ما هو الماء المقطر

شادي ديب
شادي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

يُعتبر الماء المقطر هو الشكل الاكثر نقاءً من أشكال الماء الموجود على الأرض، ويتم الحصول عليه من تحويل الماء من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة كنتيجةٍ لعملية التكثّف، ويختلف من ناحية محتواه عن بقية أنواع المياه المُخصصّة للشرب وأغراض الاستخدام البشري.


الماء المقطر

الماء المقطر (Distilled water) هو الماء الذي يُحصل عليه من خلال عملية تقطير الماء، والتي يتم فيها فصل الماء بصيغته الكيميائية الصافية H2O عن جميع الملوثات والمعادن والشوارد والمواد الكيميائية الذائبة فيه، من خلال غلي الماء وتحويله إلى حالته الغازية (البخار) ومن ثم تكثيف البخار الناتج بهدف إعادته إلى حالته السائلة وحفظه في أوعيةٍ مختلفةٍ.


صلاحية الماء المقطر للشرب


هل يُمكن شرب الماء المقطر؟

من الناحية النظرية طبعًا يمكن شرب الماء المقطر وخصوصًا لخلوه التام من المسببات المرضية والملوثات الضارة، لكن من المتوقع أن لا يُعجب الإنسان بطعم الماء لكونه خفيفًا ولخلوّه من كلّ المواد التي تُكسب الماء طعمه المميز، كما أن نظرية صلاحية الماء المقطر للشرب لها عدد من المناصرين والمناهضين، يقول المناصرون بأن شرب الماء المقطر يساعدك على التخلّص من السموم والمواد والعناصر الكيميائية الضارة الموجودة في الجسم، في حين يقول مناهضو النظرية أن شرب الماء المقطر قد يُخفّف من تركيز المواد الضّارة ولكنه سيُخفف أيضًا من تركيز المعادن والشوارد المفيدة، كما أنه سيُخفّض من مناعة الإنسان الناتجة عن تلقيه عددًا من المُسببات المرضية الضعيفة الموجودة في مياه الشرب والتي تساعد على رفع المناعة الذاتية لجسم الإنسان، بالإضافة لإزالة مصدرٍ مهمٍ من مصادر تغذية الجسم بالمعادن المفيدة الموجود في مياه الشرب العادية عند استبدالها بالماء المقطر.


مساهمة ماء الشرب في التغذية المعدنية

دُرس تأثير محتوى الماء من المعادن على إمدادات الجسم ببعض العناصر المعدنية الهامة لوظائفه مثل الفلورايد الذي لا تزال آلية تأثيراته النافعة في الجسم إلى وقتنا الراهن غير معروفةٍ، وتأثير الكوبالت النافع كمكونٍ رئيسيٍ في تكوين فيتامين B12، بالإضافة إلى تأثيراته المستقلّة عن الفيتامين وغيرها الكثير من المعادن، كما دُرس تأثير محتوى الماء من بعض العناصر المعدنية التي تُعتبر سامةً عند زيادتها عن تركيزٍ محددٍ مثل الكبريت والصوديوم وغيرها.

خير دليلٍ لاستشفاف دور الماء في التّغذية المعدنية للجسم هو الأطفال الصغار الذين يستهلكون ما يُعادل ثلث استهلاك الشخص البالغ من الماء في حين يبلغ وزنهم ما يُعادل عُشر وزن الإنسان الناضج، ومع تغذيتهم المنخفضة نسبيًا مقارنةً بالشخص البالغ يمكنك تخيّل مدى حصولهم على العناصر المعدنية الهامّة لنموّ الجسم من ماء الشرب.


بديل الماء المقطر


المياه المعدنية

هي البديل الأول والأكثر شيوعًا للماء المقطر، وتُعرّف على أنها المياه المُفلترة والمُعقّمة التي تحوي على تراكيز عاليةٍ من بعض العناصر المعدنية المُهمة مثل المنغنيز والكوبالت والحديد والنحاس وغيرها، وهي خيارٌ أنظف وأفضل من ماء الصنبور ومصدرٌ مهمٌ للتغذية بالعناصر المعدنية، وتميل المياه المعدنية لاحتوائها على 200 إلى 250 جزء في المليون من إجمالي تركيز المواد الصلبة الذائبة الكلية في الماء.


مياه الينابيع

هي البديل الطبيعي الصحي للماء المقطر، وتأتي من الينابيع الناتجة عن المياه الجوفية، تحوي مثل المياه المعدنية على نسبةٍ كبيرةٍ من المعادن المفيدة، لكن من المتوقع أن تكون أقلّ تلوثًا بالميكروبات والكائنات الحية الدقيقة، فهي صالحةٌ لاستخدامات الشُرب بشكلٍ مباشرٍ دون الحاجة إلى أيّ معالجاتٍ كيميائيةٍ كالتي تتعرض لها المياه المعدنية، لكن من المُفضّل تعريضها لعملية فلترةٍ أو ترشيحٍ فيزيائيةٍ بسيطةٍ للتخلص من الشوائب التي من المحتمل وجودها فيها.


المياه منزوعة المعادن

هي المياه التي تعرضت لعملية نزعٍ للعناصر المعدنية الموجودة فيها عن طريق بعض المعاملات الكيميائية مثل تعريض الماء للراتنجات التي ترتبط بكل الايونات المعدنية الموجودة في الماء مثل الحديد والكوبالت والمغنيزيوم والمنغنيز والنحاس والكالسيوم والصوديوم وغيرها الكثير، ويكون الماء الناتج خالي تمامًا من المعادن مثل الماء المقطر لكن يختلف عنه في أن نزع المعادن لا يزيل المسببات المرضية مثل البكتيريا والفيروسات وغيرها، بالتالي ليست مصدرًا آمنًا للشرب متل بقيّة الأنواع كما من المحتمل أن لها تأثيراتٍ مُشابهةٍ للماء المقطر على المدى الطويل في تقليل العناصر المعدنية المتوفرة في الجسم.


المياه المُنقاة بعملية التناضح

يتم تنقية الماء بالتناضح وفق مبدأ تغير الضغط الإسموزي للسوائل، بحيث يُمرّر الماء عبر أغشيةٍ تحت تأثير الضغط والحرارة، تزيل هذه الأغشية أغلب الأيونات المعدنية والمواد الملوثة الحيوية كالبكتيريا والفيروسات ومختلف أنواع الميكروبات، وتُعتبر من أفضل البدائل للماء المقطر والأكثر سهولةً ويسرًا في الحصول عليها.


طريقة تحضير الماء المقطر منزليًا

يعتبر تحضير الماء المقطر منزليًا من العمليات السهلة والتي لا تُعتبر معقدةً ويمكن الحصول عليها باستخدام مواد موجودةٍ في كلّ منزلٍ ولا تتطلب سوى بعض الماء العادي ووعاءً لغلي الماء وآخر لوضع الماء المقطر فيه بالإضافة لبعض الثلج.
هي عمليةٌ سهلةٌ لكنها تحتاج لبعض الوقت، ففي الطريقة التالية وانطلاقًا من ثمانية اكوابٍ من الماء العادي (ليترين تقريبًا)، يمكنك الحصول على كوبٍ من الماء المقطر (250) مل خلال ساعةٍ من الزمن، بالتالي لتحضير جالونٍ من الماء المقطر ستحتاج إلى عمليةٍ تستغرق 13 ساعةً متواصلةً من التقطير، وفق الخطوات التالية:

  1. تجهيز المواد للعملية

    ضع الوعاء الكبير على النار وضع فيه ثمانية أكوابٍ من الماء العادي، ثم قم بوضع الوعاء الأصغر داخل الوعاء الكبير بحيث يطفو في الماء الموجود بداخله، ومن المهم أن يطفو الوعاء الصغير فوق الماء لأن السرّ في نجاح عملية التقطير هو احتواء الوعاء الكبير على قدرٍ كبيرٍ من الهواء بين الوعاء الصغير وجوانب وغطاء الوعاء الكبير.

    تجحهيز المواد

  2. بدء عملية التقطير

    قم بتشغيل النار تحت الوعاء الكبير ولتكن نارًا متوسطةً إلى عالية، وفي حال وجود ميزان حرارةٍ حاول الحفاظ على الماء دون درجة الغليان ويفضل على درجة حرارة 83-95 درجةٍ مئويةٍ، بحيث تُلاحظ تشكّل البخار بكثافةٍ دون غليان الماء وتشكل الفقاقيع، ومن الجدير بالذكر أن تقوية النار تحت الماء لن تساهم في تسريع العملية عن طريق اطلاق المزيد من البخار إنما ستعمد إلى تسريع تسخين غطاء الوعاء وهو ما سيُسبب اختلالًا في العملية برمتها وصعوبةً في تكثيف الماء.

  3. مرحلة التقطير الفعلي

    قم بوضع الغطاء للوعاء الكبير بشكلٍ مقلوبٍ فوق الوعاء وهو ما سيسمح بسيلان قطرات الماء المُتكثف على السطح السفلي للغطاء باتجاه مركز الغطاء ومن ثم نزولها في قلب الوعاء الداخلي الصغير، ثم قم بوضع القليل من مكعبات الثلج فوق الغطاء بحيث تعمل الفروق الحرارية بين الوجهين الخارجي والداخلي للغطاء على سهولة تكثيف بخار الماء.
    .

    استخدم الثلج لتكثيف البخار للحصول على الماء المقطر

  4. المرحلة الأخيرة

    كل ما عليك هو الانتظار الآن وتبديل الثلج عندما يذوب، من المتوقع أن تُبدّل الثلج مرتين خلال ساعة الانتظار مرّةً بعد نصف ساعة ومرةً بعد 45 دقيقةٍ، مع مراعاة عدم انسكاب الثلج الذائب داخل أيٍ من الوعائين الكبير أو الصغير، وفي نهاية العملية من المتوقع الحصول على ما يُعادل كوب من الماء المقطر داخل الوعاء الصغير.

هل أعجبك المقال؟