ما معنى اسم غفران في القرآن والإسلام وصفات شخصيتها؟
ما معنى اسم غفران؟ إنه اسم جميل جدًا وله رونق خاص به، كما أنه منتشر بشكل كبير فقد حاز على إعجاب الكثيرين، فما معنى غفران في القرآن والإسلام وما هي صفات حاملة الاسم؟
“لكلّ امرئٍ من اسمه نصيبٌ”، لا بدّ أنك سمعت بهذه المقولة، وبدأت بالبحث عن معنى اسمك أو أسماء أبناءك أو غيرهم، لتعلم ما تحمله حروفه من طاقات قد تجلبها لك ولهم، وللبحث عن معنى اسم ما كاسم “غفران” الذي تبحث عنه، عليك بالبحث في معاجم اللغة العربية، كقاموس الوسيط، ومعجم اللغة العربية المعاصرة والرائد ولسان العرب والقاموس المحيط، وإليك ما قد تجده فيها، وما قد يجيب على تساؤلك.
معنى اسم غفران
ففي معجم اللغة المعاصرة، وردت كلمة غفران من أصل المصدر غَفَرَ، وأشار لما تعنيه هذه الكلمة بالنسبة لكلٍّ من الديانات اليهودية والمسيحية، فهنالك يومٌ يطلق عليه بعيد الغفران، أو اليوم الكيبور، و هو يومٌ مقدّسٌ لدى اليهود، حيث يُحتفل لمدة عشرة أيامٍ متواليةٍ بالصلاة والصيام وتنتهي بهذا اليوم العظيم. أما لدى المسيحيين، فلكلمة غفران درجاتٌ مختلفةٌ، فهي تعني العفو التام أو الجزئي من العقاب جرّاء اقتراف الذنوب، ولدى طائفة الروم الكاثوليك، يُمنَح كلُّ كاثوليكيٍّ الغفران أي العفو، مقابل أدائه العطايا أو أعمال الخير أو لواجبات خاصةٍ بالكنيسة الكاثوليكية، وذلك ضمن فترةٍ زمنيّةٍ محددّةٍ.
وردت كلمة غفران بمعناها المُبسّط في المعجم الرائد، بمعنى العفو من المصدر غَفَرَ.
وارتبط الغفران دومًا بمواصفات الله جل جلاله، فغفران الله للبشر، يُقصد به التغاضي عن ذنوبهم وخطاياهم، كما ورد في معجم المصطلحات الفقهية، وكذلك وردت كطلبٍ من البشر والاستسماح من رب العباد عن ما اقترفوه من سيئاتٍ ومعاصٍ، ليقيهم سوء العقاب والعذاب، وذلك في آيات الكتاب الكريم، كما في سورة البقرة في الآية 285، “غُفرانك ربنا وإليك المصير”.
وفي معجم لسان العرب، ذُكرت كلمة غفران بشكلٍ خاصٍّ، كأحد أسماء الله الحسنى، فهو الغفور الرحيم، الساتر لعبده، والذي يغطي على الذنوب ومعصيات البشر، ليمنحهم فرصةً ثانيةً، فنقول ربنا اغفر لنا مغفرةً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: غُفرانك الغفران، وذلك بعد الخلاء، لانقطاعه عليه السلام عن ذكر الله في قلبه في وقت الخلاء، فيُطلب الغفران، ويستغفر ربّه، ظنًّا منه بارتكاب الذنب لتركه الذكر.
فكما ترى، يحمل هذا الاسم بين حروفه معانٍ ساميةٍ، ويمنح صاحبته قوةً تكمن في قوة المسامحة، فالغفران هو العفو والمسامحة، وكلٌّ منهما يتطلّب روحًا صافيًة، تسمو بأخلاقها العالية، لتتخلّص من أيّة حقدٍ أو ضغينةٍ، وفوق ذلك يزيد اسم غفران قوّةً عن معناه العفو، فتتباين الكلمتان في المعنى ببعض الاختلافات، فيُقصد بالعفو التغاضي عن العقوبة قبل وقوعها أو بعده، أمّا الغفران فيُقصد به التغاضي عن العقوبة قبل وقوعها، مع التكتّم حول الخطأ المُرتَكَب وصاحبه لستره وصونه، فكما ترى الغفران يتطلّب إرادةً أقوى وقلبًا أكبر وقادرٌ على التغاضي عن أيّ أذيةٍ أو ألمٍ أصيب به، فاسم غفران هو اسم عَلَمٍ عربيٍّ مؤنّثٍ.
صفات حاملة اسم غفران
فكما ساد الاعتقاد، سينال الشخص نصيبًا من الاسم الذي سيُنادى به طوال حياته، فصاحبة اسم غُفْرَان تتمتّع بمقدرةٍ على مسامحة المُذنب وستره، والصفح عن الأخطاء، فيخلو قلبها من الكره، وتنشر المحبة والوئام بين محيطها، وتتمتع بالقوة والمقدرة على تجاوز مصاعب الحياة.
وقد تتساءل عن حكم اسم غُفْرَان في الإسلام، فهناك بعض الأسماء التي يُشكّك بها، لما تحمله من سوءٍ في المعنى لصاحبها، أو لدلاتها لمعبودٍ غير الله جل جلاله، والإشراك به، أمّا اسم غُفرَان فهو اسمٌ محلّلٌ وشرعيٌّ، نظرًا لجمال اللقب الذي يمنحه لصاحبه، وبُعدُه عن الشُرك بالله عزّ وجل.