: سقراط إنسان، يكون الموضوع هنا هو سقراط أي الذي نخبر عنه، أما المحمول فما نخبره عن سقراط أي كونه إنسانًا، وذات الشيء لو قلنا سقراط فانٍ. الأزلي لا فاعل له أي لا مسبب له، كما لا سبب له، ولا جنس له، والأزلي لا يفسد.
ينقل بدوي عن الكندي مرة أخرى في ذات السياق، وهذه المرة من رسالة الكندي (في حدود الأشياء ورسومها)، يقول: (الأزلي: الذي لم يكن ليس، وليس بمحتاج في قوامه إلى غيره، فلا علة له، وما لا علة له فدائم أبدًا). ما يقصده بقوله (لم يكن ليس) أي لم يكن عدمًا أو غير موجود، فالكون لم يكن موجودًا ثم وجد لذا ليس الكون بأزلي، أما الله أو المُثل أو الكون ذاته عند من يقولون بقدمه فلا ينطبق عليهم نفس الأمر، بالنسبة لقِدَم العالم فمسألة فلسفية ليست تعنينا الآن ونحن نعلم بفضل العلوم الحديثة أن الكون له بداية بالتحديد قبل نحو 13.8 مليار سنة أرضية. الأزلي لا يحتاج في قوامه إلى غيره أي قائم بذاته ولا علة له، وهذا الذي لا علة له حسب الكندي دائم أبدًا.
وقد يعتقد البعض أن ارتباط اسم أزل بالقدم الشديد أو عدم وجود علّة لوجوده يعني أنه من المحرّم التسمية به، ولكنه لا يختلف هنا عن اسم "خالد" فلا يوجد كائن خالد ورغم هذا لم يقل أحد من العلماء بعدم جواز الاسم.