ما معنى اسم بايزيد؟
اسم بايزيد واحد من الأسماء المنتشرة والشائعة في منطقة الشرق الأوسط خاصًة سوريا وتركيا، بالإضافة إلى الشمال الإفريقي وحتى شبه الجزيرة العربية، لما هذا الاسم من خصوصية دينية وتاريخية، إضافًة إلى التداخل الثقافي العميق العربي التركي الفارسي، والمتأصل في ما بين شعوب هذه المناطق، بشكٍل لا يمكن فصله تمامًا أو التمحيص به نهائيًا، ولذلك قد تتعدّد الآراء وتكثر التأويلات فيما يتعلق بأصل هذا الاسم وأساسه، وذلك حسب كل ثقافة لغوية ودلالة دينية او اعتبارية لكل شعب، وغالبًا ما يُطلق هذا الاسم على الذكور أو قد نجده كاسم عائلة في بعض المناطق، لكنه لا يُطلق على الإناث أبدًا، فهو اسم علم مذكر عربي ممنوع من الصرف اللغوي لأنه على صيغة الفعل “يزيد” وهو الغالب في الزيادة وشديد العطاء والإضافة، أو المنمي والمقدّم بلا حدود.
ما معنى اسم بايزيد؟
ولعلَّ مقدمة الاسمة “با” تشير إلى معنى “أبو” وبالتالي يكون المعنى “أبو يزيد” وفي هذا مبالغة على صفة الزيادة والعطاء، وإلباسها ثوب التأكيد على صفة الإضافة والتقديم التي تلحق باسم “يزيد”، ومن هم من يدعي أنها تدّل حرفيًّا على أبو يزيد والمقصود فيه معاوية بن أبي سفيان أبو يزيد بن معاوية، وذلك عقب مرحلٍة تاريخيٍة معينة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والتاريخ الإسلامي، خاصة بعد الشهرة التي نالتها تلك الشخصية إزاء بعض المعارك والأحداث، التي غيرت تاريخ شعوب المنطقة في تلك الفترة من الزمن حتى أيامنا هذه.
وإن نظرنا في تقسيم اللغوي للاسم عند كتابته على نظام الكتابة التركي الحديث سيكون بهذا الشكل “Beyazit” والذي يُلفظ “بايزيت” إذ يغلب في التركية لفظ حرف “ت” على “د” في نهاية الاسماء كما في “مُحمّد” أو “أحمد” إذ يلفظان على التوالي “مُهمت” او “أهمت”، والهاء بدلًا من الحاء، لغياب هذا الحرف الحلقي من التركية، ومنا هنا يمكن تأويل المقطعين الاثنين من الاسم، أولهما “Beyaz” والتي تعني “أبيض”، والثاني “it” في إشارة إلى نهاية كلمة “yiğit” والتي تعني الشجاع أو البطل، ومن هنا يكون معنى الاسم الشجاع الأبيض، أو البطل ذو النور، دلالًة على البركة وإضفاًء للروحانية التي تتعلق بهذا الاسم.
أما دلالته الفارسية فتتفق مع فكرة أبو يزيد، والتي تبدو هي الراجحة والأقرب للجذر الأصلي لها في العربية، ويشتهر باسم بايزيد في هذه الثقافة “أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان البسطامي” الذي يُلفظ “بايزيد” وليس “أبو يزيد” في الفارسية، وهو من أبرز أعلام الصوفية من القرن الثالث الهجري والملقب بسلطان العرافين، والذي كان إحدى الروات وتلاميذ الإمام جعفر الصادق، وبهذا يحمل هذا الاسم بعض الدلالات الدينية لدى البعض، كما هو الحال حين يُنسب إلى شخصيات تاريخية مهمة مثل أبو يزيد معاوية بن أبي سفيان.
ولا تتوقف دلالات الاسم عند هذا الحد، بل يحمل بين حروفه قصصًا تاريخية مهمة خاصًة حين يُنسب إلى السلطان العثماني الرابع بايزيد الأول بن مراد الأول، والملقب بالبرق “Yıldırım” لاستجابته السريعة للمعارك وقيادته لها وهو على رأس الجيش، ومن الجدير بالذكر أيضًا السلطان العثماني بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، ولا يقتصر اسم بايزيد على الأفراد من الذكور أو أسماء العائلات بل حتى لأماكن جغرافية أو أسواق أو مساجد ومنها مدينة “دوغبايزيد” التي تقع في محافظة أغري التركية.
صفات حامل اسم بايزيد
يعدّ اسم بايزيد من الأسماء غير المعروفة لدى معظم الناس، لذلك تكثر عمليات البحث عن معنى هذا الاسم وحكم تسميته في الإسلام وأصله. ترجع في الحقيقة تسمية بايزيد إلى سوريا، في حين يرجعه البعض إلى تركيا، حيث يعتبر اسمًا شائعًا أيضًا في العديد من دول شبه الجزيرة العربية.
في الواقع ليس هناك معانٍ واضحة ودقيقة لهذا الاسم النادر، لكن سميت به الكثير من الشخصيات التاريخية القديمة العظيمة، كما أنه يطلق على الذكور فقط فهو غير لائق لتسمية الإناث، حيث لا تناسب صفات حامله الإناث إطلاقًا.
يتّصف حاملو هذا الاسم بالكثير من الصفات التي تجعلهم محبوبين من الآخرين، حيث يتميز حامله بأنّه:
- شخصية اجتماعية وليست انطوائية.
- يحب التفاعل مع الآخرين وتكوين صداقات معهم ومعاشرتهم بلطف ومحبة.
- وأنه شخصية كثيرة الكلام واللغو سواء كان الكلام مفيدًا أو غير مفيدٍ وهذه من الصفات غير محببة لدى البعض.
- كما يتمتع حامله بذكاء شديد في التعامل مع الغير وبنشاط كبير في العمل والتفاعل وإتمام الصفقات والمصالح العامة.
- ومن أهم الميزات التي يمتلكها هي قوة الشخصية والقدرة على مواجهة المشاكل والمصاعب والتحديات؛ مما يجعله قادرًا على اجتياز الصعاب بسهولة.
- كما يساعده ذكاؤه في التصرف في الأمور بحكمة وسرعة.
حكم تسمية بايزيد في الإسلام
أما عن حكم تسمية هذا الاسم في الإسلام فمن الجائز التسمية به مادام يخلو من الشروط التي تخل بحكم الإسلام، حيث يُشترط ألّا يدل الاسم على عبادةٍ لغير الله عز وجل، وألا تتخذ صفات الله تعالى كاسمٍ لأحد، وألا يعبر الاسم عن صفات مذمومة، وأن يخلو من أي معنى دالّ على المنكرات، وألا يدل على التكبر والغرور.
ولا بدّ من معرفة اشتقاق الاسم من لغة أصله ومعرفة من تسمى به من المسلمين أو العرب حديثًا كان أم قديمًا وذلك للتأكد من جواز التسمية به، وكذلك ينبغي معرفة معناه في لغته وإذا كان منقولًا من لغة أخرى فلا ينبغي للمسلم أن يسمي به إذا كان منقولًا حتى يعرف معناه لأنه قد يتضمن شعارًا أو معانٍ تنافي الدين والأخلاق خصوصًا في هذا العصر الذي اختلطت فيه المفاهيم واختلّت فيه الموازين وكثرت فيه الثقافات.
وفي الواقع لا يخالف اسم بايزيد تلك الشروط التي تنافي مبادئ الإسلام؛ لذلك من الجائز تسمية الأبناء به فهو اسم شائع وطبيعي، بالإضافة أنّه كان منتشرًا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمّى به الكثيرون مثل الصحابي “يزيد بن أسد”.