ما هو دور المسرح الثقافي والاجتماعي؟
يسهم فن المسرح في تمثيل الواقع، وعكس كل ما يحصل به، حيث يمثل جميع القضايا التي تحصل في المجتمع بصورة واضحة أمام الناس، ما هو دور المسرح الثقافي والاجتماعي؟
أصل مصطلح المسرح
يعود أصل مصطلح المسرح (Theater) إلى اليونانية من الكلمة (Theasthai)، وهو المكان حيث يمكن للجمهور حضور العروض المسرحية أو أنماط أخرى من الأعمال الفنية، ابتكر اليونانيون المسرح حوالي 500 قبل الميلاد في أثينا، في بداياتها كانت المسرحيات وسيلة اليونانيين للتقرّب من الآلهة، حيث تم تأليف المسرحيات وعرضها في مهرجانات ضخمة تكريمًا للإله ديونيسوس (إله الخصوبة والنبيذ)، توّجب على الناس حضور هذه المسرحيات في إطار طقوسهم الدينية.
وكما يدل أيضًا على العمل المتكامل على المسرح، ويلزمه العديد من العوامل كي تكتمل أركانه وهي خشبة المسرح، والممثلين، والمؤثرات الصوتية، والضوئية، والخلفية، والأزياء، بما فيهم جمهور الحاضرين.
قيمة وأهمية المسرح
للمسرح قيمة وأهمية ثقافية واجتماعية في كل المجتمعات، لأنّه:
- يُعزّز التواصل البشري، فخلال حضور المسرحية يتشارك الإنسان هذه التجربة الفنية الفريدة مع الممثلين الذي يؤدون العرض، بالإضافة إلى الجمهور الذي يرافقه في المسرح الأمر الذي يغيب عن شاشات التلفزة.
- يُحفّز المسرح الفرد على التفكير ورؤية الأمور من منظور آخر، فخلال العرض بتابع المشاهد مسار الأحداث ويجد نفسه أمام العديد من المعضلات الأخلاقية والاجتماعية التي تواجه أبطال العمل.
- يُعرّي المسرح المجتمع، ويُسهم في طرح القضايا بتجرد، فهو يطرح المشكلات الاجتماعية ويقترح في المقابل الحلول لها، إنّه بمثابة منصة للدعوة نحو تغيير المجتمع نحو الأفضل.
- تضيء الكثير من المسرحيات على قضايا المجتمع مهمة، وتطرحها بأسلوب متجرد وحيادي، كما تقترح حلول لها.
- يساعد المسرح على تعزيز الحوار الاجتماعي، ويشجع على إحداث التغيرات الإيجابية في المجتمع.
- يعتبر المسرح ظاهرة ثقافية مستقلة تنقد المجتمع وتلقي الضوء على أهم المشاكل الثقافية وتطرح حلولاً مناسبة لها، ويتيح فرصة الاستماع إلى وجهة النظر المعارضة أو المختلفة.
- أظهرت العديد من الدراسات أهمية المسرح التعليمية، ولوحظت زيادة في مستوى التحصيل الدراسي للطلاب المشاركين في الأعمال المسرحية والمهتمين بالفنون المسرحية.
أنواع المسرح
تعود أول مسرحية في التاريخ إلى القرن السادس قبل الميلاد في اليونان والتي حدثت بشكلٍ عفويّ ثم أخذ بعدها المهتمّون بتطوير الفكرة وتعزيزها لتصبح المسرحيّات من أهم الأحداث التي تُقام سنويًّا في البلاد. تتطلّب إقامة المسرحية توفّر عدّة عناصر هي: خشبة المسرح، المؤثرات الصوتية، الإضاءة، الخلفية، الأزياء وبالطبع الكاتب، المخرج والممثلين.
تتنوّع المسرحيات في مواضيعها وأفكارها. فقد نجد:
- المسرح الموسيقي: من الأنواع الشائعة في لندن ونيويورك، يعتمد هذا النوع على إيصال الفكرة بشكل أغنيةٍ ورقص.
- المسرح الكوميدي: على الرغم من اعتماده على حس الفكاهة إلا أنّه عادةً ما يغطّي هذا النوع أفكارًا اجتماعيّةً مهمّة.
- المسرح التراجيدي: كما يوحي الاسم، يغلب الطابع المأساوي الحزين على المسرحيّة، كما يشتهر بسرد القصص المؤلمة والتي عادةً ما تكون قصص كفاحٍ وتعب.
- المسرح التجريبي: من أقل الأنواع تكلفة وتعب.
- المسرحيات التاريخية: تختص بالتاريخ والأحداث القديمة كمسرحيات شكسبير.
- مسرحيات السيرة الذاتيّة: يهتم هذا النوع من المسرحيات بالأشخاص وتفاصيل حياتهم.
يعجّ كوكبنا بهواة الفن والمسرح وتختلف وجهاتهم، إن كنت تخطط لزيارة أحد المسارح ننصحك بأحد المسارح التالية:
- La Scala de Milan: أحد أشهر دور الأوبرا في العالم، يقع في ميلان إيطاليا.
- Teatro Colon in Buenos Aires: الأشهر في أمريكا اللاتينية حيث نجده في بيونس آيرس في الأرجنتين.
- The Liceo de Barcelona: من الأقدم والأشهر في العالم فقد زاره أهم مغنّي الأوبرا على مر العصور. يقع في برشلونة في اسبانيا.
- Convent Garden: المعروف بدار الأوبرا الملكي، يتواجد في لندن.
المسرح والتوعية بالتاريخ
المسرح هو تلك الخشبة المرتفعة التي يقف عليها الأشخاص ويؤدون أدوارهم التمثيلية أمام الجمهور، حيث يُعرف أدائهم باسم المسرحية التي يكون دائمًا لها أهداف وغايات وتعبّر عن مواقف كثيرة نمر فيها في حياتنا. والمسرح هو من أهم أشكال الفن عبر التاريخ، الذي كان له دور مهم في مساعدتنا على فهم الثقافة والمجتمع من حولنا، حيث يستخدم الكتاب المسرحيون المسرح للتعبير عن آرائهم حول مواضيع حياتية ثقافية أو سياسية أو اجتماعية وتوعية الناس في حواراتهم حول موضوع معين.
ولعب المسرح على مر الزمن دورًا مهمًا في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث ساعد المجتمعات على تطوير دياناتهم وأساطيرهم، ولعب دورًا مهمًا في التأثير على الفكر، كما كان له دور مهم في تذكر بعض المجتمعات وتاريخها مثل اليونان القديمة والتي ظهر فيها المسرح للمرة الأولى.
فبعد أن ظهر المسرح في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد خلال احتفالهم بديونيسوس إله الخصوبة والنبيذ، والذي كانوا يحتفلون بطريقة غريبة، فتراهم يرقصون ويتمايلون بشكلٍ هستيريٍّ، تم تطوير المسرحيات إلى أن ظهر كاهنٌ يدعى (تيسبيس) أضاف عنصر الحوار للمسرحية، فأصبح الممثل الأول على خشبة المسرح، ومن ثم تطوّرت هذه الظاهرة الفنية وأصبحت المسرحية من أساسات الاحتفال بالإله ديونيسوس السنوي وبعض الآلهة أيضًا.